الياس توما من براغ: قدمت الصين احتجاجا رسميا على الاستفزاز الحكومي التشيكي لها الذي تجلى بظهور رئيس الحكومة التشيكية ميريك توبولانيك قبل عدة أيام وهو يضع علما صغير للتبيت على الجيب الأمامي لطقمه خلال إعلانه في مؤتمر صحفي عن عزمه زيارة الصين خلال الألعاب الاولمبية فيها التي ستجري الشهر القادم لكن هذه المشاركة لن تكون في حفل الافتتاح وإنما بعد عدة أيام من ذلك.

ونقلت صحيفة ملادا فرونتا التشيكية الواسعة الانتشار عن مصدر دبلوماسي تشيكي وصفته بالرفيع قوله لها أن السفير التشيكي لدى بكين فييتزسلاف غريبل قد استدعي إلى وزارة الخارجية الصينية وسلم مذكرة احتجاج بهذا الشأن كما طلبت وزارة الخارجية الصينية تفسيرا فيما إذا كانت هذه الخطوة تمثل تغييرا في السياسة الخارجية لبراغ تجاه الصين.

وبالتوازي مع هذا الموقف قدمت السفيرة الصينية لدى براغ خو يو تشين أيضا احتجاجا بهذا الصدد في وزارة الخارجية التشيكية. وكان رئيس الحكومة التشيكية قد أعلن يوم الثلاثاء الماضي انه لن يشارك في حفل افتتاح الألعاب الاولمبية في بكين بسبب الأحداث التي جرت في التيبت غير انه سيتوجه إلى بكين في الثالث عشر من الشهر القادم لدعم الرياضيين التشيك الذين سيشاركون في الألعاب الاولمبية بعد أن تلقى طلبا بهذا الشأن من الاتحاد الاولمبي التشيكي.

ويخشى الصينيون من ظهور توبولانيك في الصين وهو يضع علم التبيت على صدره الأمر الذي إذا ما حدث حسب مصدر دبلوماسي تشيكي سيكون أمرا محرجا لان أكثر شيء يثير الصينيين هو مثل هذا الأفعال. وتتوقع صحيفة ملادا فرونتا أن لا يعمد أحدا من المسؤولين الصينيين إلى استقبال توبولانيك خلال وجوده في الصين بسبب مواقفه وتصريحاته الانتقادية للصين ولوضع حقوق الإنسان فيها.

وترى الصحيفة أن ما قام به توبولانيك من وضع علم التيبت على صدره لم يسبقه إليه أي مسؤول أوربي حتى الآن. يذكر أن الدبلوماسية التشيكية والعديد من المسؤولين الحكوميين التشيك يركزون منذ فترة على انتقاد أوضاع حقوق الإنسان في الصين وكوريا الشمالية وكوبا وروسيا البيضاء غير أنهم يتجنبون أي انتقاد لممارسات إسرائيل العنصرية بحق الفلسطينيين الأمر الذي يجعل شعار الدفاع عن حقوق الإنسان الذي ترفعه الدبلوماسية التشيكية كواحدة من اولوياتها واولويات الحكومة التشيكية في مجال السياسة الخارجية مشكوكا في صدقيته كونه يدل على إتباع نهج العمل بمكيالين.