الخليل: تمتد بين المنازل المتنقلة حبال الغسيل ويعتمر رجال مسلحون القلنسوة في حين تغطي النساء رؤوسهن. لا شيء يميز هذه المستوطنة اليهودية عن مثيلاتها في الضفة الغربية باستثناء انها داخل ثكنة للجيش الاسرائيلي.
ومن الخارج، تبدو الثكنة قاعدة عسكرية مثل غيرها فقد اقيمت قبل 20 عاما على انقاض محطة الحافلات الرئيسية في الخليل. وعند بوابتها،يتم التدقيق في الداخلين اليها والخارجين منها.
ومنع جندي يحرس الثكنة المراسل من الدخول. واثار وجود كاميرا تصوير رد فعله الفوري حيث امر بعدم التصوير.ويحظر دخول المدنيين الى الثكنات العسكرية الاسرائيلية.
لكن، منذ نحو عام، يعيش في الثكنة عشرات المستوطنين من الاسر والعازبين. واسباب السماح بذلك ما تزال مجهولة.
وبين جيبين يهوديين في المنطقة التي تسيطر عليها اسرائيل في الخليل، تستقبل الثكنة الجنود المكلفين حماية السكان اليهود.
ويقول ديفيد ويلدر المتحدث باسم مستوطني الخليل جنوب الضفة الغربية ان quot;قطعة الارض التي اقيمت عليها الثكنة تم شراؤها من قبل اليهود مطلع القرن الماضيquot;.
ويضيف quot;نريد بناء منازل فيهاquot; مشيرا الى ان يهود المدينة quot;على استعداد لاستئجار مباني من الجيش في هذا الموقعquot;.
ويحظر الجيش قيادة سيارات الفلسطينيين في الشارع الذي يخترق هذا القسم من مدينة الخليل. واغلقت غالبية المحلات التجارية ابوابها منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في ايلول/سبتمبر 2000.
وفي الشارع، يمارس جنود حريصون على لياقتهم البدنية رياضة الهرولة حاملين بنادقهم الآلية في حين يلهو اطفال المستوطنين معتمرين قلنسوات بدراجاتهم ويلتقط سياح اميركيون صورا للحي حيث تسرع فلسطينيات باتجاه منازلهن.
وفي البعيد، يسمع دوي اطلاق نار في القسم الفلسطيني من المدينة الذي يعد معقلا لحركة حماس، بحيث تجري مواجهات متقطعة بين فلسطينيين والجنود الاسرائيليين.
وفاجأ بث القناة العاشرة الخاصة للتلفزيون مؤخرا صورا لاسر مستوطنين يهودا تدخل ثكنة الجيش بكل حرية، الراي العام الاسرائيلي واثار غضب حركة quot;السلام الانquot; المناهضة للاستيطان.
ولجأت الحركة للمحكمة العليا لمطالبة الجيش بالطرد الفوري لاسر المستوطنين المقيمين في الثكنة.
وقال ياريف اوبنهايمر الامين العام للحركة quot;ان اراضي صودرت لغايات عسكرية لا يمكن ان تستغل لحاجات استيطانيةquot;.
وقال متحدث باسم الجيش ان quot;الجيش استولى على هذه الاراضي في الخليل لدواع امنية منذ العام 1983. وتعيش هناك اسر اسرائيلية منذ 1991 بقرار من مسؤولينquot; وهي تدخل الى الثكنة من باب جانبي.
ومع ذلك، تمت مشاهدة اطفال يدخلون الثكنة من البوابة الرئيسية.
ومدينة الخليل مقسمة الى قسمين منذ اتفاق يعود الى 1997 بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية.
ويعيش اكثر من 800 يهودي في القسم الواقع تحت سيطرة الجيش الاسرائيلي في الخليل بينهم 200 طالب دراسات دينية.
ويسكن الخليل 150 الف فلسطيني بينهم 30 الفا في القسم الخاضع للسيطرة الاسرائيلية.
التعليقات