دمشق: أكدت سوريا التقارير المتناقلة بشأن منع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من القيام بجولة تفتيشية أخرى لموقع quot;الخبرquot; الذي قصفته المقاتلات الإسرائيلية بشبهة أنه منشأة نووية العام الماضي، وزيارة ثلاثة منشآت آخر مشتبه بها، حظرت دمشق على وفد الوكالة زيارتها في يونيو/حزيران، بدعوى أنها مناطق عسكرية.

ونقلت وكالة الأنباء السورية quot;ساناquot; في موقعها الإلكتروني عن مسؤول حكومي في الخارجية السورية: quot;أن الحكومة توصلت مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى مذكرة تفاهم نصت على قيام وفد الوكالة المذكورة بزيارة موقع الخبر الذي قصفته إسرائيل دون سواه ولمرة واحدة.quot;

وتابع التقرير: quot;بالفعل نفذت سوريا ما التزمت به بهذا الصدد وكانت قد أكدت أيضاً أنه إذا كان لدى الوكالة بعد قيام وفدها بزيارة الموقع أسئلة استيضاحية أخرى فبإمكانها تزويد الجانب السوري بها للإجابة عنها.quot;

وجاء التوضيح السوري رداً على ما نقلته الأسوشتيد برس عن مصادر دبلوماسية أن سوريا رفضت زيارة جديدة لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتقصي حول تقارير استخباراتية تشير لبناء حكومة دمشق لمفاعل نووي بمساعدة كوريا الشمالية.

كما نقلت الوكالة عن ذات المصادر أن الولايات المتحدة عممت مذكرة بين أعضاء مجلس الوكالة، تبدي فيه معارضتها لمساعي سوريا للحصول على مقعد في مجلس الوكالة الدولية، المكون من 35 مقعداً.

وفي هذا السياق نقلت quot;ساناquot; عن المصدر المسؤول، الذي لم تسمه: quot;تؤكد سوريا أن كل المزاعم التي تروج لها الولايات المتحدة بهذا الوقت تحديداً بهدف تبرير العدوان الإسرائيلي على موقع الخبر من جهة، ولثني بعض الدول عن دعم ترشيح سوريا لمقعد بمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من جهة أخرى، هي مزاعم باطلة لأن سوريا لم تعمل على إقامة مفاعل نووي بالتعاون مع جمهورية كوريا الديمقراطية أو سواها وهي ملتزمة بمعاهدة منع الانتشار النووي وسجلها في التعاون مع الوكالة بهذا الصدد يشهد على ذلك.quot;

وأردف المصدر: quot;ولو كانت الولايات المتحدة تتمتع بالحد الأدنى من الصدقية للفتت الأنظار إلى ما تملكه إسرائيل من سلاح نووي يهدد أمن واستقرار المنطقة.quot;

وإلى ذلك، نقلت الأسوشيتد برس عن المصدر الدبلوماسي بعض من فحوى المذكرة الأمريكية التي جاء فيها: quot;انتخاب سوريا لمجلس الوكالة فيما يجري تحقيق حول بنائها سراً مفاعلاً نووياً غير معلن عنه، يتنافى والأغراض السلمية، سيكون مثيراً للسخريةquot;، وفق ما نقلت الوكالة. ونقلت المصادر الدبلوماسية أن واشنطن تدفع كازاخستان لمنافسة سوريا على المقعد.

وأشارت تلك المصادر إلى أن سوريا رفضت الشهر الماضي طلباً للوكالة الذرية للقيام بجولة أخرى، لمتابعة الجولة التي قام بها مفتشوها في يونيو/حزيران. وقال أحد المصادر، دبلوماسي رفيع رفض كشف هويته، إن quot;السوريين أشاروا إلى أن توقيت الزيارة غير مناسب، مما قد يترك الباب مفتوحاً أمام إتمام الزيارة في وقت لاحق.quot;

إلا أن مصادر دبلوماسية أخرى استبعدت أي زيارة أخرى لسوريا، الأمر الذي قد يشل الجهود الدولية للتحقيق في المزاعم الأمريكية بأن الموقع، الذي دمرته غارة إسرائيلية العام الماضي، كان مفاعلاً شبه مكتمل لإنتاج البلوتونيوم، شيدته حكومة دمشق بمساعدة نظام بيونغ يانغ الشيوعي، وأن سوريا تواصل إخفاء منشآت مرتبطة به.

ويرى البعض أن نتائج العينات البيئية، التي حملها مفتشو الوكالة من موقع quot;الخبرquot; الذي دمرته المقاتلات الإسرائيلية في سبتمبر/أيلول الماضي، قد لا تكون حاسمة، مما يجعل من الزيارة الثانية أمراً ضرورياً.

كما تأمل الوكالة الذرية من الزيارة الأخرى، تفقد ثلاثة مواقع أخرى مشتبه بها، منعت السلطات السورية المفتشين الدوليين من زيارتها في يونيو/حزيران، كما أملت أن تتاح لها فرصة استجواب مسؤولين سوريين بشأن التعاون الطويل والمكثف مع مسؤولين نوويين من كوريا الشمالية زاروا سوريا في السابق.

وذكرت المصادر الدبلوماسية أن سوريا نفت بشدة أي وجود كوري شمالي في البلاد، رغم كافة التقارير الاستخباراتية التي تشير إلى أن تصميم مفاعل quot;الخبرquot; نمط لا تبنيه سوى الدولة الشيوعية. ووصف مسؤولون سوريون الاجتماع بنظرائهم النووين في كوريا الشمالية بأنها عرضية وغير رسمية، على نقيض المعلومات الاستخباراتية، وفق تلك المصادر.