رام الله: اختارت السلطة الفلسطينية تلة جنوب رام الله تطل على مدينة القدس وتبعد عنها بضعة كيلومترات، لدفن محمود درويش الى جانب قصر الثقافة الذي اقام فيه الشاعر الفلسطيني الراحل آخر امسياته الشعرية. وقررت السلطة الفلسطينية دفن الشاعر درويش في رام الله بعد ان قام وفد من الرئاسة الفلسطينية بالطلب من اسرة الشاعر التي تسكن في الجليل، السماح بدفنه في رام الله بناء على رغبته، حسبما قال مسؤولون في الحكومة الفلسطينية.
وقال وزير الخارجية والاعلام في الحكومة الفلسطينية رياض المالكي ان وفدا رفيع المستوى توجه الى اسرة الشاعر الفقيد واعرب عن quot;رغبة السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية في دفن الشاعر درويش في مدينة رام الله التي احبهاquot;. واضاف ان quot;الاسرة وافقت على ذلكquot;. وسيصل جثمان الشاعر درويش الى الارض الفلسطينية ظهر بعد غد الاربعاء على متن مروحية اردنية الى مقر الرئاسة الفلسطينية قبل دفنه في الموقع المخصص لذلك.
وقال احمد عبد الرحمن، مستشار الرئيس الفلسطيني والمتحدث باسم فتح لوكالة فرانس برس ان quot;جثمان الشاعر محمود درويش سيصل من الولايات المتحدة صباح بعد غد الاربعاء الى الاردن ثم سينقل بمروحية اردنية الى رام اللهquot; في الضفة الغربية. واضاف ان quot;الطائرة ستهبط في مقر الرئاسة (المقاطعة في رام الله) ثم ستجري مراسم ينقل بعدها الجثمان في جنازة مهيبة الى موقع الدفن جنوب غرب رام اللهquot;.
وسيشارك رئيس السلطة محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض في الجنازة التي من المتوقع ان تكون الاضخم منذ وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في تشرين الثاني/نوفمبر 2004. وكانت مصادر المحت الى تأجيل موعد الجنازة الى الاربعاء في حال لم يصل جثمان درويش في الوقت المحدد من الولايات المتحدة حيث وصل وفد فلسطيني للاشراف على عملية نقله الى رام الله عبر عمان.
وتبرعت بلدية رام الله بقطعة الارض التي سيقام فيها ضريح درويش في مكان قريب من قصر الثقافة الذي شيد قبل سنوات واقام فيه الشاعر الراحل آخر امسياته الشعرية قبل اقل من شهر في مهرجان quot;وين ع رام اللهquot; الذي نظمته البلدية في ذكرى مرور مئة عام على انشائها. وقد بدأت وزارة الاشغال العامة ومسؤولون من مكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس منذ اعلان وفاة محمود درويش السبت العمل على تجهيز الارض لدفنه ورفعت آلاف الاعلام الفلسطينية والرايات السوداء على طول الطريق المؤدية الى موقع الدفن.
وقالت مصادر ان السلطة الفلسطينية طبعت اكثر من خمسة الاف علم عليها صورة درويش لكي يتم توزيعها خلال التشييع في رام الله التي اطلقت خلال الاحتفالات التي نظمتها بلديتها وانتهت الاسبوع الماضي قبل وفاته، اسم محمود درويش على احدى ساحات المدينة. وعقدت الحكومة الفلسطينية التي يترأسها سلام فياض اليوم الاثنين جلسة خاصة quot;وفاء للشاعر درويشquot; كما وصفها فياض.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني في كلمة في بداية الجلسة ان محمود درويش quot;سجل بكلماته فصول النكبة وصراع البقاء وملحمة البطولة الطويلة في الصمودquot;، مؤكدا ان quot;اشعاره باتت جزءا لا يتجزأ من الذاكرة الوطنية الحيةquot;. واشار فياض الى quot;رواية درويش في رحلته القاسية والجميلة، التي حملته طفلا من البروة الى الجديدة التي كبر وعاش شبابه فيها لتصبح كل البيوت والقرى والبلدات والمدن والمخيمات مسقطا لرأسهquot;.
ورأى ان الشاعر الراحل quot;احضر كل اللغات الى فلسطين ومعاناة اهلها واصرارهم على الحياة واستحق مكانته حاملا قضية شعبه ومكانتها في رحب الانسانية والانتصار للحق والعدالة وحق الحياةquot;. وتابع فياض ان quot;ارض فلسطين ستحتضنك (...) لينمو ربيعها بالثقافة وابداع الاغاني لكلمات قصائدك الجميلةquot;.
واكد رئيس الوزراء الفلسطيني ان الشعب الفلسطيني quot;الذي احببت سيودعك بما يليق بك وبشعبك كما شعوب الامتين العربية والاسلامية وكل احرار البشرية والمدافعون عن العدالة والحريةquot;. وكان محمود درويش توفي السبت عن 67 عاما اثر عملية في القلب في احد مستشفيات مدينة هيوستن الاميركية.
التعليقات