الامم المتحدة، وكالات: شجبت روسيا مشروع قرار فرنسيا يدعو الى هدنة في جورجيا من المتوقع أن يعرض على مجلس الأمن الدولي قريبا ووصفته بانه غير مقبول بينما قالت تفليس أنها تواجه غزوا روسيا. وقال نائب السفير الفرنسي جان بيير لاكروا للصحفيين بعد خامس جلسة طارئة لمجلس الامن ان القرار يقوم على اساس خطة من ثلاث نقاط كشف عنها مكتب الرئيس نيكولا ساركوزي اوائل الاسبوع.

وقال ان الخطة الفرنسية تدعو الى وقف فوري للاعمال الحربية في الجمهورية السوفيتية سابقا وسحب القوات الروسية من منطقة اوسيتيا الجنوبية الانفصالية في جورجيا ومراعاة سلامة اراضي جورجيا والوصول الى المنكوبين الذين يحتاجون الى معونات انسانية. وقال لاكروا بعد الجلسة التي استمرت ساعتين quot;تلقينا ردا مواتيا من الجانب الجورجي ونأمل أن يأتي بالمثل رد موات من الجانب الروسي.quot; لكن روسيا اوضحت ان المشروع الحالي غير مقبول لموسكو.

وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين ان المشروع منقوص في عدة جوانب. وقال انه على الاخص لا يتضمن quot;اشارة الى العدوان الجورجي او الفظائع الجورجية.quot; وقال تشوركين ان الروس يقومون بجمع الادلة التي تدعم اتهاماتهم لجورجيا بارتكاب اعمال ابادة جماعية.

وقال المبعوث الجورجي ايراكلي الاسانيا انه يأمل ان يتبنى المجلس مشروع القرار الفرنسي واتهم روسيا بمحاولة quot;اخضاع ديمقراطية ناشئة وسحقها.quot; وقال السفير الاميركي زلماي خليل زاد انه يؤيد المشروع الفرنسي مع انه لم يتضمن ادانة لموسكو. وقال تشوركين ان روسيا تريد علاقات طيبة مع واشنطن ولكن ليس على حساب السماح للجورجيين بقتل الابرياء في اوسيتيا الجنوبية ومعظمهم يحملون جوازات سفر روسية او اناس في جيب انفصالي اخر في جورجيا هو ابخازيا.

ومن المتوقع ان يوزع الوفد الفرنسي مشروع قرارهم على المجلس قريبا. وهم يأملون عرضه للتصويت يوم الثلاثاء ولكن من المحتمل تأجيله لاعطاء وقت لمفاوضات مع الروس الذين يملكون حق النقض (الفيتو).

ومن ناحية اخرى قال الامين العام المساعد للامم المتحدة لشؤون حفظ السلام ادمون موليه انه سيبلغ مجلس الامن التابع للامم المتحدة في وقت لاحق يوم الاثنين بتأكيد المنظمة الدولية لدخول بعض القوات الروسية الاراضي الجورجية من منطقة أبخازيا الانفصالية. وابلغ موليه أن مراقبي الامم المتحدة العسكريين اكدوا ان القوات الروسية احتلت قاعدة سيناكي العسكرية داخل جورجيا. وقال ان هذا اول تأكيد مستقل لتحرك القوات الروسية الى مناطق في جورجيا خارج الاقليمين الانفصاليين أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية مضيفا quot;انها قوات روسية وليست قوات لحفظ السلام.quot;

وقالت روسيا في وقت لاحق انها انسحبت من بلدة سيناكي بعد quot;ازالةquot; الخطر الذي كانت تشكله على اوسيتيا الجنوبية. وكانت هذه خامس جلسة طارئة للمجلس بشأن جورجيا في خمسة ايام. وكان اعضاء المجلس قد حاولوا اصلا الاتفاق على نص يصدر بالاجماع ويدعو الى وقف اطلاق النار لكنهم لم يتمكنوا من الاتفاق على صياغة مقبولة لروسيا.

وتقول روسيا ان جورجيا هي التي فجرت الازمة بمحاولتها استخدام القوة العسكرية لاستعادة اوسيتيا الجنوبية الموالية لموسكو والتي انفصلت عن حكم تفليس في التسعينات. غير ان السفير الامريكي لدى الامم المتحدة زلماي خليل زاد قال في مقابلة مع شبكة تلفزيون (سي.ان.ان) ان رد روسيا تجاوز حملة لحفظ السلام. واضاف قوله ان روسيا quot;كانت تبحث عن ذريعةquot; لمهاجمة جورجيا وحذر من انه قد تكون هناك عواقب دبلوماسية بعيدة الاثر على موسكو. وقال quot;لقد كانت هذه لحظة حاسمة في علاقات روسيا مع بقية العالم.quot;

وكان خليل زاد قال يوم الاحد ان هجوم روسيا العسكري على جارتها الصغيرة الموالية للغرب استهدف الاطاحة بالرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي. ورد مبعوث روسيا لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين بقوله ان بعض الزعماء قد يكونون quot; عقبةquot; في طريق شعوبهم وان روسيا لا تحاول سوى الدفاع عن قواتها لحفظ السلام وحماية المدنيين من quot;التطهير العرقيquot; وquot; الابادة الجماعيةquot; التي ترتكبها جورجيا.

القوات الابخازية تقوم بهجوم واسع النطاق لاخراج القوات الجورجية

هذا وشنت القوات الابخازية هجوما واسع النطاق بهدف اخراج القوات الجورجية من وادي كودوري. وقالت وكالة انباء انترفاكس نقلا عن مصادر عسكرية ابخازية اليوم ان القوات الابخازية تستخدم في هجومها كافة انواع الاسلحة بما في ذلك منظومات غراد الصاروخية والمدفعية الثقيلة. يذكر ان القوات الجورجية قامت قبل عامين ببسط سيطرتها على وادي كودوري التابع لابخازيا.

وكان الجانب الابخازي قد طلب من بعثة الامم المتحدة مغادرة وادي كودوري وامهل القوات الجورجية عدة ساعات للانسحاب من المنطقة. وفي الوقت نفسه اعلنت القيادة العسكرية الروسية عن تعزيز قواتها العاملة في ابخازيا بتسعة الاف عسكري و350 الية عسكرية.

بوش يسأل روسيا الرجوع عن مسارها

بدوره حث الرئيس الاميركي جورج بوش روسيا على انهاء أعمالها العسكرية في جورجيا محذرا من ان quot;تصعيدا خطيرا ووحشياquot; لاجتياح موسكو لهذه الدولة الصغيرة سيعرض للخطر علاقاتها مع الغرب. وقال بوش انه يبدو ان موسكو تحاول الاطاحة بالحكومة المنتخبة للرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي وهو حليف مقرب للولايات المتحدة.

وقال بوش للصحفيين في البيت الابيض quot;غزت روسيا دولة مجاورة ذات سيادة وتعرض للخطر حكومة ديمقراطية انتخبها شعبها. ومثل هذه الاعمال غير مقبولة في القرن الحادي والعشرين.quot; واستشهد بوش بتقارير مفادها ان القوات الروسية تخطت المناطق الانفصالية ودخلت جورجيا نفسها.

وقال بعد عودته من الصين quot;اني اشعر بقلق عميق من انباء ان القوات الروسية تخطت منطقة الصراع وهاجمت بلدة جوري الجورجية وتهدد تفليس عاصمة جورجيا.quot;
واضاف قوله للصحفيين في البيت الابيض بعد عودته من الصين quot;هناك ادلة على ان القوات الروسية قد تبدأ قريبا قصف المطار المدني في العاصمة. واذا صحت هذه الاخبار فان الافعال الروسية ستشكل تصعيدا خطيرا ووحشيا للصراع في جورجيا.quot;

وقال ان استمرار الصراع بشأن اوسيتيا الجنوبية الانفصالية سيكون quot;مخالفا للتأكيدات التي تلقيناها من روسيا بان اهدافهم تقتصر على استعادة الوضع القائمquot; الذي كان قبل بدء القتال. واضاف بوش ان جورجيا وافقت على عناصر اتفاق سلام قالت روسيا من قبل انها ستقبله وهي هدنة فورية وسحب القوات من مناطق الصراع والعودة الى الوضع العسكري القائم في السادس من أغسطس والالتزام بالامتناع عن استخدام القوة.

وقال quot;يجب على حكومة روسيا ان تراعي سلامة اراضي جورجيا وسيادتها. ويجب على الحكومة الروسية ان ترجع عن المسار الذي يبدو انها ماضية فيه وان تقبل اتفاق السلام هذا كخطوة اولي نحو حل هذا الصراع.quot; واضاف قوله quot;لقد أثارت أفعال روسيا هذا الاسبوع اسئلة خطيرة عن نواياها في جورجيا والمنطقة. وأضرت هذه الافعال بشدة بمكانة روسيا في العالم.quot; واضاف قوله ان quot;هذه الافعال تعرض للخطر علاقات روسيا مع الولايات المتحدة واوروبا وحان الوقت ان تكون روسيا صادقة في كلمتها وان تتحرك لانهاء هذه الازمة.quot;

أكثر من 30 ألف لاجئ

من جهة ثانية أعلن وزير الداخلية الروسي رشيد نورعلييف أمام الصحفيين، أن أكثر من 30 ألف لاجئ من أوسيتيا عبروا حدود روسيا منذ بداية تفاقم النزاع، فقال نورعلييف إنه quot;سجل يوم أمس 9830 مواطنا من أوسيتيا الجنوبية، هجروا الجمهورية. وعلى العموم منذ 2 أغسطس، من الممكن التحدث عن أكثر من 30 ألف لاجئquot;.

كما قال إن ألفي لاجئ يعيشون الآن في مراكز الإسكان المؤقت في أوسيتيا الشمالية، وإن أعدادا كبيرة منهم يتواجدون الآن في مراكز الإسكان المؤقت في إقليم كراسنودار وجمهورية قبرده بلقاريا وإقليم ستافروبول بروسيا الاتحادية.