ميرفت ابو جامع من غزة: استخدم الفلسطينيون تقنية الربط التلفزيونيquot; الفيديو كونفرنسquot; لتأكيد تواصلهم الجغرافي في الضفة وغزة ومع العالم أيضا خاصة بين طلاب لم يتمكنوا من مناقشة أبحاثهم بسبب الحصار وإغلاق المعابر وناقشوا أبحاث تخرجهم في جامعات خارجية، وحرموا من مواصلة دراستهم هناك .أما اليوم وتخطط إسرائيل في استخدامه للقاء أسرى غزة وذويهم المحرومون من الزيارة منذ عام ونيف يشكل نقمة عليهم بل ويصادر ابسط حقوقهم في زيارة أبنائهم ورؤيتهم رؤية العين.
وكشف أسرى مفرج عنهم من غزة مؤخرا أن إسرائيل تخطط إلى إدخال تقنية هذه التقنية المتطورة ،في لقاء أهالي الأسرى بذويهم ،
وأفرجت إسرائيل مؤخرا عن أربعة أسرى من قطاع غزة بعد انتهاء فترة محكومتيهم وهم هشام شعت quot; محكوم20 عاما من خان يونس واحمد عودة وتيسير السطري من مخيم خان يونس ورامي الرياش.
وقال الأسير المحرر تيسير السطري من خان يونس لإيلاف ان إدارة السجون الإسرائيلية تدرس إمكانية إدخال تقنية الفيديو كونفرنس في زيارات أهالي أسرى من قطاع غزة لأبنائهم المعتقلين بالسجون الإسرائيلية .
وأوضح السطري ، بأنه قبل خروجه بأيام من السجن كان الأسرى يتناقلون خبر إمكانية لقائهم بأهاليهم من غزة عبر الفيديو كونفرس مضيفا:quot; بأنهم ربما قد علموا ذلك من محاميهم أثناء زياراتهم quot; .
وبين أن السلطات الإسرائيلية تنوي تجهيز غرفة على معبر بيت حانون quot; ايريزquot; مجهزة بتقنية الفيديو كونفرنس وأخرى داخل السجون للقاء الأسرى بأهاليهم عن بعد.
فكرة عنصرية
وتؤكد جمعية واعد التي تنشط في الدفاع عن حقوق الأسرى بغزة أنها قد أشارت الى أن إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية تنوي إدخال تعديلات وصفتها بالquot;خطيرة جداًquot; على برنامج الزيارات المتوقف منذ أربعة عشرة أشهر، من خلال جعل أهالي الأسرى يتواصلون مع أبنائهم عبر نظام دائرة الربط التلفزيوني quot;الفيديو كونفرنسquot;.
وتمنع إسرائيل أهالي الأسرى في غزة منذ 14 شهرا من زيارتهم للمعتقلين في سجونها بحجة تدهور الأوضاع الأمنية بغزة .
ويشكوا أهالي غزة حرمانهم من لقاء أسراهم في السجون الإسرائيلية معتبرين ذلك انتهاكا لحقهم الذي كفلته لهم المواثيق الدولية ، واتفاقية جنيف .
ويوجد في السجون الإسرائيلية أكثر من 11 ألف أسير منهم 286quot; امضوا أكثر من 15 عاما في الأسر، و84 أسيراً أمضوا أكثر من ثلاثين عاما بينهم ( 13 أسير ) مضى على اعتقالهم أكثر من ربع قرن، ومنهم الأسير سعيد العتبة عميد الأسرى الفلسطينيين الذي دخل عامه الواحد والثلاثون قبل شهر والشقيقين فخري ونائل البرغوثي.
وقالت إسرائيل امس انها قررت الافراج ما بين 150-220 أسيرا quot; وصفتهم بquot; لم تتلطخ أياديهم بالدماء quot;، واطلاق سراح مجموعة من ثلاثة إلى خمسة أسري قدامى اعتقلوا قبل اتفاقات اوسلو ويمضون اكثر من خمسة وعشرين عاما في السجون الإسرائيلية، ويتوقع ان يكون من بينهم مرضى ومن يعانون من أمراض مزمنة
ووصفت مصادر إسرائيلية خلال اجتماع الطاقم الوزاري الإسرائيلي المسئول عن ملف الأسرى ، لتحديد معايير الإفراج عن الفلسطينيين انها تأتي في إطار التزام رئيس الحكومة الإسرائيلية أيهود اولمرت بتعهداته للرئيس محمود عباس أبو مازن خلال اجتماعهما الأخير .
وتسبق هذه الخطوة صفقة تبادل الأسرى التي يجرى التفاوض عليها بين حركة حماس وإسرائيل وبوساطة مصرية تقضي إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين ومن الفصائل الإسلامية مقابل إفراج الفصائل الفلسطينية عن الجندي الإسرائيلي الاسيرجلعاد شاليط.
وقال عبد الله قنديل المتحدث باسم جمعية واعد في حديث لايلاف ، ان الجمعية أكدت منذ عدة أشهر ومن خلال رسائل تتسرب من الأسرى أن ما يسمى بإدارة مصالح السجون الاسرائيلية، شرعت بالتفكير الفعلي في تغيير طريقة الزيارة..
وأشار قنديل انه لم تردهم أي معلومة من قبل الصليب الأحمر بينما تتسرب المعلومات من المحامين أيضا، تؤكد صحة المعلومات.
واعتبر قنديل هذه الخطوة quot;سابقه خطيرة لم تحصل في التاريخ، وتطور خطير يضاف إلى سجل الانتهاكات الإسرائيلية التي ترتكب بحق الأسرى الفلسطينيين داخل السجون، ضاربة بعرض الحائط كل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية التي كفلت للأسير حقهquot;.
وأضاف قنديل أن هذه الخطوة لو تمت quot;هي أخطر ممارسة لا إنسانية بحق أسرانا وذويهمquot;، وهي فكرة عنصرية بحتة، وتتنافى مع أبسط حقوق الإنسان، وما نصت عليه كل الأعراف والمواثيق الدولية، واتفاقية جنيف الرابعة والتي تعتبر أن الزيارة حق مكفول للأسير لا يحق لأي جهة كانت الإقتراب منه مطالباً اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتحمل مسؤولياتها تجاه هذا القرار ورفضه .
وحول أسباب إقدام إسرائيل التي تمنع ذوي الأسرى من زيارة معتقلوهم قال قنديل :quot;هذه محاولة لقهر إرادة الأسرى داخل معتقلات الظلم الإسرائيلية، لأن الأسرى غيروا المعادلة التي كانت تضعها quot;إسرائيلquot; عبر صمودهم، عدا عن عدم اعترافهم بشرعية السجن وحتى المحاكم الاسرائيلية .
وعن تأثير هذه الفكرة على الأهالي فيقول قنديل:quot; هو حقيقة سؤال مؤلم جدا، فهل نتصور مثلا أن أم أسير يبعد ابنها عنها مجرد كيلو مترات بسيطة ممنوعة من رؤيته، ماذا سنقول لأطفاله حينما يسألون عن السبب مثلا؟؟ويضيف :quot;هذه الآلية لو تمت فإنها ستكون قمة في الألم والبؤس، سواء للأسير نفسه أو حتى لعائلته على حد سواء.
ولفت قنديل إلى أن الأسرى عبر اتصالهم عبروا عن استيائهم من هذا القرار المجحف، وسيواجهونه ،من خلال عدم الاستجابة له، وطالب مؤسسات حقوق الإنسان، والصليب الأحمر بعدم تناسي دورهم في مواجهة هذا القرار حال إقراره او العمل به .