غزة: كشفت لجان المقاومة الشعبية، إحدى الفصائل الفلسطينية المسلحة الناشطة في قطاع غزة، عن صاروخ جديد يفوق مداه ضعف ما هو متوفر حالياً لدى سائر الفصائل، وذلك من خلال لقاء ميداني فريد من نوعه، عقده مسؤولون في اللجان، وقد سُمح للصحافيين بتصوير موقع للتدريب العسكري ومشغل لصناعة الصواريخ، وبينها الطراز الجديد، quot;ناصر 4quot; الذي سيخلف quot;ناصر 3quot; بمدى 25 كيلومتراً، يسمح له بالوصول إلى مدن إسرائيلية كبرى، مثل أشدود وعسقلان.

و رغب عناصر لجان المقاومة الشعبية في أن تطلع إسرائيل على ما يكشفون عنه، وقد حرصوا على منح المصورين فرصة التقاط الصور بحريّة لصاروخ quot;ناصر 4.quot; وقال دهمان، وهو الوحيد الذي سُمح بتصوير وجهه، باعتبار أن إسرائيل تعرف هويته وهو مطلوب لديها: quot;نحن تحت الحصار منذ عامين، والخيار الوحيد الباقي أمام الإسرائيليين هو اجتياح غزة وقتلنا.quot;

وتقول لجان المقاومة الشعبية إن صاروخ quot;ناصر 4quot; ليس سوى quot;نقطة في بحرquot; المفاجآت التي تحتفظ بها للقوات الإسرائيلية إذا ما رغبت في اجتياح قطاع غزة الذي انسحبت منه عام 2005، علماً أن هذا التنظيم سبق أن أعلن مسؤوليته عن العديد من عمليات القصف بالصواريخ على إسرائيل، إلى جانب المشاركة في عملية اختطاف الجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط.

وشوهد في معسكر تدريب اللجان العديد من الإطارات التي استخدمت بمثابة نقاط للتدريب على الرماية، وقد أشعل المسلحون بعض الحرائق الصغيرة في الموقع بغية خلق ستار دخاني يحجب الرؤية عن الطائرات الإسرائيلية. وأمام الطاقم الصحفي، استعرض المسلحون مهارات الرماية والتحرك العسكري، وقد قال أحدهم، وكان مقنعاً ويحمل قاذفة صواريخ على كتفه، إنه لن يسمح لطفله بحمل السلاح عندما يكبر، لكنه قرر شخصياً القتال quot;لضمان مستقبل أفضل لعائلتهquot; وتعهد بتدمير أي قوة إسرائيلية تحاول دخول غزة.

أما الزيارة إلى مصنع الصواريخ، فقد شارك فيها عدد من وسائل الإعلام الفلسطينية المحلية. من جهته، قال الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية، مارك ريغيف إن إعلان تطوير صاروخ جديد يمثل انتهاكاً للهدنة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة الذي تسيطر حركة المقاومة الإسلامية quot;حماسquot; عليه منذ أكثر من عام.

وأضاف: quot;إذا كان وقف إطلاق النار مجرد واجهة يستخدمها المتطرفون لإعادة بناء ترسانتهم، فسيكون لنا بالتأكيد حق التحرك.. كل عملية بناء للأسلحة تمثل خرقاً للتهدئة التي جرى التوصل إليها.quot;

وهدد ريغيف بتحميل حركة حماس مسؤولية خرق التهدئة، بصرف النظر عن هوية الفصيل الذي قد ينفّذ العملية، وجزم بأن الحركة quot;تمسك غزة بقبضة حديدية، ولا يمكن أن تحصل نشاطات دون أن موافقتها.quot; يذكر أن العام الماضي شهد إطلاق أكثر من 5000 صاروخ وقذيفة من قطاع غزة على مدن ومستعمرات إسرائيلية مجاورة للقطاع، وأسفرت هذه الضربات عن مقتل أربعة إسرائيليين وجرح آخرين.