سفينتا كسر الحصار دخلتا المياه الإقليمية لغزة وحكومة اسرائيل لم تمنعهما
غزة: وصل قاربا quot;حرية غزةquot; إلى سواحل القطاع السبت، حيث استقبلهما مئات الفلسطينيين في البحر والبر وسط أجواء من الاحتفال بكسرهما للحصار المفروض منذ 14 شهراً، في أعقاب سيطرة حركة المقاومة الإسلامية quot;حماسquot; على غزة بقوة السلاح. وجاء وصول القاربين اللذين يقلان أكثر من 40 ناشطاً حقوقياً من حركة quot;غزة الحرةquot; بحوزتهم 200 من السماعات المخصصة لمساعدة الأطفال الصم ، بالإضافة إلى 5 آلاف بالون وبعض المواد الطبية بعدما أعلنت السلطات الإسرائيلية أنها ستسمح لهما بالعبور، رغم تهديدها بادئ الأمر بمنعهما، في حين قالت مصادر من حماس إن الخطوة quot;تحرج الموقف العربي.quot;
وكان آري ميكيل، الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، قد أعلن في وقت متأخر من بعد ظهر السبت أن تل أبيب قررت السماح بدخول القاربين quot;لتجنب إثارة الإعلام كما يخطط المنظمون،quot; مشيراً إلى أن بلاده متأكدة من أن الحمولة quot;غير ضارة.quot; بالمقابل، قال سامي أبوزهري، الذي تحدث إلى فضائية quot;الجزيرةquot; إن الخطوة quot;تمثّل إحراجا للموقف العربي الذي كان يجدر به فتح معبر رفح الذي يسيطر عليهquot; في إشارة إلى السلطات المصرية.
وتسعى الرحلة الرمزية لكسر حاجز الحصار، وكانت تل أبيب قد وصفت في وقت سابق الرحلة بـquot;الاستفزاز غير المقبول،quot; ولم تتضح بعد الخطوات التي ستقدم عليها الحكومة الإسرائيلية، وسط توقعات ترجح محاولة اعتراض سبيلهما.ى كما سبق لمسؤولين إسرائيلين الأسبوع الماضي أن هددوا باستخدام quot;القوةquot; لمنع السفينتين من الوصول إلى سواحل قطاع غزة، في محاولة لكسر الحصار الذي تفرضه القوات الإسرائيلية على سكان القطاع، منذ أكثر من 14 شهراً.
وقال مسؤولون في وزارة الدفاع الإسرائيلية إن السماح للسفينتين، من شأنه أن يشكل quot;سابقة خطيرةquot;، وفقاً لما نقلت صحيفة quot;هآرتسquot; في عددها الأحد. وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن المسؤولين في وزارة الدفاع عقدوا سلسلة اجتماعات خلال الأيام القليلة الماضية، لبحث كيفية quot;التصديquot; لمجموعة النشطاء، مشيرة إلى أن البحرية الإسرائيلية ليس لديها أية تعليمات، حتى اللحظة، بشأن التعامل مع السفينتين.
ويشار إلى أن صحيفة quot;الغارديانquot; البريطانية كانت أول من أشار في مطلع الشهر الجاري إلى الرحلة بالإشارة إلى مشاركة نحو 46 ناشطاً، بينهم بريطانيون، في مقدمتهم شقيقة زوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير، وناج من الهولوكوست، وراهبة أمريكية في الـ81 من العمر، في اختراق الحصار.
وتعتزم حركة quot;غزة الحرةquot; ومقرها كاليفورنيا، فتح مداخل دولية للوصول إلى القطاع، وذلك عبر توصيل شحنة quot;رمزيةquot; مكونة من 200 من السماعات المخصصة لمساعدة الأطفال الصم، إلى جانب إمدادات طبية أساسية. ورغم إعلان المنظمين عدم إخطار السلطات الإسرائيلية بالرحلة، إذ أن المركبين لم يعبرا المياه الإقليمية الإسرائيلية، وقد نقل التقرير أن بوسع القارب الأول، الذي يحمل اسم quot;حرروا غزةquot; والثاني المسمى quot;الحريةquot; التصدي لأي مقاومة قد تعترض الرحلة.
وفي وقت سابق، قالت المنظمة إن مجموعة أمنية مستقلة ستقوم على تفتيش المركبين لضمان خلو الشحنات من أسلحة أو مواد خطرة، وفق quot;الغارديان.quot; وستعتمد الرحلة على الأشرعة لتوفير الوقود، ولضمان البقاء في البحر لأطول فترة ممكنة، حال ظهور عوائق تحول دون إكمال الرحلة، وفق ما نقلت الصحيفة عن الناشطة البريطانية، هيلاري سميث. وأضافت قائلة خلال مؤتمر صحفي في لندن: quot;الركاب مستعدون للبقاء لعدة أسابيع أو أكثر في حال اعترض سبيلنا.. غزة سجن فعلي لأكثر من مليون فلسطيني، وتخضع للحصار منذ قرابة عامين.quot; وأردفت: quot;إسرائيل لم تعد تحتل قطاع غزة، لذلك القوارب لن تطلب تصريحاً منها ولن نسمح لهم (الإسرائيليين) بركوبها.quot;
وتفرض إسرائيل حصاراً خانقاً على غزة منذ بسط حركة المقاومة الإسلامية quot;حماسquot; سيطرتها على القطاع العام الماضي، وتسمح بدخول إمدادات محدودة من المواد الغذائية والوقود والمساعدات إلى المنطقة. وقال تحالف من ثمانية منظمات إنسانية بريطانية في مارس/آذار الماضي إن أهل غزة يعيشون أسوأ كارثة إنسانية على الإطلاق منذ حرب 1967.
التعليقات