كامل الشيرازي من الجزائر: أعلنت الداخلية الجزائرية، اليوم، عن مصرع عشرة من مقاتلي القاعدة، ما يرفع عدد المتمردين الذين تمّ القضاء عليهم إلى 32 في غضون الأسبوعين الأخيرين، وأتى سقوط هؤلاء بعد أربعة أيام على مذبحتي البويرة ويسر اللتين تسببتا في سفك دماء 68 ضحية أغلبهم مدنيين وجرح العشرات.

وجاء في بيان تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه، أنّ كمينا نصبه الجيش الجزائري بمنطقة طارق بن زياد المجاورة لولاية عيد الدفلى (175 كلم غرب العاصمة) أدى إلى القضاء على مجموعة كانت مؤلفة من عشرة مسلحين، وروى شهود أنّ الجيش استعان بمروحيات في قصف مواقع المتمردين، ويتم الآن بمستشفى قريب التعرف على هوياتهم بواسطة تقنية الحمض النووي، وتعتقد القوى الأمنية أنّ هؤلاء القتلى من مقاتلي (قاعدة بلاد المغرب الإسلامي) التي تتخذ من منطقة القبائل حلقة مركزية لتحركاتها، وتوجت العملية باسترجاع خمسة رشاشات من نوع كلاشنيكوف و أربعة بنادق نصف آلية و بندقية قاذفة لقنابل يدوية .

ويعتبر مصرع المسلحين العشرة ثاني ضربة قاسية تتلقاها القاعدة، بعد مقتل 14 من عناصر كتيبة النور بمنطقة القبائل قبل 16 يوما، كما أعلنت مراجع إعلامية محلية خلال الفترة الأخيرة،عن مقتل تسعة مسلحين وإيقاف مجنّد أجنبي من جنسية مالية، ناهيك عن إحباط الأمن الجزائري لعدة اعتداءات إرهابية وأعلن أيضا عن إيقاف متشدد بارز في (القاعدة) يدعى (مسعودbull;ع) أعان على الحيلولة دون تنفيذ هجوم بواسطة أربع شاحنات كانت الدعوة والقتال تعتزم تنفيذها ضد مقار أمنية على مستوى ضاحية الجزائر الشرقية.
كما أسهمت تحريات في عرقلة انتشار نحو مائة مسلح على مستوى بوابات منطقة القبائل الكبرى، في خطوة حاول المتشددون من خلالها إلى كسر الخناق المضروب حولهم منذ نحو شهر، بالتزامن، نجحت القوى الأمنية في تفكيك طرد ملغوم بولاية خنشلة (330 كلم شرق العاصمة)، ونقلت مصادر أمنية أنّ مجموعة مجهولة زرعت الطرد المذكور داخل منزل مسؤول محلي سابق، لكن يقظة الأخير سمحت له باكتشاف الأمر قبل حدوث الكارثة.

وأوردت مراجع إعلامية محلية أنّ رصد سيارتين رباعية الدفع سلكتا طريقا محظورا على مدنيين، جعل طلائع قوة عسكرية خاصة تتعقب السيارتين، قبل أن تهاجم أفرادها، ما أدى إلى مصرع مسلحين على الفور، فيما لفظ ثالث أنفاسه الأخيرة متأثرا بجراحه، بينما سمحت معلومات جرى تحصيلها من إلقاء القبض على شخص من جنسية مالية يتم التحقيق معه، ويوصف بكونه مسؤول الدعم اللوجستي على مستوى الحدود الجزائرية المالية، ناهيك عن قيامه بعمليات تجنيد.

والظاهر، أنّ الأمن الجزائري الذي انتصر في ''حرب تقليدية'' على المتمردين، اختار خوض جولة الإرهاب الحاسمة بأدوات جديدة، طالما أنّ الخطة الأمنية المتبعة في الفترة الماضية كشفت محدوديتها، مع توالي الاختراقات الكبرى، وتبعا لاعتبارات جغرافية محددة، لا يزال مئات المسلحين ينشطون في مساحات غابية وجبلية واسعة بمنطقة القبائل الكبرى وكذا نقاطا متعددة بشرق وغرب البلاد.