وزير عراقي يتوجه الى واشنطن لاستعادة مخطوطات نادرة
بغداد: سجلنا 10 الاف مهاجر فلسطيني كلاجئين لمنحهم مرتبات
أسامة مهدي من لندن: اعلنت السلطات العراقية انها سجلت لحد الان 10 الاف فلسطيني من مهجري عامي 1948 و1967 من اجل توزيع مساعدات انسانية عليهم ومنحهم مرتبات ومساعدات انسانية مخصصة للنازحين .. فيما قال وزير السياحة و الاثار العراقي قحطان عباس الجبوري اليوم انه سيغادر خلال ايام الى الولايات المتحدة الاميركية لاستعادة مخطوطات آثارية عراقية كانت نقلت الى هناك وقيل ان بعضا منها تسرب الى اسرائيل. فقد سجلت الدائرة الانسانية في وزارة المهجرين والمهاجرين العراقية عشرة الاف شخص لغاية الاسبوع الحالي من فلسطينيي عامي 1948 و1967 المتواجدين في العراق. وقال مدير عام الدائرة سمير الناهي ان عملية التسجيل ما تزال مستمرة حيث يتولى مركز تسجيل العائدين التابع للوزارة هذه العملية بعد التنسيق مع اللجنة الدائمة لمتابعة شؤون اللاجئين السياسيين برئاسة السيد عدنان الاسدي وكيل وزارة الداخلية وذلك من اجل اصدار هويات خاصة تعرفهم كلاجئين شرعيين في العراق.
واوضح ان الوزارة وضعت قاعدة بيانات دقيقة للنازحين منهم من اجل توزيع المساعدات الانسانية عليهم وشمولهم برواتب النازحين فضلا عن مفاتحة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية من اجل شمول الارامل والايتام منهم برواتب شبكة الحماية الاجتماعية كما نقل عنه المكتب الوطني للاعلام التابع لمجلس الوزراء العراقي في بيان صحافي الى quot;ايلافquot; اليوم.
وتعرض فلسطينيو العراق منذ سقوط النظام السابق عام 2003 الى عمليات قتل وتهجير حيث ذهب حوالي 200 شخصا منهم ضحايا مسلحي مليشيات تتهمهم بمساندة ذلك النظام السابق في حين لجأ ممثلون عن الفلسطينيين الى هيئات دينية شيعية وسنية طلبا للحماية والتدخل لوقف الاعتداءات ضدهم والى الجامعة العربية من اجل التدخل لتسهيل مغادرتهم للعراق.وتشير مصادر عراقية الى ان الفلسطينيين في العراق قد تعرضوا خلال السنوات الخمس الماضية الى 636 اعتداء اسفرت عن مقتل حوالي 200 شخصا اضافة الى فقدان 19 شخصا يعتقد انهم اختطفوا من قبل مليشيات مسلحة فيما يوجد 59 فلسطينيا معتقلا في السجون الاميركية والعراقية.
وقد اصبح هؤلاء الفلسطينين مستهدفون لاسباب عدة في مقدمتها اتهامهم بمساندة النظام السابق وخاصة بعد التاثير السيء الذي تتركه التظاهرات المؤيدة للرئيس السابق صدام حسين التي تشهدها مناطق فلسطينية بين الحين والاخر اضافة الى زجهم في حرب الانتقامات الطائفية المتبادلة بأعتبارهم من السنة. ويجري ممثلو الفلسطينيين في العراق منذ عام 1948 اتصالات مع الحكومة العراقية ومع المنظمات والهيئات السياسية والدينية الشيعية والسنية من اجل توفير الحماية للعمارات السكنية التي يقطنها الفلسطينيون في بغداد لكنها لم تجد نفعاً فيما اعربيت الجامعة العربية والأمين العام للامم المتحدة كوفي عنان وممثله في العراق عن القلق من الاغتيالات التي يتعرض لها الفلسطينيون وطالبوا الحكومة العراقية توفير الحماية لهم.
وقد طلب المكتب التمثيلي الفلسطيني في بغداد في وقت سابق من سفير الجامعة الدول العربية في بغداد سابقا مختار لماني التحرك السريع من اجل نقل جميع الفلسطينيين الي خارج الاراضي العراقية والي اي دولة يمكن ان تستقبلهم . وكان القائم بالاعمال الفلسطيني دليل القسوس اعلن ان العشرات من الفلسطينيين حملة الوثائق العراقية غادروا هربا من الاوضاع الامنية المتردية بين عامي 2004 و2006 باتجاه الاردن لكن السلطات هناك تمنع دخولهم فباتوا عالقين في المنطقة العازلة الى ان قررت الحكومة السورية السماح لهم بدخول اراضيها.
وبالترافق مع هذه الجهود دعا الفلسطينيون في العراق الحكومة الفلسطينية العمل على نقل اقامتهم الى مكان آخر على أن يكون بشكل منظم ودون أن يعرض الفلسطينيين للمذلة والنقل يمكن أن يكون إلى شمال العراق في المناطق الكردية أو إلى دولة أخرى quot;وهذا كحل مستقبلي لمشكلتنا وليس الآنquot;. وطالبوا بتبني الموضوع في الإعلام من خلال حث الشعب العراقي على ان ألا ينظر إلى الفلسطينيين على أنهم جزء مما يجري في العراق فهم ضيوف وسيبقون ضيوفا حتى تتحرر ارضهم ضيوفا على كل الشعب العراقي وليس فئة دون أخرى أو طائفة دون أخرى.
وكان المرجع الشيعي الاعلى في العراق اية الله السيد علي السيستاني قد اصدر فتوى حرم فيها اراقة دم أي فلسطيني مقيم في العراق لكنه لم يتم الالتزام بهذه الفتوى او تطبيقها. وفي نيسان (ابريل) من العام الماضي قال رئيس المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة انطونيو غوتييريس ان الفلسطينيين في العراق quot;يعدون نحو 15 الف لاجىء وهم على رأس اهتماماتناquot;. واعتبر ان quot;اوضاعهم صعبة ونعمل بشكل دؤوب مع السلطات العراقية لحل أوضاعهمquot; مضيفا quot;نسعى لتوطين بعضهم خارج العراق لكن هذا يواجه صعوبات لان توطينهم في البلاد العربية قد يعني تخليهم عن حق العودةquot;. وبحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين لم يبق في العراق الا نحو 15 الف فلسطيني معظمهم في بغداد مقابل 30 الفا كانوا يعيشون في العراق قبل عام 2003.
وزير عراقي: سأتوجه الى واشنطن لاستعادة مخططوات نادرة
اعلن وزير السياحة و الاثار العراقي قحطان عباس الجبوري اليوم انه سيغادر خلال ايام الى الولايات المتحدة الاميركية للوقوف على اعمال صيانة مخطوطات آثارية العراقية كانت ارسلت الى هناك في وقت سابق واستعادتها وقيل بعدها ان جزءا منها تسرب الى اسرائيل. واكد الوزير في تصريح مكتوب ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; ان العراق سيستعيد هذه المخطوطات حال الانتهاء من مراحل صيانتها وترميمها مضيفا ان الوفد اعد خطة خلال هذه الزيارة لاستعادة اثار موجودة في الولايات المتحدة. تجدر الاشارة الى ان القوات المتعددة الجنسيات عرضت على الحكومة العراقية عام 2004 ترميم مخطوطات كتبت باللغة العبرية كانت قد تعرضت للتلف خلال العمليات العسكرية عام 2003 في وقت وردت فيه معلومات عن تهريب بعض من هذه المخطوطات الى اسرائيل الامر الذي نفته الحكومة العراقية على لسان الناطق باسم وزارة السياحة والاثار عبد الزهرة الطالقاني الذي اكد ان عملية صيانة المخطوطات ما تزال جارية في مركز متخصص في الولايات المتحدة.
وكان وزير السياحة والأثار العراقي السابق محمد عباس العريبي اعلن مطلع العام الحالي ان رئيس الوزراء نوري المالكي أمر بتشكيل فريق من المتخصصين للتأكد من صحة وصول حوالي 300 مخطوطة تاريخية عراقية إلى إسرائيل. وقال quot;إن الفريق سيجري تحقيقات في الولايات المتحدة لمعرفة ما إذا كان هذا صحيحا أم لاquot;. وكانت المخطوطات قد نقلت الى الولايات المتحدة من العراق عام 2003.
وأوضح مدير المركز الوطني العراقي للمخطوطات عبدالله حامد أن القوات الأميركية عثرت على هذه المخطوطات في دائرة الاستخبارات العسكرية quot;وكانت الوثائق مغمورة بالماءquot;. وأشار إلى أن اتفاقا تم مع الأميركيين لنقلها إلى الولايات المتحدة quot;لغرض الصيانة في مركز الأرشيف الأمريكيquot;. لكن الأنباء تناقلت في الآونة الأخيرة أن هذه المخطوطات quot;موجودة في إسرائيلquot;. وأكد تشكيل لجنة من الخبراء من وزارتي السياحة والثقافة والدائرة القانونية في وزارة الخارجية. وأن اللجنة ستتوجه إلى الولايات المتحدة لبحث الموضوع.
لكن النائب العمالي الإسرائيلي السابق موردخاي بن بورات المشرف على quot;مركز تراث يهود بابلquot; والذي تنحدر أصوله من العراق قال لصحيفة quot;هآرتسquot; العبرية أواخر حزيران (يونيو) الماضي إن المخطوطات quot;اشتريناها من لصوصquot;. ووفقا لصحيفة quot;هآرتسquot; فإن من بين الأعمال الثمينة المكتوبة بالعبرية تعليق لسفر أيوب نشر في 1487 وجزء من كتب الأنبياء نشر في البندقية العام 1617. ويعود تاريخ يهود العراق إلى 2600 سنة. وكان نحو 130 ألف يهودي يعيشون هناك حتى العام 1948 لكن معظمهم اضطروا لمغادرة هذا البلد وخصوصا أبان الخمسينيات. وبقي نحو مئة يهودي في العراق خلال عهد صدام حسين. إلا ان الجزء الأكبر منهم رحلوا مع اندلاع حرب الخليج عام 1991 بينما فر الباقون في الأشهر التي تلت سقوط النظام ربيع العام 2003.
ومن جهتها كشفت رئيسة هيئة الآثار والتراث اميرة عديان أن الهيئة تحقق حاليا في الأنباء التي أشارت إلى تهريب مخطوطات عراقية وكتب نادرة مدونة باللغة العبرية كانت مودعة في احد المراكز الأميركية إلى احد المتاحف الإسرائيلية . واوضحت ان القوات الأميركية كانت عثرت في الأيام الأولى لدخولها العراق العام 2003 على نحو 30 صندوقا تحتوي مخطوطات باللغة العبرية في احد أقبية دائرة المخابرات العراقية التابعة للنظام السابق في بغداد. واشارت الى ان المخطوطات كانت متضررة نتيجة المياه التي تسربت إلى الأقبية آنذاك ما دفع بالجهات الأمريكية إلى تقديم عرض للجهات العراقية بنقل هذه المخطوطات إلى أمريكا لمعالجتها هناك.
وقالت انه تم عقد اتفاق بين السلطات الأميركية والهيئة العامة للآثار والتراث نقلت بموجبه المخطوطات المتضررة إلى مركز quot;ناراquot; في أمريكا للصيانة على أن تستكمل الصيانة في مدة تناهز العامين. وأكدت عيدان أن الهيئة كانت خاطبت أكثر من مرة المركز المذكور بعد سماع أنباء غير مؤكدة في أوقات سابقة عن تسرب المخطوطات وتهريبها، وهو ما نفاه المركز الأمريكي آنذاك وطالب بإرسال وفد عراقي للتحقق من سلامة المخطوطات.
وكشفت عيدان عن أن الأمانة العامة لمجلس الوزراء قررت فعلا تشكيل لجنة فنية تضم في عضويتها ممثلين عن وزارة الخارجية والهيئة العامة للآثار للسفر إلى الولايات المتحدة ومتابعة موضوع الوثائق العراقية هناك. لكنها اوضحت ان الجهات العراقية فوجئت بسماع أنباء تؤكد انتقال المخطوطات إلى احد معارض تل أبيب .وكانت أنباء صحفية ذكرت الجمعة أن كتبا نادرة للديانة اليهودية ظهرت في إسرائيل وذكرت الصحيفة أن من هذه الأعمال الثمينة المكتوبة باللغة العبرية تعليق لسفر أيوب نشر في سنة 1487 للميلاد وجزء من كتب الأنبياء التي نشرت في البندقية في عام 1617 للميلاد.
التعليقات