واشنطن: أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالية quot;أف. بي. آي.quot; الاثنين عن توجيه تهمة الاعتداء الجنسي، على امرأة في قاعدة عسكرية أميركية بالعراق، إلى متعهد عسكري، ينتمي لإحدى شركات التعهدات العسكرية الأميركية.
وقال الناطق باسم مكتب التحقيقات الفيدرالية، ستيفن أيميت، إن جورج ثورنتون، 27 عاماً، اعتقل الأحد في quot;فورت بينينغquot; في جورجيا بعد عودته من العراق.
ولم يتطرق المتحدث إلى هوية أو جنسية المرأة إذا ما كانت عراقية أو أميركية.
وكانت هيئة محلفين كبرى، في quot;واكوquot; بتكساس، قد اتهمت ثورنتون، التابع لشركة quot;بلاكهوك للإدارةquot; بالاعتداء القسري على المرأة في قاعدة quot;تلعفرquot; الأميركية في يونيو/حزيران.
وصرحت الناطقة باسم المدعي العام في quot;سان أنطونيوquot; أنه من المقرر نقل المتعهد إلى تكساس عقب مثوله أمام محكمة مبدئية الاثنين، حيث لم يتقدم بالتماس.
ويقول المدعون العام إن ثورنتون قد يقضى حكماً بالسجن المؤبد، حال إدانته.
وعمل ثورنتون ضمن طاقم شركة quot;بلاكهوك للإدارةquot;، مقرها هيوستن، والمختصة في إدارة الإمدادات للقاعدة العسكرية الواقعة في شمالي العراق.
ويشار إلى أن الشركة لم ترد على طلب من CNN للتعقيب.
ويأتي التطور بعد أكثر من أسبوع من إخطار ستة من المتعهدين العسكريين التابعين لشركة quot;بلاكووترquot; الأميركية بإمكانية توجيه الاتهام لهم في حادثة إطلاق نار على مدنيين عراقيين في quot;ساحة النسورquot; في سبتمبر/أيلول عام 2007، التي سلطت الأضواء على الأعداد الهائلة للمتعاقدين الأمنيين الذين تستعين بهم إدارة واشنطن في العراق، حيث يتمتعون بحصانة تحميهم من الملاحقة القانونية تحت طائلة القوانين المحلية.
وذكرت مصادر أميركية على إطلاع بالقضية لـCNN، أن الحراس الستة تلقوا جميعاً الإخطارات المسماة quot;رسائل الهدفquot; من وزارة العدل، التي شكلت هيئة محلفين كبرى، للاستماع إلى أدلة حادثة إطلاق النار.
وبحسب المصادر، لم تتخذ اللجنة قراراً نهائياً في هذا الصدد، إلا أن quot;رسائل الهدفquot; عادة ما تكون مؤشراً لاحتمال توجيه تهم جنائية.
وأوضحت تلك المصادر للشبكة أن لجنة المحلفين استمعت إلى شهادات العشرات من شهود العيان.
وخلفت حادثة إطلاق النار 17 قتيلاً وقرابة 30 مصاباً، وفق الحكومة العراقية.
وبررت quot;بلاكووترquot; فتح متعهديها النار بأنه quot;تصرف مناسب جاء دفاعاً عن النفس،quot; إثر تعرض موكب دبلوماسي أميركي لهجوم، إلا أن لجنة حكومية عراقية حققت في الحادث، اتهمت الحراس بفتح النار بصورة عشوائية على المدنيين.
ونقلت مصادر أميركية مطلعة لـCNN في وقت سابق، أن أول جندي أميركي وصل إلى مسرح الحدث أقر بعدم العثور على أدلة تشير إلى تعرض الموكب الأميركي لإطلاق نار.
وأثارت حادثة quot;ساحة النسورquot; غضب الحكومة العراقية التي طالبت بتقديم المتعهدين الأمنيين للمحاكمة أمام محاكم عراقية.
وكان تقرير حكومي أميركي صدر في وقت سابق من الشهر، كشف عن إنفاق الولايات المتحدة 100 مليار دولار، حتى العام الحالي، على شركات التعهدات الأمنية في العراق.
وجاء في تقرير quot;مكتب الموازنة بالكونغرسquot; أن واحداً من بين كل خمسة دولارات أنفقت على حرب العراق، ذهب إلى شركات التعهدات الأمنية، التي تقدم خدمات أمنية للجيش الأميركي والأجهزة الحكومية الأخرى، في منطقة حرب، فاق فيها أعداد المتعهدين الأمنيين حجم القوات الأميركية هناك.
وفاق اعتماد البنتاغون على المتعهدين الأمنيين في العراق، أي حروب أخرى خاضتها الولايات المتحدة، الأمر الذي أثار تساؤلات قانونية وسياسية جديدة حول إذا ما أصبحت أميركا أكثر اعتماداً على الجيوش الخاصة في حروب القرن الواحد والعشرين.
ووضع الإعلام الأميركي عدد المتعهدين الأمنيين في العراق عند 180 ألف متعهد، مشكلين بذلك قوة عسكرية تفوق حجم الجيش الأميركي هناك، فيما تبقى أدوارهم ومهامهم وحتى ضحاياهم في طي الكتمان