واشنطن: فتح مسؤولون في الإدارة الأميركية تحقيقاً وصف بأن يسير في أجواء من quot;الغضبquot; حيال تدخل محتمل لمندوب واشنطن لدى الأمم المتحدة، زلماي خليل زاد، في السياسة الداخلية الباكستانية، إثر توفر أدلة تؤكد أنه واظب على الاتصال بزعيم حزب الشعب، آصف زرداري، عدة مرات في الأسبوع خلال الأشهر الماضية.

وقال مسؤولون تحدثوا لـCNN إن البيت الأبيض غاضب جراء هذه المعلومات التي قد توحي بأن الولايات المتحدة لا تقف على الحياد حيال السياسة الداخلية الباكستانية، خاصة وأن زرداري هو المرشح الأبرز حالياً لمنصب الرئاسة في باكستان، خلفاً للرئيس المستقيل، برويز مشرّف. كما أشاروا إلى أن منصب زاد في الأمم المتحدة لا يمنحه صفة تمثيلية تتيح له الاتصال بأطراف باكستانية، إذ أن العلاقات مع إسلام أياد من مسؤولية وكيل وزارة الخارجية، جون نيغروبونتي، إلى جانب ريتشارد بوتشر، الذي يشغل منصب مساعد وزيرة الخارجية، كوندوليزا رايس.

ونقلت أوساط مطلعة على هذه القضية التي أثارتها أول الأمر صحيفة نيويورك تايمز، أن بوتشر علم بأمر الاتصالات من زرداري نفسه، في مكالمة هاتفية أجراها معه، قال خلالها أنه حصل على نصائح ومساعدةquot; من زاد.

وأرسل بوتشر برسالة عبر البريد الإلكتروني إلى زاد، كُتبت بتعابير حازمة جاء فيها: quot;هل يمكن أن أعرف نوع 'النصائح والمساعدات' التي قدمتها لزرداري؟ ما هو نوع قناة الاتصال التي أقمتها، هل هي حكومية أو خاصة أم شخصية؟ أرجو منك مسعدتي وتقديم النصائح الكافية لي كي أعلم بما يحدث؟quot;

ويتردد في أوساط وزارة الخارجية الأميركية أن زاد كان يعتزم لقاء زرداري الأسبوع المقبل في إمارة دبي، بدولة الإمارات العربية المتحدة، قبل أن تثار القضية، وقد وجّه باوتشر في رسالته لوماً شديد اللهجة لزاد حيالها، سائلاً عن سبب القيام بها مع أن واشنطن شددت على أنها لن تتدخل في السياسة الباكستانية.

من جهته، قال ريتشارد غرينال، الناطق الرسمي باسم زاد، إن الأخير quot;صديق شخصي لزرداري، منذ سنوات،quot; وكان يعتزم مقابلته في إطار التواصل الاجتماعي ، إلا أن الموعد تبدل بسبب ترشّح المسؤول الباكستاني لرئاسة البلاد، وذلك بعد التشاور معه ومع المسؤولين في الخارجية. وكان حزب الشعب الباكستاني، الذي يقود الائتلاف النيابي الحاكم، قد أعلن السبت أن زرداري، زوج رئيسة الوزراء الراحلة، بنظير بوتو، وافق على ترشيح نفسه للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقرر في السادس من سبتمبر المقبل.

وجاء ترشيح زرداري بعد أسبوع على تقديم الرئيس السابق، برويز مشرّف لاستقالته بسبب ضغوط المعارضة، علماً أن الدستور الباكستاني ينص على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية خلال 30 يوماً، وسيغلق باب الترشح للانتخابات في 26 أغسطس/آب الحالي. ومن المتوقع أن يتمكن زرداري من الفوز بالمنصب، نظراً للثقل الانتخابي الذي يتمتع به حزبه في البرلمان.