موسكو، وكالات: قال دبلوماسي روسي إن البحرية الروسية ستزيد استخدامها لموانئ سورية في إطار تعزيز التواجد العسكري في البحر المتوسط. ويأتي هذا الإعلان وسط تصاعد التوتر بين موسكو والغرب بعد اعتراف روسيا باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا. وقد أيد الرئيس السوري بشار الأسد الخطوة الروسية بشأن أوسيتيا الجنوبية، خلال زيارته إلى موسكو في الأسبوع الماضي.

ونقلت رويترز عن مستشار سفارة روسيا الاتحادية في دمشق ايغور بيليايف قوله: quot;سيزداد وجود بحريتنا في البحر المتوسط. وسيزداد تردد السفن الروسية على سورية والموانئ الصديقة الأخرىquot;. وتتخذ روسيا من ميناء طرطوس السوري بمثابة نقطة توقف رئيسية في البحر الأبيض المتوسط.

وأفادت مواقع إخبارية على شبكة الانترنت، أن وحدة بحرية روسية ضمت حاملة الطائرات quot;الأميرال كوزنيتسوفquot; رست في ميناء طرطوس في وقت سابق من الشهر الحالي. وأحجم بيليايف عن الإدلاء بأي تفاصيل أو حول احتمال التوصل إلى اتفاقات عسكرية جديدة مع سورية خلال لقاء الأسد مع الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف مؤخرا. وقال: quot;أعطى الزعيمان توجيهاتهما لدعم العلاقات في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة إلى جانب التعاون العسكريquot;.

مراقبة القوات الأميركية بالخليج

وثمة حاجة إلى مزيد من الخطوات لتخفيف التوتر عند حدود روسيا. ومن الممكن أن تتمثل هذه الخطوات في زيادة التعاون العسكري مع سورية وبدء المباحثات المتعلقة بإعادة الوجود العسكري الروسي إلى كوبا والدخول في حلف إستراتيجي مع إيران.

وقد انتبهت القيادة الإيرانية إلى أخبار ذكرت أن الحكومة الجورجية أعطت أذنا مفتوحا للولايات المتحدة وإسرائيل لتستخدما الأراضي الجورجية منطلقا لضرب إيران عند الضرورة. كما أن إيران قلقة من جارها التركي الذي هو عضو حلف شمال الأطلسي وأيضا جارها الأذربيجاني الذي أصبح شريكا رئيسيا للغرب في نقل النفط والغاز من بحر قزوين إلى أسواق العالم.

وفي وضع كهذا يمكن أن توافق إيران على احتضان قاعدتين عسكريتين، على الأقل، لروسيا في شمال إيران وجنوبها بجزيرة كيشم. وستمكّن قاعدة عسكرية في جزيرة كيشم روسيا من وضع القوات الأميركية والأطلسية الموجودة في منطقة الخليج وفي العراق تحت مراقبتها.

وبإمكان روسيا وإيران أيضا دفع وتيرة العمل على إنشاء منظمة للدول المنتجة والمصدرة للغاز الطبيعي على غرار quot;أوبكquot;، بمقدورها الحد من طموحات الغرب المناوئة لمصدري الغاز مع العلم أنهما تملكان أكثر من 60% من احتياطي العالم من الغاز الطبيعي.

ميدفيديف يشكر منظمة شنغهاي

في سياق آخر أكد ميدفيديف أن الموقف الموحد لبلدان منظمة شنغهاي للتعاون تجاه بعثة حفظ السلام الروسية في أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية يجب أن يمثل إشارة مهمة لأولئك الذين يبررون تصرفات جورجيا.

وقال ميدفيديف في الجلسة الموسعة لقمة منظمة شنغهاي التي عقدت في العاصمة الطاجيكية دوشنبه اليوم: quot;تستمر، للأسف الشديد، المحاولات الرامية لتحقيق المصالح الوطنية بوسائل القوة. وقد أصبح العدوان الجورجي على أوسيتيا الجنوبية مثالا لمثل هذه التصرفات الإجراميةquot;. وأعرب ميدفيديف عن امتنانه لبقية بلدان المنظمة على تفهم موقف موسكو، وتقييمهم الموضوعي لجهود حفظ السلام التي تبذلها روسيا في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا.

وهنأ الرئيس الروسي طاجيكستان بمناسبة انتهاء فترة ترؤسها لمنظمة شنغهاي للتعاون بنجاح، مؤكدا أن روسيا التي تستلم رئاسة المنظمة في الفترة 2008- 2009 ستبذل كل الجهود الضرورية لتعزيز مكانة منظمة شنغهاي على الساحة الدولية. وأشار الى أهمية تطوير البنى التحتية للنقل، وتوسيع التعاون المصرفي في إطار منظمة شنغهاي، وأهمية عمل نادي الطاقة التابع للمنظمة.