الصدر يدعو المراجع الدينية الى رفض الاتفاقية مع واشنطن
بغداد: لن نطرد مجاهدي خلق لكن نحذرها من نشاطات معادية

أسامة مهدي من لندن: أكدت الحكومة العراقية انها لاتنوي طرد منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة من الاراضي العراقية او اخراجها منها قسريا لكنها حذرتها من اي نشاطات غير قانونية داعية افرادها الى البحث عن اي بلد يقبل لجوئهم اليه.. فيما دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر المراجع الدينية الى رفض الاتفاقية الاستراتيجية طويلة الامد المنتظر توقيعها مع الولايات المتحدة وناشدهم المطالبة برحيل الاحتلال وناشد السنة والشيعة الى العيش بوئام والمسلمين والمسيحيين الى التكامل .. بينما أكد الرئيس جلال طالباني ان اغتيال كامل شياع مستشار وزارة الثقافة اظهر وعياً وطنياً موحداً لدى عموم المثقفين الذين طالبوا على اختلاف انتماءاتهم بوقف التطاول على الطليعة المتنورة من العراقيين.

وأكد الناطق الرسمي بإسم الحكومة العراقية الدكتور علي الدباغ أن الحكومة العراقية لاتنوي طرد أفراد منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة البالغ عددهم حوالي 4 الاف شخصا أو إخراجهم من العراق قسرياً . لكنه اشار في تصريح صحافي ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; اليوم الى ان الحكومة العراقية عازمة على فرض سيادتها الكاملة على منطقة معسكر quot;أشرفquot; التابع للمنظمة في محافظة ديالى (65 كم شمال شرق بغداد) والذي يضم عناصرها . واضاف ان الحكومة ستتعامل مع أفراد هذه المنظمة تعاملاً إنسانياً وبما تفرضه القوانين الدولية المعمول بها وأنها تشجع أفراد هذه المنظمة لمغادرة العراق لأي دولة تقبل لجوئهم اليها أو عودتهم الى ايران طوعياً ولمن يرغب منهم.

وأكد الدباغ أن الحكومة العراقية ستتعاون مع الدول والمنظمات الدولية والإنسانية من أجل إيجاد حل لمشكلة وجودهم على أرض العراق . وأضاف أن الحكومة العراقية تحذر من أي ممارسات أو إجتماعات غير قانونية تقوم بها هذه المنظمة أو أي فصائل سياسية أخرى في معسكر أشرف.

وقد تسلمت القوات العراقية أمس من القوات المتعددة الجنسية المسؤولية في معسكر أشرف المقر الرئيسي لقوات مجاهدين خلق المعارضة للنظام الايراني. وأعلنت الحكومة انها أمهلت المنظمة التي تتهمها بأعمال ارهابية ضد الشعب العراقيraquo; ستة اشهر لمغادرة البلاد فيما نفت القوات الأميركية ان تكون قد سلمت المعسكر للعراقيين واكدت انها لم تحدد موعداً لمغادرة المنظمة. واعلن الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية اللواء محمد العسكري أن الجيش العراقي تسلم الاحد المسؤولية الأمنية في معسكر أشرف وقال إن مسؤولية الجيش تتمثل بتوفير الحماية للمعسكر فقط وستقوم القطعات العسكرية العراقية بحمايته وتنظيم عملية الدخول والخروج منه . واضاف ان الوزارة لا تتدخل في الجوانب السياسية التي تتعلق بوجود المعسكر او وجود المنظمة فهذا الامر متروك للسياسيين وللسلطة التشريعية، وعمل وزارة الدفاع يقتصر على توفير الحماية فقط .

وكان مدير مركز العمليات في وزارة الداخلية اللواء عبدالكريم خلف أكد السبت في تصريح صحافي أن الحكومة أمهلت منظمة مجاهدين خلق ستة اشهر لمغادرة العراق وأبلغتها ذلك رسمياً. لكن المستشار الإعلامي للقوات المتعددة الجنسية في العراق عبداللطيف ريان نفى تسليم معسكر أشرف للقوات العراقية. وقال ان قوات التحالف لم تحدد لغاية الآن الموعد النهائي لتسليم المسؤولية الأمنية فيه إلى القوات العراقية . واضاف quot;اننا على علم بالبيان الرسمي الذي أصدرته الحكومة العراقية ولدينا تأكيدات من الجانب العراقي أن نزلاء المعسكر سيتم التعامل معهم بشكل إنساني وبما يتوافق مع القوانين العراقية والدوليةquot;.

واشار الى ان القوات الأميركية تواصل التنسيق مع القيادات الأمنية العراقية لنقل المسؤولية الأمنية في المعسكر بشكل تدرجي الى قوات الامن العراقية . وكانت الحكومة العراقية اتخذت في حزيران (يونيو) الماضي قراراً بمنع التعامل مع منظمة laquo;مجاهدين خلق واعتبرت من يتعامل معها مشمولاً بأحكام قانون مكافحة الارهاب وتتم احالته على القضاء.

يذكر أن منظمة مجاهدي خلق التي أنشئت عام 1965 والمتواجدة حاليا في معسكر أشرف الواقع قرب منطقة العظيم في محافظة ديالى تحظى بالحماية الأميركية منذ سقوط النظام العراقي السابق الذي سمح لها بالتواجد داخل الأراضي العراقية منذ بداية الحرب العراقية الإيرانية عام 1980.

الصدر يدعو المراجع الى رفض الاتفاقية مع واشنطن

قال زعيم التيار الصدري رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في بيان اليوم لمناسبة حلول شهر رمضان quot;ادعو المراجع والعلماء الاعلام الى واسال الله ان يبعد عنهم شر اللئام ويدني منهم الخير والوئام وان يحملوا راية الحق مطالبين بخروج المحتل رافضين اي اتفاق او وثيقة معهquot; . وكان المرجع السيستاني قد اشترط في وقت سابق لموافقته على الاتفاقية ان لاتمس بالسيادة العراقية وبالمصالح العليا للبلاد وان يوافق عليها مجلس النواب وان لا تتضمن بنودا سرية.

وناشد الصدر العراقيين بجميع شرائحهم وطبقاتهم وطوائفهم واديانهم الى الاخوة والتراحم . وطالب quot;الفرد المسلم لان يأخذ بيد اخيه المسيحي الى التكامل والصلاح ويأخذ الشيعي بيد اخيه السني الى العلو والنجاح وياخذ الشيعي بيد الشيعي نحو الكمال والفلاحquot; . وقال quot;ان عراقنا واحد وهدفنا واحد فلا فرق بيد صدري (المنتمي للتيار الصدري الذي يقوده ) ولا بدري (المنتمي لمنظمة بدر التابعة للمجلس الاعلى الاسلامي ) حيث كانت بين القوتين صدامات مسلحة في اوقات سابقة .. ولافرق بين شيعي ولا سني ولا بين مسلم ولامسيحي الا بالتقوى . واضاف ان اكرم العراقيين اكرمهم ايمانا وضبرا وشجاعة وحبا للوطن . وقال ان العراقي هو من اراد لبلده استقلالا وسيادة ووحدة وامنا وسلاما . ودعا العراقيين جميعا الى الدعاء بأن يرفع الله عن بلدهم غمة الاحتلال وظلمه وبطشه وجيشه وقواعده واتباعه واحزابه وشركه وغروره واتفاقياته وان يكون العراق سالما موحدا مستقلا بحكومة ذات سيادة غير منقوصة وان يجعل من الشعب والحكومة يدا واحدة لتحرير العراق . وطالب العراقيين بأن يعاهد احدهم الاخر على ان لايعتدي على عراقي اخر وان يكون دم العراقي وماله وعرضه محرم عليه.

وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زياري اعلن امس انجاز مسودة أمنية قانونية وفنية للاتفاقية الاستراتيجية مع الولايات المتحدة وبقيت السياسية وهي من اختصاص القادة الذين يعكفون على اعدادها والاتفاق عليها حاليا . واضاف ان الجانب السياسي من الاتفاقية يتعلق برئيس الوزراء نوري المالكي وبالمجلس السياسي للامن الوطني والمجلس التنفيذي اللذين يضمان القادة السياسيين ورؤساء الكتل السياسية في مجلس النواب لانجاز واستكمال جوانبها في جميع مجالاتها.

وقد اعلن مكتب المرجع السيستاني ان غدا الثلاثاء سيكون اول ايام شهر رمضان لعدم ثبوت الرؤية الشرعية للهلال مساء الاحد. وكان السيستاني وبقية المراجع الشيعية قد طلبوا من المواطنين مراقبة الهلال مساء الاحد الموافق 31 اب (اغسطس) لتحديد اول ايام شهر رمضان. وكان الوقف السني في العراق قد اعلن ان اليوم الاثنين هو اول ايام رمضان لعدم ثبوت الرؤية الشرعية للهلال.

ومن جهتها قررت الحكومة تقليص ساعات الدوام الرسمي في مؤسسات الدولة ساعة واحدة على ان يبدأ من الثامنة صباحا وينتهي في الثانية بعد الظهر فيما وجه رئيسا الجمهورية جلال طالباني والحكومة نوري المالكي رسالتا تهنئة الى العراقين متنمنين ان يشهد هذا الشهر المزيد والاستقرار لهم .

طالباني : قوى الظلام تدرك ان المثقفين خطر فعلي عليها

أكد الرئيس العراقي جلال طالباني ان قوى الإثم تدرك إن المثقفين يشكلون خطراً فعلياً وجسيماً عليها ليس لأنهم مدججون بالسلاح بل لأنهم يملكون وهج التنوير والتوعية ويتصدون بشجاعة وجرأة للمحاولات الرامية إلى إثارة عوامل فرقة جديدة، مذهبية كانت أو قومية، مناطقية أو فكرية، وإذكاء صراعات جانبية بهدف تعطيل وإيقاف مسيرة الشعب نحو بناء مجتمع العدل والديمقراطية والمساواة.

وقال طالباني في كلمة خلال حفل تأبيني اقيم في بغداد اليوم اثر اغتيال مستشار وزارة الثقافة كامل شياع بكاتم الصوت مؤخرا quot;أشاطركم الحزن والأسى لفقدان رمز من رموز الثقافة الوطنية واحد بناة صرحها المعاصر كامل شياع الذي كان واحدا من حملة مشاعل الفكر الإنساني المنفتح على ثقافات العالم المتنوعة والملتصق بالتاريخ الحضاري لشعبنا .. انه واحد من ذلك الرعيل المجيد من المثقفين العراقيين الذين تساموا على التباينات والمشاحنات الدينية والمذهبية والاثنية وعملوا على إرساء صرح ثقافة تتلاقح في ظلها التيارات الفكرية والابداعية المختلفة من دون أن تقمع أو تلغي الخصائص القومية أو المحلية .. هذا الجيل لم ينقطع يوما عن التراث ولم يترفع عليه أو يهمله لكنه في الوقت ذاته لم ينغلق عن الحداثة والتجديد وأدرك أهمية الامتداد التاريخي للحضارات وتواصلها وعمل على أن يكون التعامل بينها حواراً لا صداماً أو صراعاًquot;.

واضاف إن مشروعا ثقافيا كهذا ما كان له أن ينشأ في ظل نظام القهر والاستبداد الذي أوصد الكثير من أبواب المعرفة واضطهد فيما اضطهد من أبناء الشعب، المثقفين وأرغم العديد منهم على الهجرة القسرية. وبعد سقوط نظام الطغيان عاد رهط من هؤلاء وبينهم كامل شياع ليحولوا الحلم الذي طالما راودهم إلى واقع رغم إدراكهم للمخاطر التي تكتنفهم والعوائق التي تعرقل تحقيق مشروعهم الوطني وخاصة جرائم وآثام القوى الإرهابية والظلامية التي تريد العودة ببلادنا إلى الماضي الدكتاتوري أو إشعال نيران الاحتراب الداخلي أو عرقلة مسيرة البلاد على طريق التحديث والتقدم.

واشار الى انه بفضل وعي الشعب وقواه السياسية تم إحباط مخططات الإرهابيين والصداميين الرامية إلى إثارة القلاقل والفتن وتقويض المشروع الوطني عموماً رغم إن معوقات كانت وبعضها ما برح تعيق التحرك السريع نحو بسط الأمن الكامل والاستقرار الدائم وتوفير الخدمات للشعب. وقال انه وبعد فشل قوى الظلام في تمرير مشاريعها فإنها لجأت إلى أساليب الغدر اللئيمة وكان من بينها اغتيال المثقفين والأكاديميين في محاولة لإخماد مشاعل النور والمعرفة التي تخيف قوى الظلام والجهل حيث تدرك قوى الشر إن قتل مثقف مرموق سيحدث غصة في نفوس الكثيرين و سوف تكون له أصداء واسعة في أوساط الشعب عامة والمثقفين خاصة وإلى ذلك كله فان الجناة يستهدفون المثقف الذي لا يملك سلاحا سوى سلاح المعرفة ولذا يعتبرونه هدفا سهل المنال.
واشار الى ان قوى الإثم تدرك إن المثقفين يشكلون خطراً فعلياً وجسيماً عليها ليس لأنهم مدججون بالسلاح بل لأنهم يملكون وهج التنوير والتوعية ويتصدون بشجاعة وجرأة للمحاولات الرامية إلى إثارة عوامل فرقة جديدة، مذهبية كانت أو قومية، مناطقية أو فكرية، وإذكاء صراعات جانبية بهدف تعطيل وإيقاف مسيرة شعبنا نحو بناء مجتمع العدل والديمقراطية والمساواة . وقال quot;لكن المثقف المحصن بمعارفه وقوة كلمته وحماية شعبه ما برح بحاجة إلى مزيد من الجهود الفعلية والعملية التي تبذلها الدولة لحماية بؤرة النور التي يمثلها المثقفون وتوفير البيئة اللازمة لهم للإبداع والمساهمة في بناء بلادنا والمضي بها في مدارج الرقي والتقدمquot;.

واوضح انه بقدر ما أثار اغتيال كامل شياع من مرارة فانه اظهر في الوقت ذاته وعياً وطنياً موحداً لدى عموم المثقفين الذين اجمعوا على اختلاف انتماءاتهم على استنكار الجريمة والمطالبة بوقف التطاول على الطليعة المتنورة من العراقيين. واضاف quot;إن الدولة إذ تدين بشدة هذه الجريمة البشعة تدرك المقاصد الدنيئة التي يرمي القتلة الى تحقيقها ولا بد ان تتخذ كل الإجراءات اللازمة لمطاردة القتلة ومن يقف وراءهم وتصفية البؤر الحاضنة لهم كما تسعى في الوقت ذاته لدعم دور المثقف وإحاطته بالرعاية وتفعيل دوره في العملية السياسية من اجل أن يؤدي رسالته في تحرير العقل من غمامة الجهالة وهي رسالة سامية يساهم حملتها في إشاعة قيم الإخاء والعدل والمساواة التي تحلم بها البشرية والتي استشهد كامل شياع دفاعاً عنها .. رحم الله كامل شياع و الشهداء جميعاً وستبقى أسماؤهم مشاعل تنير درب الحرية وتزيدنا إصراراً على التقدمquot;.