أسامة مهدي من لندن: اتهم زعيم الائتلاف العراقي الشيعي الحاكم عبد العزيز الحكيم الولايات المتحدة بحماية منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة التي اتهمت الحكومة العراقية بالاستجابة لضغوط السلطات الايراني باخراجها من العراق. وقال الحكيم في مؤتمر صحافي في بغداد اليوم بعد 48 ساعة من قرار الحكومة العراقية بوضع اليد على نشاط المنظمة ومعسكرها شمال شرق بغداد ان القوات الاميركية ما زالت تحمي منظمة مجاهدي خلق الايرانية على الرغم من اجماع القوى العراقية على ضرورة اخراجها من العراق.

واضاف ان هذه الحماية تخالف نص الدستورالعراقي الذي يؤكد على عدم السماح لاي منظمة ارهابية تقوم بنشاطات ضد اي دولة من دول الجوار بالتواجد على الاراضي العراقية. واشار الى ان الجمعية الوطنية العراقية كانت اصدرت عام 2004 قرارا باخراج المنظمة من العراق ولكن القوات الاميركية منعت ذلك بذريعة وجود حماية دولية لهم . واتهم الحكيم المنظمة التي يتواجد حوالي 4 الاف من عناصرها بمعسكر اشرف (70 كم شمال شرق بغداد) بعقد المؤتمرات واصدار بيانات تحريضية ضد الشعب العراقي والحكومة العراقية استمرارا على نهجها السابق عندما كانت تنفذ مخططات النظام السابق القمعية ضد العراقيين.

وكان مجلس الوزراء العراقي قرر امس الاول وضع المنظمة المتواجدة على الأراضي العراقية تحت السيطرة التامة للحكومة العراقية لغاية إخراجها من العراق والتعامل معها على وفق القوانين العراقية. كما منعت الحكومة التعامل مع منظمة مجاهدي خلق الإرهابية من قبل أية منظمة أو حزب أو مؤسسة أو أشخاص عراقيين أو أجانب داخل العراق وإعتبار من يتعامل معها مشمولاً بأحكام قانون مكافحة الإرهاب و إحالته الى القضاء على فق القانون المذكور.

ودعت القوات المتعددة الجنسيات الى رفع اليد عن المنظمة وتسليم نقاط السيطرة وكل مايتعلق بشؤون أفرادها الى السلطات العراقية المختصة .. وتفعيل الدعاوي القضائية المرفوعة quot;ضد مرتكبي الجرائم بحق أبناء الشعب العراقي من عناصر منظمة مجاهدي خلق الإرهابيةquot;. كما قررت الحكومة العراقية القيام بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لإيجاد حلول جذرية لمشكلة تواجد المنظمة على الأراضي العراقية وتنفيذ القرارات المتخذة بشأن إخراجها من العراق.
وكانت منظمة مجاهدي خلق قد نظمت مؤتمرا بمعسكرها في اشرف بديالى السبت الماضي مؤتمرها الرابع بحضور تجمعات سياسية وعشائرية عراقية . وطالب البيان الختامي للمؤتمر بإخراج وطرد جميع أعضاء وعناصر قوات الحرس والمخابرات الإيرانية من جميع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية العراقية وخاصة الأجهزة الأمنية والشرطة. كما أكد البيان على مطالب المؤتمر بإغلاق السفارة والقنصليات الإيرانية في أنحاء العراق . وحضر المؤتمر التضامني مع الشعب العراقي أكثر من 135 حزبا ومنظمة وتجمعا عراقيا إضافة إلى 1000 من شيوخ عشائر الجنوب والوسط.

وشارك في المؤتمر أيضا ممثل عن البرلمان الأوروبي ونواب عراقيون يمثلون الجبهة العراقية للحوار الوطني بزعامة صالح المطلك وحركة الوفاق الوطني بزعامة إياد علاوي. إلى جانب ممثلين عن مؤتمر أهل العراق بزعامة عدنان الدليمي والحزب الإسلامي العراقي بقيادة نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي ومجلس الحوار الوطني بزعامة خلف العليان اضافة الى ممثلين عن حزب العدالة لتركمان العراق، وحزب الوحدة الإسلامية.
وتحظى منظمة مجاهدي خلق المعارضة للنظام الإيراني بحماية أميركية منذ عام 2003 حيث تحول وجودها في العراق من عسكري الى إنساني .

واتهمت المنظمة الحكومة العراقية اليوم بتنفيذ اوامر السلطات الايرانية ضدها . وقالت في بيان لها ان هذا الموقف خرق صارخ للقوانين والاتفاقيات الدولية خاصة مبدأ عدم النقل القسري والمادة الثالثة المشتركة في اتفاقيات جنيف والقانون الانساني الدولي كما أنه يتعارض بشكل مخجل مع مواقف اللجنة الدولية للصليب الاحمر والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة واليونامي والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والبرلمان الاوربي.

واضافت أن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر أوضحت أنه لا يجوز نقل سكان معسكر أشرف بخرق مبدأ عدم الابعاد القسري أو طردهم أو اعادتهم الى بلدهم الأم أو نقلهم داخل العراق بخرق أحكام القانون الانساني الدولي.

وقالت المنظمة في ختام بيانها أن تصريحات المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ تأتي لتمهد الطريق أمام التدخل الايراني، على حد قولها، مطالبة مجلس الأمن الدولي والجهات الدولية المختصة والقوات المتعددة الجنسيات ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالنظر العاجل في هكذا تصريحات وادانتها ورفع جميع القيود عن سكان معسكر أشرف.