أنقرة: يبدأ زعماء قبرص الأربعاء محادثات الهدف منها إعادة توحيد الجزيرة في الوقت الذي يقول فيه دبلوماسيون إنها أفضل فرصة تتاح منذ عقود لانهاء صراع يهدد طموحات تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. ويعلق الوسطاء آمالهم على شخصيتين معتدلتين هما رئيس القبارصة اليونانيين المنتخب حديثا ديميتريس كريستوفياس وزعيم القبارصة الأتراك محمد علي طلعت لتسوية نزاع طالما تحدى المساعي الدولية لحله.

وقال دبلوماسي مقرب من المحادثات اشترط عدم الكشف عن هويته إن هذه أفضل فرصة لها علاقة بقبرص تمر على جيل واحد على الأقل، كلا الزعيمين ملتزم حقا بالتوصل إلى اتفاق، وهذا ما كان غائبا من قبل. وسيحتاج كلاهما إلى الخوض في مستنقع من القوانين والإجراءات لإعادة توحيد الجزيرة التي قسّمت بعد غزو تركي في عام 1974 إثر انقلاب عسكري قصير بدعم من اليونان.

وسيشهد يوم الأربعاء مراسم انطلاق المحادثات التي سيحضرها وزير خارجية استراليا السابق الكسندر داونر الذي عين في يوليو/ تموز مبعوثا للأمم المتحدة لقبرص. وسيتفاوض الطرفان الأسبوع القادم بشأن قائمة من القضايا المعقدة من الحكم في المستقبل إلى كيفية التعامل مع مطالب بملكية عقارات لـ 250 ألف شخص فقدوا منازلهم. وسيمثل وضع الولايات الاتحادية قضية رئيسية في أي تسوية.

ويقول القبارصة الأتراك الذين لا تعترف أي دولة بدولتهم الانفصالية عدا تركيا إن الاتحاد سيكون اندماجا لدولتين تتمتعان بالسيادة. ووجهة النظر هذه مرفوضة من قبل القبارصة اليونانيين الذين يديرون حكومة الجزيرة المعترف بها دوليا ويرفضون التنازل عن أي نوع من السيادة للقبارصة الأتراك.

وتلوح في الخلفية آمال تركيا في الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي الداعم الرئيسي للقبارصة اليونانيين، ويمثل القبارصة اليونانيون قبرص في الاتحاد الأوروبي ومن المستبعد أن يوافقوا على أي خطوات تسمح بدخول أنقرة إلى الاتحاد ما دامت الجزيرة مقسمة.