فالح الحمراني من موسكو:
تستعد روسيا للتوقيع مع أوسيتيا الجنوبية معاهدة صداقة وتعاون تسمح بنشر قواعد روسية في الجمهورية التي نالت مؤخرا إعتراف موسكو بها. وقال رئيس برلمان اوسيتيا الجنوبية زناور جاسييف ان رئيس اوسيتيا الجنوبية ادوارد كوكويتا كلف برلمان الجمهوية باعداد كافة الاجراءات اللازمة للتوقيع على المعاهدة. وكان رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين قد عبر عن عدم ارتياح موسكو لتكثيف الناتو حضوره العسكري في حوض البحر لاسود، وقال ان روسيا سترد على ذلك، من دون ان يوضح كيف سيكون الرد.

واعرب رئيس جمهورية ابخازيا سيرغي باجابش دعم نظيره الاوسيتي الجنوبي، واقترح خلق الظروف المناسبة لمرابطة سفن اسطول البحر الاسود الروسي على الساحل الابخازي لمواجهة حشد سفن اسطول الناتو والولايات المتحدة في موانئ جورجيا. وقال quot; ان روسيا معنية بالتواجد في الساحل الابخازيquot; منوها بان لدى امريكا قاعدة عسكرية في قيرغيزيا، فلماذا لايمكن ان تكون لدى روسيا مصالح في ابخازيا المحاددة سوتشي ـ عاصمتها الجنوبية؟quot;.

ولم تستبعد وزارة الخارجية الروسية منذ بداية الاحداث،امكانية التوقيع مع ابخازيا معاهدة للتعاون العسكري، لتكون مقدمة لنشر تشكيلات عسكرية هناك. وتؤكد الدوائر العسكرية والدبلوماسية في موسكو: ان روسيا يمكن ان تقيم ثلاث قواعد عسكرية في اراضي الجمهوريتين الفتيتين اللتين اعترفت بهما موسكو مؤخرا ـ حيث ستقام في ابخازيا قاعدتين واخرى في اوسيتيا الجنوبية. ومن المرتقب ان يتم اقامة القواعد في المواقع التي كانت ترابط بها القوات في زمن الاتحاد السوفياتي السابق.وفي مدينة جوداوتي الابخازية مثلا التي جرى اغلاقها وفق اتفاقية منظمة الامن والتعاون لعام 1998 يمكن نشر قوات انزال وقوة جوية ودفاعات مضادة للاهداف الجوية، ويمكن ان ترابط سفن البحر الاسود في ميناء اوتشامتشيرا على البحر الاسود، وكتائب آلية في جافا الاوسيتية الجنوبة.

وكانت الولايات المتحدة قد اعلنت عن موقفها السلبي من احتمال ظهور قواعد روسية في اوسيتيا الجنوبية وابخازيا. وطالبت بعودة القوات الروسية الى المواقع التي كانت ترابط فيها قبل 6 اغسطس.ورد ممثلو المؤسسة العسكرية الروسية بالقول :quot; ان واشنطن تطلب بذلك في الوقت الذي تعمل بكل قوتها لجر جورجيا لحلف الناتو من اجل تنشر على ارضيها قواعد عسكرية وبالتالي اقتطاع المنطقة عن روسياquot;.

ويرى بعض المراقبين العسكرين ان نشر القوات الروسية في اوسيتيا الجنوبية وابخازيا لايعدو غير الخطوة الاولى نحو العودة الى المرابطة في الدول الاجنبية التي كان للاتحاد السوفياتي حضور عسكري فيها وفي مواقع جديدة.ويتطلع الجنرالات الروسي ضمن هذا السياق الى سوريا وكوبا وايران وغيرها.