موسكو: صرح الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف بأن الضغط السياسي على روسيا لن يأتي بأي نتيجة على الإطلاق. وأعلن ميدفيديف اليوم في الكرملين في اجتماع مجلس الدولة المخصص لمناقشة الوضع الناشئ في العالم في أعقاب العدوان الجورجي على أوسيتيا الجنوبية: quot;إنهم يحاولون ممارسة ضغط سياسي علينا، وليس في ذلك بشيء جديد بالنسبة لنا، لكنهم لن يتمكنوا من تحقيق أي نتيجةquot;.

وفي الوقت نفسه أشار ميدفيديف إلى أن quot;المواجهة ليست خيارنا... إذ نؤكد استعدادنا لتطوير العلاقات المتكافئة الودية القائمة على تجسيد مبادئ القانون الدوليquot;. وأوضح الرئيس الروسي: quot;لقد أوقفنا العدوان العسكري وحافظنا على مصالحنا فالملايين من البشر قدروا خطواتنا الحازمة حق قدرها. وبالرغم من أن عددا كبيرا من البلدان فضلت تجنب إدانة النظام الجورجي نولي الأهمية، مع ذلك، لصوت هؤلاء الذين قدروا أعمالناquot;.

وشدد رئيس الدولة قائلا: quot;لقد كنا في غنى عن هذه الحرب، لكنهم فرضوها عليناquot;. واختتم بقوله: quot;لم يكن أي بلد من بلدان العالم سيتحمل قتل مواطنيه. وكانت روسيا ملزمة بإنقاذ حياة البشر والدفاع عن الحق والعدالةquot;.

وكانت القوات الجورجية قد شنت في ليلة السابع على الثامن من شهر أغسطس 2008 هجوما على أوسيتيا الجنوبية وقصفت عاصمتها مدينة تسخينفالي بمختلف أنواع الأسلحة بما فيها راجمات quot;غرادquot; مما أدى الى إلحاق دمار هائل بالمدينة، ووقوع عدد كبير من الضحايا وسط السكان المدنيين.

ووجدت روسيا نفسها مضطرة للتحرك وإرغام جورجيا على السلام فأرسلت تشكيلات من الجيش الثامن والخمسين لمساعدة قوة حفظ السلام الروسية العاملة في منطقة النزاع الجورجي- الأوسيتي، وحماية السكان المدنيين في تسخينفالي. واتهمت الولايات المتحدة ومعها بعض دول الاتحاد الأوروبي روسيا باستخدام القوة بشكل مفرط ضد جورجيا.

ميدفيديف: جورجيا تتلقى الأسلحة تحت قناع المساعدات الإنسانية

وصرح الرئيس الروسي بأن عملية تسليح جورجيا مستمرة تحت قناع تقديم quot;المساعدات الإنسانيةquot; لها. وقال في اجتماع مجلس الدولة في الكرملين اليوم: quot;من دواعي الأسف أن تسليح النظام الجورجي مستمر بما في ذلك تحت ستار المعونة الإنسانيةquot;.

ولاحظ ميدفيديف: quot;تُرى كيف كان سيرد هؤلاء (الذين يقدمون مثل هذه المساعدات الإنسانية المزعومة) لو أرسلنا المساعدات الإنسانية إلى بلدان البحر الكاريبي المتضررة أخيرا من الإعصار بواسطة قطع بحرية من أسطولنا الحربيquot;. يذكر أن حلف الناتو أرسل إلى البحر الأسود عددا من سفنه الحربية بذريعة تقديم المساعدات الإنسانية إلى جورجيا. وتتواجد في البحر الأسود إجمالا اليوم سبعة قطع حربية تابعة للناتو بما فيها السفن الأميركية.