وارسو: كرر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف معارضة بلاده نشر صواريخ اميركية في بولندا، وذلك بعد محادثات اجراها مع نظيره البولندي رادوسلاف سيكورسكي في العاصمة وارسو.

وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع سيكورسكي انه quot;لا يمكن التغاضي عن الخطر الناشئ عن وصول الاستراتيجية العسكرية الاميركية الى الابواب الروسيةquot;.

ويلتقي لافروف كذلك رئيس الحكومة البولندية دونالد توسك ليناقش معه الحرب في جورجيا ومعارضة موسكو نشر الصواريخ الاميركية التابعة لمنظومة الدرع الصاروخي في اوروبا الوسطى.

وكانت روسيا قد حذرت بولندا وجمهورية التشيك من نشر هذه الصواريخ على اراضيها مهددة بأن يصبح هذان البلدان هدفان للصواريخ الروسية.

وتصر واشنطن على ان درعها الصاروخي لا يهدد روسيا لانه ليس موجها ضدها ولا يستهدفها، الا ان موسكو تعتبر منظومة الصواريخ الاميركية تهديدا لامن القارة الاوروبية.

من جهته، قال قائد القوة الصاروخية الاستراتيجية الروسية الجنرال نيكولاي سولوفتسوف انه quot;في حال قررت القيادتان العسكرية والسياسية ذلك، فان الصواريخ المنتشرة في بولندا وجمهورية التشيك وغيرها من المواقع قد تصبح اهدافا لبعض الصواريخ البالستية الروسيةquot;.

وعلى الرغم من هذه التحذيرات والتهديدات، قال لافروف في حديث لاحدى الصحف البولندية يوم الخميس ان روسيا quot;ستكون منفتحة على مبدأ اجراء مفاوضات جديةquot;.

واضاف لافروف انه quot;في حال كانت هناك نية جدية لواشنطن ووارسو في التعهد بأن قواعد الصواريخ المضادة للصواريخ لا تستهدف روسيا، فان موسكو ستكون حينها مستعدة للنظر في اقتراحات عمليةquot;.

ويقول آدم ايستون مراسل بي بي سي في العاصمة البولندية ان زيارة لافروف الى وارسو بعد وقت قليل من اتفاق بين وارسو وواشنطن بنشر صواريخ اميركية في بولندا تعتبر خرقا ايجابيا لجدار الازمة المستجدة.

يذكر ان العلاقات بين روسيا والدول المجاورة لها والتي كانت تنتمي الى الاتحاد السوفييتي قد تأثرت بالازمة الجورجية الى حد بعيد.

انتقام
واتهم لافروف وارسو يوم الخميس بالانتقام من روسيا بسبب تدخلها في جورجيا مشيرا الى ان موسكو quot;قلقة جدا من الموقف الاوكراني الداعم لجورجياquot;.

على صعيد آخر، تراجع زعيم اوسيتيا الجنوبية ادوارد كوكويتي تراجع عن تصريحاته التي ادلى بها سابقا والتي quot;طلب بها انضمام بلاده الى روسياquot;.

على خط آخر، يخشى بعض المراقبين من تطور الازمة بين روسيا واوكرانيا بعد تأييد كييف لتبليسي خلال الازمة الجورجية الروسية، وبخاصة مع التأييد الجازم الذي ابداه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لاحترام السيادة الاوركرانية.

من جته، يرى رئيس الحكومة البولندية ان على بلاده التفاوض مع روسيا التي تعتبر اكبر شريك تجاري لوارسو، ولذلك، فسوف يحاول مع وزير خارجيته اقناع لافروف بان الصواريخ الاميركية لا تستهدف روسيا.

وعلى الرغم من قول واشنطن ان الصواريخ التي تنوي نشرها هي لاعتراض صواريخ بعيدة المدى آتية من بلدان مثل ايران، الا ان طلب بولندا لصواريخ من طراز باتريوت القصيرة المدى التي بامكانها حماية البلاد من الصواريخ الروسية زادت من شكوك موسكو في ما يتعلق بنوايا بولندا.