روسيا تنتظر إعتراف 4 دول عربية بأبخازيا وأوسيتيا
فالح الحمراني من موسكو: تناولت غالبية الصحف الروسية الصارة الجمعة بموسكو استطلاعات للراي العام التي اظهرت ان مواطني روسيا الاتحادية يحنون لزمن التوازن الدولي الذي حققته الحرب الباردة، وان الاغلبية منهم ترى ان العلاقات مع الغرب ستعود الى مجراها الطبيعي، وتعتقد بان المواجهة الحالية مع الغرب لن تهدد الاستقرار الداخلي، وتتسائل صحف عن جدوى تكثيف الحضور العسكري الروسي عند سواحل فنزولا.

وتناولت عدة صحف روسية نتائج اخر استطلاع للراي العام. وقالت صحيفة كوميرسانت ان quot; غالبية سكان روسيا يتخذون موقفا ايجابيا من بلدان رابطة الدول المستقلة والاتحاد الاوروبي، ولكنهم ينظرون ببالغ السلبية نحو الناتو والولايات المتحدة الاميركية، وتكون لدى غالبية المواطنين موقفا ثابتا مفاده : ان العالم في زمن الاتحاد السوفياتي كان اكثر أمنا من عالم اليومquot;.

واشارت صحيفة ترود الى ان quot; سيل الانباء من شاشات التلفزيون التي انهالت على الروس منذ بداية النزاع في اوسيتيا الجنوبية، احدثت انقساما في الراي العام ووزعته الى ثلاث تيارات، فيرى كل ثالث من المشاركين في الاستطلاع ان الوضع في روسيا والعالم عموما لم يتغير بعد العملية العسكرية في جنوب اوسيتيا. بيد ان نسبة مماثلة تنتظر تدهور المواقع الروسية، واُدرج ربع سكان روسيا في لائحة المتفائلين لقناعتهم بان quot;امور روسيا ، التي وقفت على اقدامها سترتفعquot;.

وتربط صحيفة فريميا نوفستي نتاج الاستطلاع بذكرى الحادي عشر من من سبتمبر وتقولquot; في يوم الحادث الارهابي المروع باميركا كان اتصال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره الاميركي جورج بوش قد انعش الامال بسريان الدفء في العلاقات. ولكن الوضع اليوم معاكس
تماما. بيد ان غالبية الروس لا ينتظرون بداية quot; حرب باردةquot; والاستقرار الذي وفرته، وعلى ما يبدون انهم لا يعتقدون بامكانية تطور الاحداث وفق هذا السيناريوquot;. حسب فريميا نوفوستي.

وتحاول صحيفة ازفيتسا ان ترد على التساؤلquot; ما حاجتنا لشاطئ فنزويلا البعيد؟quot;. وتقول quot; ان اللعب الجيو ـ سياسية قد بدأت الان، ففي الاول من كانون الثاني ( يناير) تنتهي فترة سريان مفعول اتفاقية سالت الاولى الروسية ـ الاميركية. ولم يضع الطرفان اتفاقية جديدة. بالدرجة الاولى بذنب الولايات المتحدة. ولذلك واعتبارا من العام المقبل يمكن ان تحلق حاملات الصواريخ الروسية الى شواطئ الدول الصديقة وعلى متنها ليس فقط الاسلحة التقليدية وانما النووية. وباي حال لم يعد لدى الجانب الاميركي اية حقوق للتحقق مما ستحمله تلك الطائرات. وتخلص الازفيتسيا الى ان quot; عامل زعزعة الاستقرارquot; الذي اقيم بمبادرة من واشنطن بنشرها اجزاء نظام الدفاع المضاد للصواريخ في بولندا وتشيكيا، اضافة لتوسيع صفوف حلف الناتو ليقف تخوم روسيا، سينتقل في الجزء الغربي من الكوكب الارضيquot;.

وتساءلت صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا الصادرة في مقالها الافتتاحي عن جدوى التصعيد الروسي مع الولايات المتحدة، وعمل القيادة الروسية على تفاقم العلاقات مع واشنطن غير الجيدة اساسا، ولاسيما قبل الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة. مشيرة بذلك الى خطط القيادة الروسية لتكثيف الحضور الروسي العسكري في اميركا اللاتينية والتعاون هناك مع دول ترتبط بعلاقات سيئة مع واشنطن.