طلال سلامة من روما: يتمسك وزير الدفاع الإيطالي quot;اينياتسيو لا روساquot; بفكرة تكريم الجنود الذين حاربوا في صفوف جيش quot;بيتينو موسولينيquot; ضد القوات الأميركية أثناء الحرب العالمية الثانية. لا بل يدافع هذا الوزير عن سلوك عمدة روما quot;جاني أليمانوquot; المتطرف، الذي تبنى موقف عدم إدانة العقيدة السياسية الفاشية بصورة فاضحة وعلناً أمام السلطات الإسرائيلية في تل أبيب مما صعق الجميع محلياً ودولياً. لذلك، لم يتأخر القصر الجمهوري الذي يمثله الرئيس quot;جورجو نابوليتانوquot; في مهاجمة تلك الشخصيات اليمينية التي كانت مؤيدة لتصرفات عمدة روما الشاذة. ولم يستثن هجومه وزير الدفاع الذي سبب توترات شديدة بين ائتلاف برلسكوني، من جهة، وتيار المعارضة اليساري والقصر الجمهوري سوية، من جهة أخرى.
هكذا، يتدخل quot;جان فرانكو فينيquot;، الذي يحتل ثالث أعلى منصب حكومي على الصعيد المحلي، بعد رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الشيوخ، من أجل إنقاذ ما تبقى من سمعة اليمينيين. يؤمن quot;فينيquot; بأن كل ما هو ديموقراطي ينبغي التعريف عنه بأنه معادي للفاشية. وهذا ما يتحلى به اليمينيين المعتدلين. يذكر أن رئيس البرلمان الإيطالي، quot;جان فرانكو فينيquot;، قام بتغيير جذري في سياسة حزبه، أي حزب الاتحاد الوطني اليميني، قبل أن يترك زعامته. وتبلور هذا التغيير باعتذار رسمي منه أمام ممثلي حكومة تل أبيب، خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل، حول كل ما فعلتها الفاشية من ممارسات شنيعة بحق اليهود. وكان هذا الاعتذار كافياً، بحد ذاته، الى تغيير نظرة المحللين والمراقبين السياسيين، الداخليين والخارجيين، إزاء الثوب الجديد الذي لبسه ائتلاف برلسكوني قبل خوض الانتخابات الأخيرة.
اليوم، ثمة ثلاثة قواعد رئيسية تتبعها العقيدة اليمينية المعتدلة هي الحرية والمساواة والتضامن والعدالة الاجتماعية. وهي تدخل كلها في طريق واحدة تدعى التشريع الإيطالي الذي أحاط المجتمع الإيطالي منذ التحرير الأميركي لإيطاليا التي لن تنس أبداً، بجميع فصائلها وتياراتها، فضل الأميركيين عليها.
التعليقات