لورد: احتفى البابا بنديكتوس السادس عشر الاحد في لورد (جنوب غرب فرنسا) بمريم العذراء quot;نجمة الرجاءquot;، خلال قداس في الهواء الطلق في الذكرى الخمسين بعد المئة لظهور السيدة العذراء على برناديت سوبيرو. وبعد القداس الذي شكل ذروة زيارته لفرنسا، التقى البابا اساقفة فرنسا الذين القى امامهم خطابا حازما.

وتجمع اكثر من 150 الف مؤمن في حقل مزارات لورد وهو الموقع الكاثوليكي الذي يزوره اكبر عدد من الاشخاص بعد روما، على ما ذكرت ادارة مزارات لورد. وقال البابا الذي يولي اهمية كبرى للتعبد الشعبي لمريم العذراء، ان مريم quot;نجمة الرجاء اتت الى هنا في لورد لتذكر (..) بشمولية المحبةquot; بظهورها على الراعية الصغيرة برناديت سوبيرو العام 1858.

واضاف quot;مريم اختارت (برناديت) لتمرر رسالتها (..) طبقا لكلمة المسيح: انك اخفيت هذه الاشياء على الحكماء والاذكياء وكشفتها للصغارquot;. واضاف بنديكتوس السادس عشر quot;الرب يقول لنا ان في العالم حبا اقوى من الموت واقوى من ضعفنا وخطاياناquot;، مدينا quot;الاهانات والتمييز والتعذيب الذي يتعرض له الكثير من اشقائنا وشقيقاتنا في مناطق كثيرة من العالم لحبهم للمسيحquot;، طالبا من مريم quot;التشفع بهمquot;.

وكما فعل في باريس حيث ترأس قداسا حضره 260 الف شخص، قدم البابا القربان الى المؤمنين الذين تلقوه ركوعا. وفي لورد وصلت طلائع الحجاج قبيل الفجر. وتوجه الجزء الاكبر من الجموع الى الموقع اعتبارا من الساعة 06,30 (الساعة 04,30 ت.غ.). واتى الحجاج من العالم باسره ولا سيما من اسبانيا وايطاليا وكذلك من بلجيكا وهولندا والبرازيل.

وعلى المنصة الكبيرة البيضاء التي نصبت قرب مغارة quot;الظهورquot;، اقام البابا القداس بحضور 230 اسقفا اجنبيا من اصل الف رجل دين حضروا المناسبة. وعبر البابا بالسيارة البابوية (باباموبيلي) بين الحشود التي كانت تلوح باعلام الفاتيكان واعلام دول اخرى. والسبت زار رأس الكنيسة الكاثوليكية خصوصا الكوخ الذي كانت تسكنه عائلة سوبيرو ومن ثم صلى وقد بدا عليه التأثر، في المغارة حيث ظهرت العذراء 18 مرة على الراعية الشابة بحسب الكنيسة.

وبعد ظهر الاحد، التقى البابا 170 اسقفا وكاردينالا فرنسيا وتحدث معهم في شؤون الكاثوليك المطلقين الذين تزوجوا مجددا وهم لا يسعهم وفق القانون الكنسي تناول القربان خلال القداس. وقال بحزم ان quot;الكنيسة التي لا يمكنها معارضة مشيئة الرب تحافظ بحزم على مبدأ عدم انفساخ الزواجquot;. لكن البابا اعتبر ان الكنيسة يجب ان تحيط quot;باكبر قدر من العاطفة اولئك الذين يعجزون عن احترامquot; هذا المبدأ معترفا بانها quot;مسألة مؤلمة كثيراquot;.

وشدد البابا على انه quot;لا يمكن القبول بمبادرات تهدف الى مباركة زيجات غير شرعيةquot; في حين ان في بعض الرعيات في فرنسا يقترح الكهنة على مطلقين تزوجوا من جديد حصولهم على البركة وامكانية تناولهم القربان. وتطرق البابا لمسألة حساسة جدا في فرنسا وهي العودة الى القداس اللاتيني.

وبرر البابا قراره اعتماد هذه الليتورجيا مجددا والتي قوبلت بتحفظ في جزء من الكنيسة الفرنسية بعدما فسرت على انها دعم للتقليديين، داعيا الكاثوليك الى quot;الوحدةquot;. وقال quot;يجب ان نجهد نفسنا على الدوام لنكون خداما للوحدة (..) يجب على كل واحد ان يشعر بارتياح في الكنيسة والا يشعر بانه منبوذquot;.

وتطرق مجددا الى مسألة العلمانية التي طرحت في بداية زيارته الجمعة مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وهي موضوع حساس جدا في فرنسا منذ اكثر من قرن بعد اقرار قانون العام 1905 حول الفصل بين الدين والدولة. وحرص بنديكتوس السادس عشر على التشديد على ان الفاتيكان quot;يريد احترامquot;، quot;خصوصية الحالة الفرنسيةquot; ومؤكدا ان quot;الكنيسة لا تطمح للحلول مكان الدولةquot;.

لكنه دعا الى quot;ابراز جذور فرنسا المسيحية ما يسمح لكل مواطن في هذا البلد بفهم افضل لجذوره ووجهتهquot;. واشار ساركوزي كذلك الى quot;القيم المسيحيةquot; باستقبال البابا الجمعة. وقد اثار ذلك انتقادات. وقال الزعيم الاشتراكي المعارض فرنسوا هولاند quot;ما من علمانية ايجابية او سلبية منفتحة او منغلقة متساحمة او متعصبة. هناك العلمانية. انها مبدأ جمهوريquot;.

اما الزعيم الوسطي فرنسوا بايرو، وهو مسيحي ممارس، فاعرب عن الاسف quot;للخلط بين الدولة والدينquot;. وصباح الاثنين يقيم البابا قداسا للمرضى في باحة كاتدرائية سيدة الوردية قبل ان يغادر لورد عائدا الى روما في ختام زيارة من اربعة ايام هي الاولى له لفرنسا منذ توليه الكرسي الرسولي.