أديرنو بعد تسلم قيادة القوات المتعددة: الأمن في العراق ما زال هشًا
ضمانات كركوك تعرقل حل مشكلة الإنتخابات المحلية

أسامة مهدي من لندن :
في وقت حدد مجلس النواب العراقي للجنة شكلها لدراسة حل مشكلة انتخابات محافظة كركوك تقديم تقرير له الخميس المقبل، فإن خلافات ما زالت تعرقل توصلها الى حل حيث يطالب التركمان والعرب بضمانات حكومية ودولية من الامم المتحدة للإشراف على هذه الانتخابات بينما يدعو الاكراد إلى الاكتفاء بضمانات سياسية، وهو أمر ما زال يعيق مصادقة المجلس على قانون انتخابات مجالس المحافظات واجرائها في موعدها المقرر .. بينما سلم وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس في احتفال غرب بغداد اليوم قيادة القوات المتعددة الجنسيات في العراق من الجنرال ديفيد بتريوس الى الجنرال ريموند اديرنو الذي حذر من ان الوضع الامني مازال هشًا محذرًا من تراجعه .

وخلال اجتماعات تواصل عقدها لجنة تضم اعضاء من لجنتة المحافظات والاقاليم واللجنة القانونية في مجلس النواب والتي تشكلت مطلع الاسبوع على انقاض لجنة سابقة تم حلها لفشلها في اعمالها وضمت رئيس مجلس النواب محمود المشهداني ونائبه الشيخ خالد العطية وعضوية كل من سعدي البرزنجي ويونادم كنا ومحمد التميمي وسعدالدين اركج وهاشم الطائي، فإنها لم تتوصل بعد الى اتفاق حتى الان حول حل مشكلة انتخابات محافظة كركوك الشمالية الغنية بالنفط . فما زالت مواقف الاطراف المختلفة متباعدة الامر الذي يدرس مجلس النواب اللجوء الى خيارات بديلة من خلال طرح اكثر من مقترح على المجلس واجراء تصويت على كل واحد منها . ويتركز النقاش حاليًا حول مقترحات طرحها في تموز (يوليو) الماضي رئيس بعثة الامم المتحدة ستافان دي ميستورا وتقضي بتأجيل انتخابات مدينة كركوك حتى إشعار آخر وتشكيل لجنة تتكون من ممثلين اثنين من كل مكون من اعضاء مجلس النواب عن محافظة كركوك وخبيرين اثنين عن كل مكون مهمتها النظر في الية تقاسم السلطة والتجاوزات على الاملاك العامة والخاصة في محافظة كركوك قبل وبعد التاسع من نيسان (ابريل) عام 2003 تاريخ سقوط النظام السابق .

وتهدف النقاشات الى ايجاد بديل للمادة 24 من قانون الانتخابات المحلية الذي صادق عليه مجلس النواب في 22 من تموز الماضي وسط رفض من كتلة التحالف الكردستاني التي انسحبت من التصويت على القانون الامر الذي دفع الرئاسة العراقية الى نقض القانون في اليوم التالي واعادته الى مجلس النواب لبحث تبديل هذه المادة . وتنص المادة 24 على تأجيل انتخابات مجلس محافظة كركوك والأقضية والنواحي التابعة لها لحين إنهاء مهام لجنة تشكل لغرض التمهيد للانتخابات كما تضمنت تقسيم السلطة بين المكونات الرئيسة الثلاثة بنسبة 32% لكل مكون من المكونات الرئيسة للمحافظة من العرب والاكراد والتركمان و 4% للمسيحيين. وكان المشهداني الذي يرأس اللجنة البرلمانية المتكونة من اعضاء يمثلون الاطياف الرئيسة في محافظة كركوك قد اعلن السبت الماضي فشل quot;خلية كركوكquot; في التوصل الى توافق، وقرر حلها وتشكيل لجنة جديدة من لجنة الاقاليم والمحافظات واللجنة القانونية في المجلس وخولها صلاحية التباحث مع مختلف الكتل للتوصل الى حل على ان تقدم تقريرها يوم الخميس المقبل.

وتواجه اللجنة البرلمانية الخاصة بتدارس قانون الانتخابات التي تضم لجنة الاقاليم والمحافظات واللجنة القانونية في مجلس النواب مشكلة الضمانات التي تطالب بها الكتل السياسية حيث يطالب يطالب العرب والتركمان بضمانات بان تشرف قوات الحكومة الاتحادية والامم المتحدة على انتخابات كركوك كشرط للموافقة على مقترحات البعثة الاممية فأن الاكراد يطالبون بالاكتفاء بضمانات سياسية لتطبيق القانون . ولذلك فإن مجلس النواب يتجه الى تقديم مقترحين الاول يقضي بالمصادقة على مقترحات الامم المتحدة بضمانات سياسية كما يريد الاكراد والاخر بضمانات حكومية ودولية كما يطالب العرب والتركمان من اجل حل مشكلة المادة 24 من قانون الانتخابات تمهيدًا للمصادقة عليه وتحديد موعد نهائي لاجراء النتخابات المحلية المنتظرة .

وكان من المقرر ان تجرى الانتخابات الشهر المقبل لكن الخلاف بين الكتل البرلمانية حول محافظة كركوك حال دون ذلك حيث فشل البرلمان في التصويت على قانون جديد لانتخابات مجالس المحافظات. ومن جهته قال مصدر مقرب من مكتب السيستاني ان المرجع اكد خلال لقائه مع ميستورا على ضرورة التصويت على قانون الانتخابات الجديد واجراء الانتخابات في موعدها المحدد وفق القائمة المفتوحة حتى لا يكون هناك اضطرار للرجوع الى القانون القديم. وحول المناطق المتنازع عليها قال المصدر ان السيستاني اكد على ان يكون هناك توافق وطني لحل المشاكل مع مراعاة مبادىء العدل والمساواة . وكان المرجع دعا الشهر الماضي العراقيين الى تسجيل اسمائهم في سجلات الناخبين وذلك قبل انتهاء المهلة المحددة للمشاركة في انتخابات مجالس المحافظات. وكان نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي قال مؤخرا انه ربما تجري الانتخابات هذا العام اذا لم يتم تمرير تمرير قانون الانتخاباتوذلك بالاعتماد على استخدام القانون القديم الذي جرت بموجبه الانتخابات المحلية الاولى عام 2005 .
غيتس يسلم القيادة الاميركية في العراق من بترايوس الى أديرنو

سلم وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس في احتفال رسمي في بغداد اليوم مهمة قيادة القوة المتعددة الجنسيات في العراق الى الجنرال ريموند اوديرنو خلفا للجنرال ديفيد بترايوس الذي عهد اليه بقيادة جبهتي العراق وافغانستان. وجرت مراسم نقل السلطات الى القائد الجديد لقوات التحالف في احد القصور السابقة للرئيس العراقي السابق صدام حسين يقع في قاعدة عسكرية اميركية قرب مطار بغداد (30 كم غرب العاصمة) بحضور قائدي البحرية العراقي اللواء الركن محمد جواد كاظم والجوية فريق أول ركن طيار كمال محمد الرزنجي ومعاون رئيس اركان الجيش الفريق الطيار الركن نصير العبادي .

وكان الرئيس الأميركي جورج بوش اعلن الأسبوع الماضي أنه يعتزم سحب حوالي 8 آلاف جندي من العراق وإرسال 4500 جندي إضافي إلى أفغانستان في شباط (فبراير) المقبل.ويعتبر أوديرنو مقاتلاً متمرساً في الميدان وفقد نجله وهو برتبة نقيب في الجيش الأميركي ذراعه في معارك عام 2004 في العراق وسيتولى الجنرال بتريوس رئاسة القيادة الأميركية الوسطى التي تشرف على العمليات في الشرق الأوسط وأفغانستان.

وقال الجنرال اوديرنو في اول تصريح له بعد توليه مهامه ان النجاحات ان النجاحات الامنية المتحققة في العراق مازالت هشة محذرا من مخاطر تراجع الوضع الامني . وقال quot;ان العراق بلدي الثاني وانه لشيء جيد العودة مرة ثانية الى العراق كما انه لشرف لي ان اقف جنبا الى جنب مع العراقيين. . واضاف ان quot;العراق اليوم بلد يختلف عن المرة الاولى التي رايته فيه وعلى اية حال علنيا ان نقر بان هذه المكتسبات لا تزال هشة وقابلة للتراجع .وكان غيتس قدوصل أمس الاثنين إلى بغداد في زيارة مفاجئة لم يعلن عنها مسبقًا تعد التاسعة إلى العراق، وبحث خلالها مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الأوضاع الأمنية في العراق ومستقبل تواجد القوات الأميركية.

وكانت آخر زيارة قام بها وزير الدفاع الاميركي الى بغداد في شهر أذار مارس الماضي وبحث خلالها مع رئيس الوزراء نوري المالكي التطورات الامنية في العراق كما التقى قائد القوات الأميركية بالعراق الجنرال ديفيد بتريوس والسفير الأميركي رايان كروكر.

يُذكر أن الجنرال بتريوس تسلم مهامه في العراق في بداية عام 2007 في خضم تصاعد العنف الذي ترك العديد من المراقبين متشككين إزاء قدرة هذه القوات في استعادة الاستقرار. ومنذ قيادة بتريوس القوات الأميركية في العراق شهدت البلاد تراجعاً في حدة العنف الطائفي. ويقول الجيش الأميركي ان العنف تراجع من 60 حادثاً في الأسبوع إلى ما تصفه في الوقت الراهن بالمستويات غير الجديرة بالاهتمام.. كما تراجعت أعداد القتلى في صفوف الجيش الأميركي ففي عام 2007 لقي 906 جنود مصرعهم في العراق وهي أسوأ سنة لهذه القوات في هذا البلد لكنه حتى امس الاثنين أي بمرور قرابة تسعة أشهر من هذا العام سقط 248 قتيلاً فقط في صفوف القوات الأميركية العاملة في العراق.

وتشير مصادر عسكرية اميركية الى ان من بين القضايا التي سيتعامل معها الجنرال أوديرنو قضية المهجرين والسياسة الداخلية العراقية وإعادة الخدمات المدنية الأساسية وتتوقع ان يواصل الاستراتيجية التي بدأها سلفه بتريوس. واوديرنو الذي كان اولا ضابطًا في سلاح المدفعية المهندس الرئيسي لاعتقال صدام حسين بعد سقوط النظام العراقي في عام 2003. وكان اوديرنو اول من طالب في كانون الاول (ديسمبر) عام 2006 بإلحاح بارسال قوات اضافية الى العراق وهو ما تحقق عند تعيين الجنرال ديفيد بترايوس قائدًا لقوات التحالف في العراق. وقد عين الجنرال اوديرنو مساعدا له.

من جهته ينهي الجنرال بترايوس مهندس الاستراتيجية الجديدة في العراق لمكافحة حركة التمرد الثلاثاء مهامه في قيادة قوات التحالف التي استمرت 19 شهرًا وسيترأس القيادة المركزية لكل العمليات العسكرية في الشرق الاوسط وآسيا الوسطى. وسيشرف بصفته هذه على الرحبين اللتين تخوضهما الولايات المتحدة في الشرق الاوسط وآسيا الوسطى.

وقال غيتس خلال تصريحات في بغداد امس ان quot;التحدي الذي يواجهه الجنرال اوديرنو هو طريقة العمل مع العراقيين لحماية ما تحقق حتى الآن في المجال الامني وتوسيعه بينما يجري في الوقت نفسه خفض عديد القوات الاميركية . وشدد على أن القوات الأميركية تعمل الآن على تسليم العراقيين مقاليد المهام الأمنية في العراق. وقال quot;أعتقد أنه مع انسحاب الجنود الذين تم نشرهم ضمن خطة الدفق العسكري، فمن الواضح أننا نشهد فترة انتقال من مرحلة إلى مرحلة أخرىquot;.

ولفت غيتس إلى أن الجيش الأميركي سيستمر في تنفيذ العمليات العسكرية جنبا إلى جنب مع القوات العراقية مشيرا إلى أن تقليصًا تدريجيًا سيطرأ على مشاركة القوات الأميركية في هذه العمليات ليقتصر دورها على تقديم الدعم. وحول التحديات التي تواجه القائد الجديد للقوات الأميركية في العراق اوضح غيتس ان quot;التحدي الذي يواجه الجنرال أوديرنو يتمثل بالكيفية التي سنعمل فيها مع العراقيين من أجل الحفاظ على المكتسبات التي تحققت في العراق والعمل على توسيعها حتى مع تقليص عديد الجنود الأميركيين في العراقquot;. ويتولى الجيش العراقي حاليا السلطات الامنية في 11 من المحافظات العراقية الـ 18 بينما يستعد لاستلام الامن في محافظتي بابل وواسط الجنوبيتين اواخر الشهر الحالي .