طلال سلامة من روما: لن تعترف ايطاليا، لا اليوم ولا مستقبلاً، بولادة دولة أوسيتيا الجنوبية ودولة أبخازيا الانفصاليتين اللتين هما امتداداً لنفوذ حكومة موسكو في جورجيا ومنطقة القوقاز بأكملها. هذا الموقف الرسمي لحكومة برلسكوني بلسان فرانكو فراتيني، وزير الخارجية. يذكر أن المؤتمر الدولي لرسم مستقبل منطقة القوقاز برمتها تم تأجيله الى إشعار آخر نظراً الى انعقاد القمة الأوروبية في منتصف الشهر القادم. ومن المنتظر عقد هذا المؤتمر بمدينة جنيف السويسرية. فاستقلال أوسيتيا الجنوبية ودولة أبخازيا، التي تعترف بهما حكومة موسكو بصورة أحادية الاتجاه ودون استشارة الجالية الدولية، لن يمر بسلام، كما يبدو.

صحيح أن الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي المعني بالسياسات الخارجية، خافيير سولانا، أكد استعداد الاتحاد الأوروبي لإرسال وفد من المراقبين المدنيين الى هاتين المحافظتين المستقلتين(أوسيتيا وأبخازيا) إلا أن الدول الأوروبية تتريث في إرسالهم مفضلة حالياً مراقبة كيفية تطور الأمور هناك. تشمل الخطة الأولية إرسال 200 من الخبراء العسكريين وأفراد الشرطة والمختصين في حقوق الإنسان. ويشترك في الفريق الأوروبي فرنسا وألمانيا وإيطاليا(ممثلة ب40 خبير)، وكان من المفترض إرسالهم اعتباراً من مطلع الشهر القادم إنما يبدو، وفق آخر الأخبار المتسربة من بروكسل، أن هذا الموعد سيمر بأكثر من تأخير. علاوة على ذلك، قرر الاتحاد الأوروبي تخصيص 500 مليون يورو لاعادة بناء ما تهدم في جورجيا.

يذكر أن ايطاليا هي ثاني أكبر دولة مساهمة، بين الدول الأوروبية، في مهمة إرسال مراقبين مدنيين الى جورجيا. بمعنى آخر، ستلعب ايطاليا دوراً طليعياً في مراقبة الوضع الأمني هناك. كما ثمة 19 دولة أوروبية عرضت المساهمة في تقوية فريق المراقبين المدنيين، تدريجياً، ومن المتوقع أن تعرض كل دولة من هذه الدول عدد الخبراء المرشحين للإرسال الى جورجيا مع جميع التفاصيل حول الوسائل والمركبات التي سيتم استعمالها.