طلال سلامة من روما: اتحد ماسيمو داليما، وزير الخارجية السابق، مع quot;بيار فرديناندو كازينيquot;، رئيس اتحاد الديموقراطيين المسيحيين، أخيراً، بعد شهور طويلة من الغزل السياسي، وذلك للوقوف في وجه اقتراح قانون حكومة برلسكوني المتعلق بالانتخابات الأوروبية، في العام القادم. هذا ويقتضي اقتراح القانون الذي بوشر مناقشته هذا الأسبوع بمنع وصول أي تمثيل حزبي إيطالي الى البرلمان الأوروبي في حال لم يحصل أي حزب كان على 5 في المئة على الأقل من أصوات المنتخبين. مما لا شك فيه أن الإقرار بهذا القانون، الذي أعده ائتلاف برلسكوني للانتقام من عدم انضمام كازيني الى صفوفه، سيؤذي العديد من الأحزاب اليسارية التي لن تستطيع دخول البرلمان الأوروبي طالما بقي برلسكوني في السلطة. لذلك، يسعى داليما وكازيني الى إنقاذ هذه الأحزاب الصغيرة، من جهة، وإبرام تحالفات سياسية جديدة، من جهة أخرى.

في الحقيقة، قد يدعم فالتر فلتروني، رئيس الحزب الديموقراطي اليساري، اقتراح القانون الجديد! يذكر أن القانون القديم كان ينص على وصول أي حزب هنا الى مقاعد البرلمان الأوروبي في حال الاستئثار ب3 في المئة فقط من أصوات الإيطاليين. لكن حكومة برلسكوني تريد رفع هذا السقف الى 5 في المئة لتعقيد الأمور على اليساريين. وكلما تراجع هذا السقف، تحت 5 في المئة، كلما تضعضع وضع حزب فلتروني لصالح الأحزاب اليسارية الصغرى. وهذا ما يريده داليما وكازيني سوية، اعتماداً على النموذج الانتخابي الألماني، لإنقاذ ما تبقى من الحزب الشيوعي والحزب الاشتراكي بحلته الجديدة.

من جانبه، ليست هناك نية لائتلاف برلسكوني في إشعال فتيلة التوترات ولذلك يعتقد المراقبون والمحللون السياسيون أن برلسكوني وفريقه التنفيذي سيتنازلان بعض الشيء، في مرحلة صياغة القانون الانتخابي الأوروبي الجديد، مما يعني تخفيض هذا السقف من 5 نزولاً الى 4 في المئة.