عبد الخالق همدرد من إسلام آباد: في نهاية المطاف كسبت باكستان قصب السبق بين الدول التي تواجه ظاهرة الهجماتالانتحارية إذ شهدت خسائر إنسانية أكثر من الجميع خلال الثمانية أشهر الماضيةمن السنة الحالية.

وتشير أرقام حرزتها أحد الأجهزة الخاصة للبلاد أن باكستان شهدت 28 هجوماانتحاريا بين غرة يناير عام 2008 إلى 31 أغسطس 2008 ، خلف 471 قتيلا و713جريحا، بمن فيهم عناصر القوى الأمنية والمدنيين الأبرياء. ورغم أن أفغانستانوالعراق شهدتا ارتفاعا في الهجمات الانتحارية في نفس المدة؛ إلا أن خسائرهما فيالأرواح كانت أقل مقارنة بباكستان. وتفيد المعطيات المتواجدة أن العراق تعرضتلـ 42 هجوما انتحاريا في الفترة المذكورة، ما أدى إلى مقتل 463 شخصا وإصابة 527آخر، بينما أسفر 36 هجوما في أفغانستان عن 436 قتيلا و394 جريحا.

ومن الجدير بالذكر أن العراق كان الأول في الهجمات الانتحارية العام الماضي2007 حيث شهد 150 هجوما، وتلاه أفغانستان بـ 100 هجوم ، والمرتبة الثالثة كانتمن نصيب باكستان بـ 56 هجوما فقط؛ بيد أن خسائر باكستان كانت أكثر.

هذا وقد توزع عدد 471 قتيلا بين المدنيين والقوات المسلحة والشرطة. وكان عددالمدنيين 312 قتيلا والشرطة 87 قتيلا والقوات المسلحة 72 قتيلا. ومعظم هؤلاءراحوا ضحية الهجمات الانتحارية بعد quot; عملية الصمتquot; ضد المسجد الأحمر بين 4- 10يوليو عام 2007م.

ويبدو أن عناصر القوات المسلحة الباكستانية أصبحوا أكبر هدف للانتحارية بعدعملية المسجد الأحمر الدامية التي أودت بحياة المئات بينهم عدد كبير من
الأبرياء. وتشير إحصائيات أحد الأجهزة المخابراتية أن أكثر من 500 عنصر منالقوات قتل، و850 جرح خلال العمليات الانتحارية منذ 13 أشهر الماضية يعني مابين10 يوليو 2007 إلى 31 أغسطس 2008.

وكان العام الماضي أكثر خسارة لقوى الأمن منذ تحالفه مع الولايات المتحدة فيحربها على الإرهاب إذ قتل خلاله أكثر من 1,100 عنصرا من القوى الأمنية في وقائعمختلفة في كافة الأقاليم الأربعة.

على صعيد آخر كانت بينظير بوتو رئيس حزب الشعب الباكستاني أكبر هدف للهجماتالانتحارية خلال عام 2007 إذ اغتيلت في 27 من شهر ديسمبر من ذلك العام، بينمااستهدف الـ 56 هجوما حدث ذلك العام القوى الأمنية. كما أن الهجوم على موكببينظير بوتو في 18 أكتوبر عام 2007 في كراتشي كان أكبر هجوم انتحاري في التاريخإذ أودى بحياة 140 شخصا، بينما سجل هجوم انتحاري في بغداد في 3 فبراير 2007
رقما قياسيا بقتل 133 شخصا.

على صعيد آخر تشير إحصائيات وزارة الداخلية أن باكستان شهدت عشرة أضعاف الهجماتالانتحارية خلال عام 2007 مقارنة بعام 2006؛ إلا أن الكثير يعتقدون أن العددالحقيقي قد يكون أكبر من ذلك بسبب تقليل الخسائر في الإحصائيات الرسمية إلى جانب احتمال الأخطاء في التقارير المرسلة من معظم المناطق المضطربة. وقد شهدتباكستان 56 هجوما انتحاريا عام 2007 قتل 558 عنصرا من القوات المسلحة إضافة إلىإصابة 230 آخر منهم.

ومن الجدير بالذكر أن باكستان تعرضت لـ 12 هجوما انتحاريا فقط بين 1 يناير 2007إلى 3 يوليو 2007. وكانت خسائرها 75 قتيلا فقط؛ إلا أن عملية المسجد الأحمر قدأصبحت المنعطف الجديد في ذلك النوع من الهجمات، حيث حدث 44 هجوما بين 4 يوليوعام 2007 و4 ديسمبر 2007 في معظم المدن الرئيسية وأدى إلى سقوط 567 قتيلا،معظمهم من عناصر القوات المسلحة والقوى الأمنية.

على صعيد آخر شهدت باكستان ارتفاعا بواقع 100% في الهجمات التي استهدفت القواتالمسلحة خلال عام 2007 إذ قتل 234 عنصرا منها في 465 هجوما إرهابيا، إضافة إلىمقتل 262 مدنيا، مقارنة بعام 2006 الذي شهد 224 هجوما يستهدف القوات المسلحةمؤديا إلى قتل 82 من عناصرها و159 شخصا من المدنيين.

كما أن عام 2007 شهد ارتفاعا بواقع 100 % في الانفجارات إذ راح خلاله 42 عنصرامن القوى الأمنية و164 مدنيا ضحية لـ 477 انفجارا، مقارنة بعام 2006 حيث قتل 10عناصر من القوى الأمنية و110 مدنيا في الهجمات الإرهابية.

وقد يكون العام الجاري أكثر خسائر ودما لباكستان جراء أسباب مختلفة إذ قد شهد مقتل 471 شخصا خلال الثمانية أشهر الماضية فقط، وللسنة بقية.