طوكيو: يستعد اعضاء الحزب الليبرالي الديمقراطي الياباني الحاكم لاختيار زعيم جديد للحزب يخلف زعيمه المنصرف رئيس الحكومة ياسو فوكودا. وسيصبح الفائز في هذه المنافسة ثالث رئيس للوزراء تشهده اليابان في السنتين الاخيرتين، ومن المتوقع ان يدعو المرشح الفائز فور الاعلان عن فوزه الى اجراء انتخابات عامة جديدة. ويتبارى خمسة مرشحين على زعامة الحزب، الا ان وزير الخارجية تارو آسو يعتبر الاوفر حظا بالفوز.

يذكر ان الليبراليين الديمقراطيين ما لبثوا يحكمون البلاد بشكل شبه متواصل منذ عام 1955. الا ان الحزب الديمقراطي المعارض حقق تقدما كبيرا في الانتخابات الاخيرة سيطر بفضله على مجلس الشيوخ الياباني.

وقد اجبر الجمود السياسي المتأتي عن ارتفاع شعبية المعارضة رئيس الوزراء السابق فوكودا الى الاستقالة بعد قضائه اقل من سنة واحدة في المنصب.

وكان فوكودا قد تقلد المنصب بعد استقالة سلفه شينزو آبي بشكل مفاجئ لاسباب صحية.

و ادت موجة الاستقالات التي شهدها الحزب الليبرالي الديمقراطي ادت بالنقاد الى اتهامه بالابتعاد عن هموم الناخبين وفقدان الاهلية للحكم. ويقول بعض المحللين إن الحزب على وشك فقدان قبضته على السلطة نظرا لانهيار شعبيته، وهو امر لم يكن احد يجرؤ على التنبؤ به في السنوات الخمسين الاخيرة.

ويقول مراسلنا إن اختيار تارو آسو زعيما للحزب امر مفروغ منه تقريبا.

وكان آسو قد تعهد امام جمع من مؤيديه في طوكيو باعادة الاستقرار الى الاقتصاد الياباني، إذ قال: quot;تواجه اميركا أزمة مالية، ويجب الا نسمح لهذه الازمة ان تغرقنا.quot;

وتعهد آسو البالغ من العمر 68 عاما بزيادة الانفاق العام من اجل تحفيز الاقتصاد خصوصا في المناطق الريفية التي يتمتع فيها الحزب الليبرالي الديمقراطي بتأييد واسع.

الا ان كاورو يوسانو وهو احد منافسي آسو على زعامة الحزب اتهمه بالمخاطرة بمصالح اليابان على المدى البعيد من خلال تبذير الاموال العامة.

كما يخشى عدد من قادة الحزب من ان يؤدي الانفاق الزائد الى عودة الحزب الليبرالي الديمقراطي الى سياسات التبذير التي كان ينتهجها في الماضي، التي كان يستخدم فيها المشاريع الحكومية المكلفة وسيلة لخلق فرص العمل مما ادى الى نفاد الاموال العامة.

الا ان الكثيرين ينظرون الى شخصية آسو، التي تتميز بالصراحة وعدم التكلف، على انها العلاج الناجع للشخصية المحافظة والمتكتمة التي تميز بها فوكودا. واذا ما وقع عليه اختيار اعضاء الحزب، سيصبح آسو اول مسيحي كاثوليكي يتبوأ منصب رئيس الحكومة في اليابان.

ومن المرشحين الآخرين يوريكو كويكي التي تسعى لأن تصبح اول سيدة تترأس حكومة في تاريخ البلاد.

اما المرشحان الآخران للمنصب، فهما وزير الدفاع الاسبق شيجيرو ايشيبا والاصلاحي الشاب نوبوتيرو ايشيهارا.

يذكر ان عدد المخولين بالتصويت من اعضاء الحزب يبلغ 527، منهم 386 من اعضاء مجلس النواب و141 من اعضاء القيادات المحلية للحزب. وتبدأ عملية التصويت في الساعة الخامسة من صباح الاثنين بتوقيت جرينتش.