هجرة معاكسة لعناصر التنظيمات المسلحة إلى أفغانستان
فرق عراقية خاصة إخترقت القاعدة وباشرت بضربها إستباقيًا
أسامة مهدي من لندن: أكد مسؤولون أمنيون عراقيون ان فرقًا أستخبارية خاصة قد اخترقت تنظيم القاعدة في بلدهم وبدأت بتوجيه ضربات استباقية لخلاياها المسلحة التي بدأت عناصرها هجرة عكسية الى خارج العراق خاصة إلى أفغانستان وتقلص عددها من 12 ألف إلى 1200... بينما إنتشر حوالى 15 ألف عسكري لحماية مئات الآلاف من الوافدين على مدينة النجف لأحياء ذكرى استشهاد الخليفة الرابع الإمام علي بن ابي طالب. فقد شرعت السلطات الأمنية العراقية بتنفيذ برنامج جديد يعتمد على توفير المعلومات الاستخباراتية عبر مجموعات معينة لتحديد اماكن البؤر الإرهابية والخلايا النائمة منها لضربها من خلال اجهزة أمنية خاصة. وتعد الخطة الجديدة من احدث الطرق التي تتبعها الحكومة لملاحقة الخارجين على القانون والعناصر الارهابية في بغداد والمحافظات وتعتبر ايضًا quot;ردًا سريعًاrdquo; لمواجهة بعض المحاولات الفاشلة التي قام بها تنظيم القاعدة في بعض المناطق.
وبدأ البرنامج الجديد في مناطق من مدينة الموصل الشمالية والعاصمة بغداد. ووفقًا لهؤلاء المسؤولين فإن هذا البرنامج الذي يعد الأول من نوعه يتصف بسرية ودقة عاليتين، إذ يتم الحصول على المعلومات والتأكد منها قبل ارسالها الى الاجهزة الامنية التي تقوم وحدها او بالتنسيق مع القوات المتعددة الجنسيات بمداهمة اوكار المسلحين دون اثارة الرعب او احداث خسائر بين المدنيين. وقد أكد رئيس الوزراء نوري المالكي في أكثر من مناسبة على اهمية الجهد الاستخباراتي في ملاحقة عناصر القاعدة.
وقال قائد عمليات فرض القانون في بغداد الفريق الأول الركن عبود قنبر إن الخلايا الارهابية تحولت الى عصابات للجريمة المنظمة بعد ما تكبدت خسائر جسيمة. وابلغ صحيفة quot;الصباحquot; المملوكة للدولة ان الخلايا الارهابية والعصابات الاجرامية المسلحة غيرت من خططها بعد ما ضلت قياداتها وفقدت مواقعها في معظم مناطق بغداد . وأضاف ان العمليات التي تنفذها هذه العصابات هنا وهناك تهدف للفت الانتباه بأنها ما زالت موجودة على الأرض. واوضح ان هذه العناصر بدأت تلجأ الى استخدام العبوات اللاصقة في السيارات أو تنفيذ عمليات الاغتيال بوساطة استخدام البنادق القناصة بعيدة المدى بعد ما عجزت عن مواجهة القوات الأمنية.
واشار الى ان الخلايا الارهابية بهذا التغيير اتجهت نحو أسلوب الجريمة المنظمة لتنفذ عمليات الاغتيال العشوائي لكي تعلن عن وجودها وتتسلم مبالغ مالية من جهات خارجية لقاء تعكير الأمن ومحاولة افشال خطط فرض القانون. وأكد قنبر ان المرحلة الحالية تقتضي زيادة العمل الاستخباراتي الدقيق وادامة الصلة والروابط مع المواطنين.
ويؤكد المسؤولون الامنيون العراقيون نجاحهم في اختراق تنظيم القاعدة الأمر الذي دفع عناصرها الى البدء بهجرة عكسية بعد ان فقد التنظيم حواضنه وذلك بعد شهرين من تشكيل وحدة لمكافحة الارهاب كجهاز امني متخصص لملاحقة التنظيمات الارهابية. وقال وكيل وزارة الداخلية الاقدم عدنان الاسدي ان تنظيم القاعدة بدأ يفقد حواضنه في العراق وان ثمة هجرة عكسية لمقاتلي تنظيم القاعدة الى افغانستان والدول التي وفدوا منها. واضاف انه كان لتنظيم القاعدة موطئ قدم وحواضن، اما الان فقد اغلقت هذه المخابئ والحواضن وسدت المنافذ حتى ان محافظة الانبار الغربية ابرز معاقله السابقة تحولت الى واحة امنة طاردة لمقاتلي ذلك التنظيم . واكد الاسدي ان القاعدة في العراق ستخرج بشكل كامل لانها quot;تضطر للخروجquot; وذلك لتطور القوى الامنية العراقية فضلاً عن امتلاكها اجهزة كشف متفجرات متطورة.
واوضح الاسدي ان عناصر اجهزة امنية متطورة ومتدربة بشكل كبير تمكنت من اختراق الجماعات الارهابية في تنظيم القاعدة بعد ان نجحت في ان تندس بين صفوفها وتمكنت من كشف بعض هذه المجاميع. وياتي ذلك بعد شهرين من تشكيل الحكومة العراقية جهاز مكافحة الإرهاب وتكليف ممثلين عن الأجهزة الأمنية بمراجعة مشروع القانون في ضوء الملاحظات التي قدمها الوزراء الامنيون فضلا عن تقديم مشروع قانون معدل الى مجلس النواب.
ومن جهته اشار الناطق باسم الحكومة علي الدباغ الى ان جهاز مكافحة الإرهاب هو أحد الإجهزة الأمنية المتخصصة للقيام بمهام عديدة منها التصدي بفعالية للعمليات الإرهابية التي تستهدف الدولة والمواطنين وممتلكاتهم وملاحقة المجاميع الإرهابية وكذلك إتخاذ جميع التدابير الملائمة للقضاء على الإرهاب . واضاف ان هذا الجهاز يقوم بوضع سياسة واستراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب وتطويرها كما يقوم بتنفيذ العمليات الطارئة والخطط الاستراتيجية فيما يتعلق بفعاليات مكافحة الإرهاب من خلال التعاون والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة اضافة الى وضع معايير لتصنيف وتحديد أسبقيات الأهداف الإرهابية من خلال التنسيق مع الأجهزة الإستخباراتية المتخصصة في تنفيذ خطط مكافحة الإرهاب.
وكانت صحيفة quot;واشنطن بوستquot; نقلت عن مسؤولين في اجهزة المخابرات الاميركية قولهم ان الكثير من قيادات تنظيم القاعدة غادر العراق الى افغانستان ما يعكس ضعفًا اصاب هذه المجموعات . واضافت ان بعض المسؤولين الاميركيين يعتقدون ان القاعدة ترسل مجنديها الجدد الى افغانستان حيث تحقق مكاسب ميدانية بدلاً من العراق حيث يتعرض انصارها لهجمات القوات الاميركية والعراقية. ونقلت الصحيفة عن خبير أميركي في مجال الاستخبارات قوله ان القاعدة في العراق تم اضعافها بشكل جدي خلال العام الماضي كما ان عدد المقاتلين الاجانب القادمين الى العراق تراجع بشكل كبير.
وقال أحد مسؤولي القاعدة في الفلوجة للصحيفة ان زعيم المجموعة ابو ايوب المصري ذهب الى افغانستان عبر ايران وهو ما لم تؤكده لا القوات متعددة الجنسيات في العراق ولا السلطات الامنية العراقية حتى الان. وتواصل القوات العراقية منذ اواخر تموز (يوليو) الماضي عملية quot;بشائر الخيرquot; لضرب معاقل دولة العراق الاسلامية احدى واجهات تنظيم القاعدة المنتشرة في محافظة ديالى شمال شرق بغداد فيما تواصل عمليات quot;ام الربيعينquot; التي بدات بمدينة الموصل الشمالية في العاشر من ايار (مايو) الماضي لدحر نحو 1200 ممن تبقى من مقاتلي القاعدة الذين كان عددهم يبلغ في العام الماضي أكثر من 12 ألفًا.
15 الف عسكري لحماية مئات الالاف من محيي ذكرى استشهاد الامام علي
الى ذلك نشرت القوات العراقية 15 الف عنصر امني في مدينة النجف (160 كم جنوب غرب بغداد) لحماية مئات الالاف من العراقيين الوافدين الى المدينة حيث يشاركون اليوم في احياء ذكرى استشهاد الامام علي بن ابي طالب .فقد انتشر 15 الف عنصر من الشرطة والجيش وحماية المنشات اليوم الاثنين في ارجاء محافظة النجف لتطبيق خطة امنية لمناسبة استشهاد الإمام علي.
وقد تم وضع ثلاثة اطواق امنية حول مدينة النجف حيث الطوق الاول من مسؤولية قيادة الشرطة وهو يختص بالمدينة القديمة ومحيط ضريح الامام علي .. اما الطوقان الثاني والثالث فقد وضعا تحت مسؤولية الشرطة والجيش العراقي. كما تمت اناطة مسؤولية الطرق الخارجية بقوات الشرطة والجيش والقوات متعددة الجنسية. أما الفضاءات والمناطق المفتوحة مثل مناطق البساتين وبحر النجف فهي من مسؤولية القوات متعددة الجنسية التي تقوم بتنفيذ طلعات جوية لتامين مدى امني جوي يحول دون اي استهداف للمدينة وزائريها بوساطة قذائف الهاون او الكاتيوشا . كما تم وضع المئات من كاميرات المراقبة في جميع أنحاء النجف.
وقد أعلنت الإدارة المدنية لمحافظة النجف الاشرف أن اليوم الاثنين عطلة رسمية لدوائر الدولة ومؤسساتها في المحافظة بهذه المناسبة. وقال محافظ النجف الاشرف اسعد سلطان أبو كلل في تصريح صحافي ان يوم السبت المقبل سيكون فيه دوام رسمي كتعويض عن عطلة اليوم. وكانت القوات الأمنية العراقية في النجف قد بدأت منذ الجمعة الماضي فرض إجراءات أمنية صارمة في النجف مع بداية توافد مئات الآلاف من الزوار على المحافظة . ولم تتضمن هذه الإجراءات فرضًا لحظر التجوال في النجف.
التعليقات