دمشق: وصف مستشار إعلامي سوري آفاق المفاوضات غير المباشرة السورية ـ الإسرائيلية بعد استقالة رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت وفوز تسبي ليفني بزعامة حزب كاديما بأنها quot;صعبة للغاية وغامضة ومجهولةquot;، واعتبر أن قضية السلام في الشرق الأوسط دخلت خطوات أعمق وأسوأ في نفق اللا سلام واللاحرب.

وعن احتمال تغير الموقف الإسرائيلي من السلام مع سورية بعد استلام ليفني الحكومة في إسرائيل قال المستشار السابق لوزير الإعلام السوري د. أحمد الحاج علي quot;لابد من الإشارة إلى القاعدة المستقرة وهي أن أي تغيرات في النظام السياسي الحاكم في إسرائيل لا تأتي بجديد ولا تحدث انكسارات أو انعطافات ذات معنى، فهناك عقلية واحدة وأسلوب واحد للقيادة السياسية سواء في الداخل الإسرائيلي أو في العلاقة بين الفلسطينيين أو في الموقف من مسألة السلام، وكثيراً ما تؤثر هذه الحالة سلباً على الوضع العربي حيث يتلون العرب بتلاوين الداخل الإسرائيليquot;.

وأضاف quot;لم يتهيأ الظرف الآن للعملية السلمية بشكل جدي، وما يجري من مباحثات غير مباشرة هو مجرد وساطة واستطلاعات، ما زالت تراوح المفاوضات عند العناوين والمسائل التنظيمية ليس أكثرquot;.

وتوقع حاج علي أن يكون من شأن التغيرات التي حدثت في حزب كاديما ومجيء ليفني للحكومة quot;تعقيد الأمور أكثرquot;، وأوضح أنه quot;معروف عن ليفني تشددها، وإن كان هذا التشدد يشمل على الشخصيات الإسرائيلية، ومعروف عنها أيضاً براغماتيتها، فهي ربما تنتظر ما سينتج عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وما سيحدث في الملف النووي الإيراني، ونرى أن المسألة دخلت خطوات أعمق وأسوأ في نفق اللا سلام واللاحرب والضياع وتصدير الادعاءات لحقائق السلام وعدم تقديم مسعى أو مجهود ملموس حقيقي يشير إلى عملية السلامquot; .

وقال quot;المنحى العام صعب للغاية وغامض ومجهول، وهو الأسوأ بالنسبة لخيارات السلام، ويحتاج إلى وضوح وعقلية متفتحة وشجاعة في اتخاذ القرارquot;.

وعن عدم طلب سورية وضع جدول زمني لمفاوضاتها مع إسرائيل، قال الحاج علي quot;هذه الفكرة مطروحة منذ زمن بعيد في المنهج السياسي السوري، فسورية تريد مباحثات مسقوفة وليست إلى ما لانهاية، فهي في الأصل آلية للوصول إلى قرارات وليست هدفاً بحد ذاتها، في حين أن هذه المباحثات من وجهة النظر الإسرائيلية هي قيمة بحد ذاتها وخيار لاستهلاك الوقت واللعب على المسارات والتلاعب بالحقائق المتصلة بمسألة السلام نفسهاquot;. وأضاف quot;بما أن سورية تريد أن تظهر على حقيقتنا بانجذابنا للسلام ودعمها لأي مجهود بهذا الصدد، لذلك جاءت فكرة المفاوضات المفتوحة وإنما بدون تغيير في الموقف وبدون مساومة وبدون تنازل عن أي ذرة من الحق أو الأرض في الجولان وغيرهquot;.

وتابع المستشار الإعلامي السوري السابق quot;إن سورية لن تترك للإسرائيليين الفرصة، ولن تقول أنه لا توجد فائدة وأن عليها الانزواء، فالعالم اليوم يعترف على من يتحرك ومن يشكل الساحة ومن يملك مقومات إقناع الرأي العام الدولي بهذا الموضوعquot;.

وحول الرعاية الأميركية للمباحثات واحتمال استبدالها بآخر أوروبي فيما لو كانت سياسة الإدارة الأميركية المقبلة غير ودودة تجاه دمشق، قال quot;سورية بالأساس تريد الولايات المتحدة راعياً ووسيطاً بالمعنيين، نظراً لأهمية واشنطن على الصعيد العالمي وقوة تأثيرها على إسرائيلquot;، ورأى أن التبدلات الداخلية الأميركية بصدد عملية السلام quot;هي تنوعات وليست انقلابات حقيقية، ولذلك لا يوجد فروقات كبيرة بين الجمهوريين والديمقراطيين بصدد عملية السلام وبصدد الرؤيا والموقف من الدول العربية وبالذات من سورية.

ورأى حاج علي أن إدارة واشنطن تعاني في الفترة الحالية من أزمات منها quot;المأزق الخانق في العراق، وحالة الصراع العربي ـ الإسرائيلي، وهزيمة إسرائيل أمام المقاومة في لبنان، والصحوة التي حدثت في أوروبا عموماً والرغبة بعدم التبعية المطلقة للولايات المتحدة، ثم المأزق الاقتصادي الأميركي الحاليquot;. وتابع quot;وعليه فإن الرغبة الأميركية ستكون من النوع الإلزامي الذي تفرضه الظروف، وستكون الولايات المتحدة أمام خيارين، إما أن تتحرك نحو السلام أو أن تتكاثر المآزق وتزداد درجة الاضطراب في المنطقة وفي الداخل الأميركي نفسهquot;.