شيكاجو: بعد اشهر من المشاحنات السياسية يلتقي مرشح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الاميركية جون مكين ومنافسه مرشح الحزب الديمقراطي باراك اوباما وجها لوجه يوم الجمعة في أولى ثلاث مناظرات يمكن أن تلعب دورا حاسما في سباق متقارب للوصول الى البيت الابيض.
ومن المنتظر أن تستقطب المواجهات التي تستغرق الواحدة منها 90 دقيقة مشاهدات تلفزيونية ضخمة وأن تعطي للناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد أول فرصة للمقارنة مباشرة بين المرشحين قبل الانتخابات الرئاسية التي تجري في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني.
والطبيعة التاريخية للحملة من حيث أن اوباما أول مرشح أسود لانتخابات الرئاسة من حزب كبير ومدى الحاح قضية الحرب في العراق الى جانب انهيار في بورصة وول ستريت كلها أمور تضفي مزيدا من الدراما على سلسلة من المناظرات ستطغى على كل الانشطة الاخرى للحملة في الاسابيع الثلاثة القادمة.
ومن المتوقع أن يزيد مشاهدو المناظرات عن المشاهدين الذين بلغ عددهم نحو 40 مليون مشاهد والذين شاهدوا كل مرشح وهو يدلي بخطاب قبوله ترشيح حزبه في المؤتميرن اللذين أقيما لترشيحهما.
ويقول ستيفن شير المتخصص في العلوم السياسية بكارلتون كوليدج في مينيسوتا quot;من الممكن أن تكون هذه لحظة حاسمة في هذه الحملة. تتاح للمرء فرص قليلة نسبيا لاعطاء انطباع يدوم.quot;
وتظهر استطلاعات للرأي أن الكثير من الناخبين ما زالوا لم يحسموا أمرهم بعد او قابلين للاقناع مع اقتراب السباق الى البيت الابيض من مرحلته الاخيرة.
ومر اوباما (47 عاما) سناتور ايلينوي للولاية الاولى الذي يعتبر جديدا نسبيا على الساحة الوطنية بوقت عصيب في تهدئة مخاوف الناخبين.
وقال الان شرودر من جامعة نورث ايسترن في بوسطن والذي أرخ للمناظرات الرئاسية quot;يبدو اوباما غير قادر على حسم الصفقة مع الناخبين وهذه هي أفضل وربما اخر فرصة لتهدئة الشكوك التي ما زالت تحيط به ايا كانت.quot;
وأضاف quot;الكثير من الناس الذين لم يحسموا أمرهم بعد في انتظار المناظرات ليبدأوا اتخاذ قراراتهم. سيكون هذا حين تصبح الامور جدية بالنسبة لعامة الجماهير ويصل المرشحان الى ذلك الجزء الاخير من الجماهير الذي لم يكن يعير انتباها.quot;
وتركز المناظرة الاولى التي تجرى يوم الجمعة بجامعة ميسيسيبي في اوكسفورد على السياسة الخارجية والامن القومي وهي احدى مناطق قوة مكين (72 عاما) أسير الحرب السابق في فيتنام الذي كان أحد أقوى المدافعين عن التدخل العسكري الاميركي في العراق.
وحاول مساعدو اوباما التحايل بشأن التوقعات بالنسبة لمكين حيث أشاروا الى أن هذا الموضوع يقع في نطاق مجالات قوة سناتور اريزونا لاربع دورات بمجلس الشيوخ والسياسي المحنك الذي خاض عالم السياسة في واشنطن منذ 26 عاما.
ويقول ديفيد اكسيلرود كبير واضعي الاستراتيجيات لاوباما quot;انها مناظرة تنطوي على تحد بالنسبة لنا. السناتور مكين دأب على اظهار خبرته الواسعة في السياسة الخارجية.quot;
وتبدأ المناظرات فيما يضع الكونجرس وادارة الرئيس جورج بوش تفاصيل خطة قيمتها 700 مليار دولار لانقاذ أسواق المال التي هيمنت على الحملة.
وأضاف اكسيلرود أن الطبيعة العالمية للازمة ستجعل من المرجح أن يكون هذا من موضوعات المناظرة الاولى على الرغم من التركيز على السياسة الخارجية وقال quot;سنكون مستعدين للحديث عنها.quot;
ويبدأ اوباما يوم الثلاثاء اقامة لمدة ثلاثة ايام في تامبا بفلوريدا للتحضير للمناظرة ومن المتوقع أن يقضي مكين بعض الوقت في الاستعداد للمناظرة هذا الاسبوع قبل التوجه الى ميسيسيبي.
وتجري مناظرة بين المرشحين لمنصبي نائب الرئيس السناتور الديمقراطي جو بايدن وحاكمة الاسكا الجمهورية سارة بالين في الثاني من اكتوبر تشرين الاول. وتجري المناظرة الرئاسية الثانية في السابع من اكتوبر فيما تعقد المناظرة الاخيرة في الخامس عشر من نفس الشهر وتركز على الاقتصاد.
ونادرا ما تكون المناظرات الرئاسية حاسمة لكنها من الممكن أن تحول اتجاهات الزخم او تغير رؤي الناخبين لمرشحيهم. وكان مرشح الحزب الديمقراطي ال جور متقدما على بوش في انتخابات عام 2000 الى أن أصبحت تنهداته المسموعة وتصريحاته المنطوية على أخطاء مشكلة.
وشبه كثير من المحللين مهمة المناظرات التي يضطلع بها اوباما بسباق عام 1980 حين تحدي الجمهوري رونالد ريجان الرئيس جيمي كارتر. فبعد أن خفف أداء قوي لريجان في المناظرة الوحيدة الشكوك المحيطة به حقق الفوز.
ويرى ديفيد شتاينبرج خبير الاتصالات السياسية ومدرب المناظرات بجامعة ميامي في فلوريدا أن quot;الناس يعتقدون بالفعل أن اوباما خطيب مفوه. والان عليه أن يثبت أنه أهل للرئاسة.quot;
وستكون الحملتان مستعدتين لانتقاد أي معلومات خاطئة او زلات على الفور خاصة اذا كانت تضاهي القصة القائمة الخاصة بالخصم في المناظرة.
وبالنسبة لاوباما يعني هذا أن أي تصريح يغذي الاعتقاد بأنه يفتقر الى الخبرة قد يصبح مثار قلق. وبالنسبة لمكين فان أي تصريح خاطيء سيعزز الاعتقاد بأنه لم يكن صادقا في الحملة كما أن نوبات من النسيان قد تذكر الناخبين بتقدمه في السن.
وفي عصر الشبكات التلفزيونية المدفوعة الاشتراك مقدما وتبث ارسالها على مدار 24 ساعة يوميا والبرامج الحوارية الاذاعية والبرامج الكوميدية التي تبث في وقت متأخر من الليل والدردشة السياسية على الانترنت فان الخط الدرامي الذي ستتمخض عنه المناظرة يمكن أن يصبح اكثر أهمية من أي تصريح يدلى به خلالها.
ومن الممكن لاشياء صغيرة أن تصنع قصصا كبيرة مثل تنهدات جور او نظرة الرئيس جورج بوش الاب في ساعته خلال مناظرة مع بيل كلينتون وروس بيروت عام 1992.
وقال شرودر quot;تلك اللحظات الصغيرة قد تحل محل المناظرة وتسيطر عليها وتصبح هي الحدث الاهم.quot;
التعليقات