طلال سلامة من روما: يبدي أومبرتو بوسي، رئيس حزب رابطة الشمال موقفه حيال شؤون تشغل فكر وهموم المجتمع الإيطالي حالياً، على رأسها انهيار شركة quot;أليتالياquot; الوطنية للطيران وإصلاحات العدالة والطاقة النووية. اليوم، يشغل بوسي منصب وزير الإصلاحات من دون حقيبة. على صعيد شركة quot;أليتالياquot; يقترب بوسي بموقفه من منهج برلسكوني الذي يوجه إصبع الاتهام، في فشل هذه الشركة التي تحتضن 20 ألف موظفاً، الى نقابات العمال. فالمفاوضات معهم جاءت في ظروف طارئة وكان على هذه النقابات مجاراة قرارات الحكومة. ان أي موت محتمل لشركة quot;أليتالياquot; سيفتح الأبواب على مصراعيها أمام quot;لوفتهانزاquot; الألمانية لاقتحام قطاع السياحة وما معه من مردود فلكي، في وقت تحتاج فيه خزينة الدولة للأموال من أجل مواجهة حالة اقتصادية خانقة.
في الوقت الحاضر، تزداد المواجهات التلفزيونية المباشرة بين السياسيين اليساريين واليمينيين. مع ذلك، لم يتحمل أحداً بعد، لا من حكومة برودي السابقة ولا من حكومة برلسكوني الحالية، مسؤولية هدر كميات هائلة من الأموال لإنقاذ أليتاليا. وباءت جميع هذه الاستثمارات بالفشل. أنا شخصياً أعتقد أن إغلاق ملف quot;أليتالياquot; نهائياً مقابل بناء شركة طيران وطنية أخرى quot;صحيةquot; هو الحل الأفضل.
على صعيد الإصلاحات في أنسجة العدالة، يتفادى بوسي التعليق. بيد أن تبني الإصلاحات الفيدرالية(التي تقودها رابطة الشمال) لن يقابلها إعطاء رابطة الشمال برلسكوني الضوء الأخضر للإصلاحات في أجهزة العدالة. فبرلسكوني دفع ثمن ائتلافه السياسي مع بوسي عن طريق الموافقة المسبقة على الإقرار بالإصلاحات الفيدرالية.
في ما يتعلق بالطاقة النووية، يدعم بوسي خطة برلسكوني في اعتناق الطاقة النووية قبل نهاية ولاية حكم برلسكوني الرابعة. فإيطاليا متعطشة للطاقة الكهربائية وثمة العديد من الشركات التي هاجرت الى الخارج بسبب التكلفة الحالية المرتفعة للطاقة الكهربائية. لذلك، فان النووي قد يجلب معه ثورة طاقوية حقيقة لناحية قطع التكلفة وتخفيض تعلق ايطاليا الكهربائي الدائم بالخارج.
التعليقات