إيلي الحاج من بيروت: اتفق رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس كتلة quot;المستقبلquot; النائب سعد الحريري على إزالة الصور والشعارات والأعلام الحزبية من شوارع quot;بيروت الإداريةquot;على أن تنزع من كل لبنان لاحقاً. ويكتسب هذا التطور أهميته من كون الصور والشعارات شكلت عناصر استفزاز في الأحياء والشوارع السنية- الشيعية المختلطة، وخصوصاً في الشوارع ذات الغالبية السنية التي تجتاح جدرانها وأعمدة الكهرباء فيها اللافتات والملصقات التي تمجّد قادة quot;حزب اللهquot; في لبنان وإيران وquot;شهداء المقاومةquot; لا سيما منهم القيادي عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق، فضلاً عن أعلام حركةquot;أمل الخضراء وصور رئيسها نبيه بري.

وكان الحريري زار بري في مقره في عين التينة بعد ظهر اليوم مدى ساعة ونصف، وصرح على الأثر أن اتفاقاً قد تم على quot;نزع كل الصور والملصقات والأعلام والشعارات من دون استثناء، في مهلة أقصاها ثلاثة أيام، بالتعاون مع وزارة الداخلية وبلدية بيروت، على أن تنطلق هذه الخطة بداية في بيروت الإدارية، لتشمل لبنان كله في أسرع وقت. كما اتفق على العمل لإحياء اللقاءات في بيروت خصوصا ولبنان عموما على مستوى اللجان الأهلية ولجان الأحياء والعائلات والمناطق بهدف التواصل والتكاتف والتعاون اعتبارا من الآنquot;.

وأضاف أن قرار نزع الصور والشعارات quot;هو نتيجة للقاء مع دولة الرئيس نبيه بري اليوم وزيارة وفد quot;حزب اللهquot; لقريطم أمس، وبناء على اجتماعات متعددة بين المعنيينquot;. وأوضح أن لا شروط يضعها على لقائه والأمين العام لquot;حزب اللهquot; السيد حسن نصر اللهquot;، لكن الموضوع الأمني ( المتعلق بمكان اللقاء وزمانه) يأتي في الدرجة الأولى و البحث فيه يحتاج إلى بعض الوقتquot;.

وكان موضوع نزع الصور والشعارات في بيروت قد وضع على نار حامية منذ أن عادت المشكلات الأمنية الى الساحة البيروتية اثر وقوع مواجهات بين شبان سنة وشيعة على خلفية الدعوة لاحياء ذكرى اخفاء الامام موسى الصدر أواخر شهر آب/ أغسطس الماضي.وتلاحقت الإشكالات إلى أن انفجرت الأمور في حادث بصرما في الكورة الذي أدى إلى مقتل اثنين من حزب quot;القوات اللبنانيةquot; وquot;تيار المردةquot; لخلاف على تعليق صور ، ايضا على خلفية تعليق صور في مناسبة احياء ذكرى quot;شهداء القوات اللبنانيةquot;، مما أثار خشية أن تشهد بيروت حوادث أضخم للاسباب نفسها .

وبعد اتفاق أولي على نزع الصور والشعارات منذ أسبوعين بين ممثلي quot; تيارالمستقبلquot; والحركة والحزب الشيعيين، في حضور ممثلين للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، تعرقل التنفيذ لإصرار quot;تيار المستقبلquot; على أن تشمل العملية طريق quot;مطار الرئيس رفيق الحريري الدوليquot;، حيث تكثر اللافتات والصور الخاصة بالإمام الخميني والإمام خامنئي والسيد نصرالله وعماد مغنية وشعارات الحزب وquot;المقاومة الاسلاميةquot;، وقال ممثلو quot;المستقبلquot; ان طريق المطار هي واجهة لبنان، ولا يجوز أن تطالع الواصلين إلى لبنان صور قادة أي بلد آخر.

في المقابل أصر تحالف quot;حزب اللهquot; وحركةquot;أملquot; على صيغة بدء العمل بإزالة الصور والشعارات في بيروت الإدارية التي لا تشمل طريق المطار الواقعية إداريا في الضاحية الجنوبية لبيروت ، على أن تشمل العملية كل المناطق اللبنانية لاحقاً. وهذا ما اتفق عليهمع الحريري في نهاية الأمر.

وفضلاً عن موضوع الصور يطالب quot;حزب اللهquot; بأن تكون بيروت مدينة منزوعة السلاح، وهذا يعني وفقا لمراقبين بقاء السلاح في الضاحية رغم أنها باتت تشكل جزءاً من المدينة. فتكون النتيجة كما سيحصل في موضوع الصور، فتنزع صور الرئيس الحريري من بيروت وتبقى صور الخميني وخلفائه على مدخلها.