طلال سلامة من روما: تتكاثف الاتصالات والرسائل، في المدة الأخيرة، بين فالتر فلتروني،رئيس الحزب الديموقراطي اليساري، وquot;بيار فرديناندو كازيني، الذي يقود حزب اتحاد الديموقراطيين المسيحيين الذي انفصل عن ائتلاف برلسكوني قبل خوض الانتخابات السياسية الأخيرة. في الواقع، لم يُعرف بعد من خان الآخر؟ كازيني أم برلسكوني. فانفصال كازيني حدث عندما رفض إلغاء شعار حزبه أثناء الانتخابات نزولاً لرغبة برلسكوني الذي أراد أن يقود كازيني الانتخابات تحت سقف حزب quot;قوة ايطالياquot;. بيد أن المراقبين لا يعزون الأسباب الحقيقية لهذا الانفصال الى مجرد خلاف عنيد على شعار حزبي. فالعديد من المسؤولين رفيعي المستوى في حزب كازيني ثاروا بشراسة في وجه برلسكوني، خلال توليه حكم ايطاليا للمرة الثالثة، بين العامين 2002 و2006.

ويبدو أن القانون الذي فرضه الوزير الحالي دون حقيبة quot;روبيرتو كالديروليquot; من رابطة الشمال، الموكل بتبسيط القوانين الإيطالية الآن، على حكومة برلسكوني السابقة هو الجدار الرئيسي الذي يعيق تحركات الوسط اليساري في الانتخابات الأوروبية القادمة، في العام 2009. ويكمن هدف فلتروني في تأسيس حضارة سياسية ونوعية عالية للحياة الديموقراطية بإيطاليا. لذلك، يميل فلتروني الى كازيني أكثر مقارنة بآخرين، كما ماسيمو داليما وغيره، الذين ينتظرون بفارغ الصبر ظهور علامات الضعف الأولى على وجه فلتروني للانقضاض عليه وإطاحته من رئاسة حزبه.

علاوة على ذلك، يستغل فلتروني الفرصة لمهاجمة برلسكوني وحزبه مجدداً. فرفع السقف من 3 الى 5 في المئة(عدد المصوتين لحزب ما) كي يتمكن أي تمثيل سياسي إيطالي من الوصول الى البرلمان الأوروبي يعكس رغبة برلسكوني وفريقه، المؤلف من قوة ايطاليا ورابطة الشمال والاتحاد الوطني، في الهيمنة على هذا التمثيل في بروكسل على حساب أحزاب يسارية جرى الغدر بها أثناء الانتخابات الأخيرة وعلى رأسها الحزب الشيوعي. ويلاحظ المراقبون أن القوى المعارضة تريد التوصل الى توازن سياسي في بروكسل مختلف تماماً عن وضع اليسار الكارثي هنا. وإلا فان فلتروني يعتبر أي فوز ثان لبرلسكوني في البرلمان الأوروبي مناورة لقهر الديموقراطية. مما يبعد الإيطاليين أكثر عن السياسة ومؤسساتها. هكذا، يتوسع الشرخ مع السياسيين بصورة عميقة ومقلقة.