صنعاء: يقول أعضاء الجالية اليهودية في محافظة عمران، شمال اليمن، أنهم يخشون التعرض لاعتداءات على يد مسلمين متطرفين بعد حادثة إطلاق النار على المعلم اليهودي ماشا يعيش يوسف نهاري التي أردته قتيلاً في مديرية ريدة يوم 11 ديسمبر/كانون الأول.

وقال أحد قادة الجالية اليهودية في محافظة عمران فضل عدم الكشف عن هويته: quot;نحن نعيش في خوف شديد ونخشى على حياتنا. فبعض المسلمين يسيئون معاملتنا ويطلبون منا اعتناق الإسلام أو ترك المنطقةquot;.

وقالان أكثر من 250 يهودياً بمديرية ريدة لا يستطيعون الآن ممارسة حياتهم الطبيعية والكثير منهم توقفوا عن العمل بعد تلقيهم تهديدات بالقتل. ويعمل العديد من اليهود في النجارة وصياغة الفضة.

وتساءل قائلاً: quot;نحن لا نغادر منازلنا وأصبحت حياتنا مضطربة وغير آمنة ... فكيف يمكننا العيش بهذه الطريقة؟quot;

وأضاف أن اليهود يطالبون بنقلهم من محافظة عمران إلى مناطق آمنة مثل صنعاء وإب وتعز quot;فالناس هناك متعلمون ولا يحمل الرجال الأسلحةquot;. ولكنه قال أنهم لا يرغبون بالانتقال بسرعة لأنهم يخشون أن يفقدوا ممتلكاتهم كما حدث ليهود صعدة عام 2007.

وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قد التقى بزعماء الجالية اليهودية في 19 سبتمبر/أيلول، واقترح نقل اليهود من عمران إلى صنعاء ومنح قطعة صغيرة من الأرض في المدينة لكل أسرة منهم.

ولكن قائد الجالية اليهودية قال: quot;كيف يمكننا ترك منازلنا وأعمالنا وأرضنا والرحيل إلى صنعاء؟ لم يكن هناك أي حديث عن مساعدات مالية ... لقد طلبوا منا بيع ممتلكاتنا والذهاب للعيش في صنعاءquot;.

الخوف

وبعد أربعة أيام من مقتل نهاري، تم إلقاء قنبلة يدوية على منزل يهودي آخر في ريدة، مما أثار المزيد من المخاوف. ولم تتمكن السلطات من التعرف على الفعلة.

وفي 20 ديسمبر/كانون الأول، اعترف عبد العزيز العبدي، 39 عاماً، وهو طيار سابق في سلاح الجو اليمني بقتل المعلم اليهودي quot;للتقرب من اللهquot;.

وقال العبدي أنه خيّر اليهود قبل شهر بين اعتناق الإسلام وترك المنطقة وأنه أخبر السلطات قبل ستة أشهر بنيته ارتكاب جريمة قتل إذا لم تقم السلطات بترحيل اليهود. وأضاف قائلاً: quot;يسبب اليهود المشاكل ويثيرون القلق في البلاد ولهم علاقات ببريطانيا وتل أبيبquot;.

وقال أقارب العبدي أنه يعاني من اضطرابات نفسية وأنه قد سبق له أن قتل زوجته قبل بضعة سنوات، مما جعل أقارب نهاري يتساءلون كيف يسمح لشخص بمثل حالته بحمل الأسلحة.

وقالت ملكة وهي أخت الضحية إن الذهاب إلى المحكمة دون حماية يشكل خطراً على حياتهم لأن أقارب العبدي quot;يحملون السلاحquot; كذلك.

وأوضحت قائلة: quot;كان علينا سلك طرق جانبية للوصول إلى المحكمة. فقد هددتنا أسرة العبدي وقالت لنا أنها لن تترك أي يهودي يعيش بأمان وأنها ستخطف النساء اليهوديات كذلك. وفي حال تم إعدام قريبهم فسوف يقتلون 20 يهودياًquot;.

وفقاً لها، كان نهاري يعيل أسرة تضم تسعة أطفال.

وتعيش الأقلية اليهودية منذ قرون في محافظة عمران ولكن الآلاف منهم انتقلوا إلى إسرائيل في عام 1948 وفي الأعوام التي تلتها.

ويسكن اليوم في محافظة عمران ما يقرب من 270 يهودياً، جميعهم في مديرية ريدة، التي تشتهر بأسواق الأسلحة وحيث يعتبر اقتناء وحمل الأسلحة أمراً شائعاً.

وفي عام 2007، تلقى العديد من اليهود في محافظة صعدة شمال اليمن تهديدات بالقتل من قبل المتمردين الشيعة وتم نقلهم على إثر ذلك إلى مدينة صعدة.

المصدر: شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)