القاهرة تناقش مع ساركوزي ووفد quot;حماسquot; إقرار quot;ممرات آمنةquot;
نشاط دبلوماسي محموم في مصر سعيًا لوقف إطلاق النار بغزة

نبيل شرف الدين من القاهرة: ثمة معركة سياسية ودبلوماسية تجري في مصر هذه الأيام، على خلفية الوضع المتفجر الآن في قطاع غزة، فبينما يستهل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي زيارته العاجلة للمنطقة بزيارة منتجع شرم الشيخ المصري حيث يجتمع بنظيره المصري حسني مبارك، في وقت استقبل فيه الأخير وفدًا وزاريًا أوروبيًا رفيع المستوى، بينما تترقب القاهرة زيارة وفد من قادة حركة quot;حماسquot; الفلسطينية، لمناقشتهم في ترتيبات واقتراحات ذات صلة بالعمليات العسكرية المحتدمة في غزة .

وبينما اكتفى مصدر دبلوماسي مصري بالقول إن هذه التحركات تأتي في إطار جهود سياسية تهدف لوضع حد لنزيف الدم الفلسطيني، لافتًا إلى أن زيارة ساركوزي تكتسب أهمية إضافية في ضوء تولي بلاده لرئاسة مجلس الأمن خلال الشهر الجاري فضلاً عن مساعيها منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلي للوصول إلى quot;هدنة إنسانيةquot; على الأقل لتخفيف المعاناة التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة .

أما في سياق مهمة وفد حركة quot;حماسquot; في القاهرة فقد تحدث دبلوماسي فلسطيني في القاهرة عما وصفه بمبادرة عاجلة تستهدف التوصل إلى quot;هدنة إنسانيةquot; على الأقل لتخفيف المعاناة التي يتعرض لها أبناء غزة، من خلال فتح quot;ممرات آمنةquot; للمدنيين والجرحى، لافتًا إلى ضرورة التنسيق مع حماس في هذا المضمار، وبادر وزير الخارجية المصري إلى توجيه رسائل عاجلة لسكرتير عام الأمم المتحدة بان كي مون ورئيس مجلس الأمن ووزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن تتعلق بالوضع الإنساني في غزة وتضمنت مبادرة مصرية محددة لإقامة quot;ممرات آمنةquot; داخل قطاع غزة لإيصال الغذاء والدواء للسكان هناك إلى حين توقف العمليات العسكرية في ضوء الوضع الإنساني الهش أصلاً في غزة والذي تفاقم بشدة من جراء الهجوم البري الإسرائيلي .

الدور الأوروبي

وقال وزير الخارجية المصري إن الرئيس مبارك، أكد خلال مقابلته لوفد الترويكا الأوروبية إلتزام مصر بالسعي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة ورفع المعاناة عن الفلسطينيين والتحرك بإتجاه مجلس الأمن الدولي لإتخاذ قرار سريع بوقف إطلاق النار في القطاع . وقال أبو الغيط عقب الاجتماع مع وفد الترويكا الأوروبية بمنتجع شرم الشيخ إن المباحثات تركزت على الوضع في غزة وكيفية التوصل لوقف فورى لإطلاق النار وفتح المعابر، كما تناولت موقف مجلس الامن وضرورة تحركه بشكل عاجل .

ومضى أبوالغيط قائلاً إن زيارة وفد الترويكا الأوروبية الحالية لمصر تهدف الى الاستماع الى وجهة النظر المصرية حول كيفية إنهاء الاقتتال والعمليات الإسرائيلية في قطاع غزة وكيفية التوصل الى وقف لإطلاق النار مع مراعاة الجانب الانساني للوضع المأسوي الراهن في غزة. وقال أبوالغيط: quot;تناقشنا حول تطورات الوضع في غزة وتوصلنا إلى بعض الرؤى لكن الأمر لم يحسم بعدquot;، مشيرًا إلى أن هناك تعقيدات في الموقف خاصة ما يتعلق بانعقاد جلسة مجلس الأمن الدولي وإتخاذ قرار حاسم بشأن هذه القضية .

وتأتي زيارة الوفد الأوروبي بعد ساعات من إستدعاء الخارجية المصرية سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وأعربت لهم عن استياء مصر من عدم قيام المجلس باعتماد قرار ملزم بوقف العدوان الإسرائيلي مطالبة إياهم بضرورة التعامل بالجدية الواجبة مع الوضع الحالي والاضطلاع بمسؤولياتهم بموجب ميثاق الأمم المتحدة لاستصدار قرار يلزم إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية فورًا. وأضاف أبوالغيط أن العملية العسكرية الإسرائيلية لن تحقق الهدف المعلن وهو تدمير الفصائل المقاتلة في غزة، بل ستحقق فقط المزيد من القتل والدمار دون جدوىquot;، على حد تعبيره .

من جانبه صرح كارل شوارزينبرغ وزير خارجية التشيك، الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي، بأن مهمته الحالية بالمنطقة تتمثل في السعي لرفع المعاناة عن الفلسطينيين وتقديم المعونات الانسانية لهم، مشيرًا إلى أن تقديم هذا يتطلب أن يقوم الوفد بزيارات ميدانية للأراضي الفلسطينية .

من جانبه، أكد خافيير سولانا الممثل الاعلى للسياسة الخارجية والأمنية المشتركة للاتحاد الأوروبي أنه يسعى إلى تحقيق وقف سريع لإطلاق النار، وأنه كلما تحقق ذلك في وقت مبكر سيكون أفضل، مشيرًا إلى استعداد الاتحاد الأوروبي للعودة إلى معبر رفح كمراقب بالمعبر، وبمجرد التوصل الى وقف لإطلاق النار سيكون الاتحاد الأوروبي مستعدًا للتعاون بشكل بناء، كما أكد المسؤول الأوروبي أيضاً ضرورة وجود ضمانات لوقف إطلاق النار من الجانبين.