كامل الشيرازي من الجزائر: أعلن الأمن الجزائري، عن تفكيكه نواة أخطر مجموعة موالية للقاعدة، ظلّ أعضاؤها يخططون لتنفيذ هجمات وإختطافات، كما جرى تحييد 3 إنتحاريين مفترضين بمنطقة القبائل ويعدّ الإحراز الثاني من نوعه في فترة قصيرة، بعدما لقي انتحاريان مفترضان مصرعهما غرب البلاد.

واستنادا إلى ما أوردته مراجع إعلامية محلية، فإنّ الأمر يتعلق بسرية كانت تنشط في محيط العاصمة الجزائرية، وتمّ في سرية تامة ترصدّ تحركات عناصرها، إلى غاية تنفيذ القوى الأمنية لعملية نوعية مكنّتها من إيقاف 11 مسلحا لم يكونوا مصنفين في خانة quot;المطلوبينquot;. وبحسب تحريات، فان الموقوفين كانوا بصدد التحضير لاعتداءات تطال مرافق حكومية ومقار أمنية، كما سعوا إلى تنفيذ اختطافات تطال الرعايا الأجانب العاملين في الجزائر، بينهم فرنسيون وألمان يعملون في ورشة مختصة بإنجاز مشروع quot;مترو الأنفاقquot;.

ويعدّ الإحراز مهم جدا في منظور خبراء الشأن الأمني، خصوصا مع نجاح متزامن في تحييد ثلاثة انتحاريين مفترضين بضاحية تادمايت التابعة لولاية تيزي وزو (110 كلم شرق العاصمة)، في انتظار نجاح مساعي البحث عن سبعة آخرين لا زالوا في حالة فرار.

في سياق متصل، علمت quot;إيلافquot; من مصادر مطلعة، أنّ القوات المشتركة تفرض حصارا مشددا على مئتي متشدد من مقاتلي تنظيم (قاعدة الجهاد في بلاد المغرب الإسلامي)، ويتواجد بين هؤلاء قيادات بارزة كأميرها quot;عبد الملك دروكدالquot; وزعامات في quot;مجلس الأعيانquot; أعلى هيئة في هرم التنظيم الدموي، إضافة إلى قيادي فيquot;الجماعة الليبية المقاتلةquot;.

وكشفت مراجع جزائرية، قبل أيام، أنّ ما لا يقلّ عن مئتي مسلح لا زالوا ينشطون في صفوف جيوب التمرّد، واستنادا إلى ما ذكرته بيانات أمنية، فإنّ عموم المتمردين يتمركزن خصوصا في منطقة القبائل الكبرى وأجزاء من منطقتي الشرق والصحراء الكبرى، وغالبيتهم محسوبين على تنظيمي (قاعدة الجهاد في بلاد المغرب الإسلامي) و(جماعة حماة الدعوة السلفية)، بعدما جرى القضاء على النواة الصلبة في أقدم تنظيم دموي في البلاد (الجماعة الإسلامية المسلحة) بشكل كامل.

وأكدت كشوفات أمنية، أنّ سنة 2008 شهدت تفكيك 40 شبكة من مجموعات الدعم والإسناد للإرهاب علما أنّه برسم العملية نفسها جرى إيقاف ثلاثمائة شخص ظلوا على صلة بتلك الشبكات، كما شهد العام ذاته استسلام 30 مسلحا، بينما لقي 25 آخرين مصرعهم في عمليات متفرقة بمنطقتي بومرداس وتيزي وزو (شرقي الجزائر العاصمة)، مع الإشارة أنّ تقريرا إخباريا حديثا، ذكر أنّ الأمن الجزائري قام بتحييد 185 مسلحا خلال العام الفارط، بينهم عشرة أمراء و17 من كبار رؤوس الإرهاب، بينهم quot;حارك زهيرquot; المكنّى quot;أبو حيدرquot; (32 سنة)، بجانب أمراء مناطق محورية للقاعدة كالصحراء quot;أبو الدرداءquot; والقبائل quot;لمين شعيبquot; والوسط quot;حلوان عمرانquot; والشرق quot;العتروسquot;، ناهيك عن quot;أبي ترابquot; أمير كتيبة quot;الفاروقquot;، ومساعده quot;أسامة أبو إسحاقquot; مسؤول تجهيز السيارات المفخخة وتفجيرها عن بعد، إضافة إلى مصرع أمير القاعدة الجهوي quot;صغير مرادquot; المكنّى (البومبي)، فضلا عن quot;حران محمدquot; المدعو quot;أبو ليث القعقاعquot; وشقيقه quot;حران عبد الجليلquot; المكنّى quot;أبو البرّاءquot;.

كما اشارت إحصائية غير رسمية جرى إعدادها على ما تمّ تسجيله خلال السنة الماضية، إلى مصرع 281 شخص على الأقل في أعمال العنف التي نشبت في الجزائر على مدار العام الماضي، ما اكد أنّ سنة 2008 لم تكن أقلّ احتقانا عن سابقاتها، على نحو جعل منها إحدى أكثر السنوات quot;دمويةquot; منذ إقرار خطتي الوئام والعفو العام في الجزائر.

وتذهب إحصائيات رسمية إلى أنّ 112 مسلحا قتلوا العام المنقضي، غالبيتهم ينتمون إلى ما يسمى (قاعدة بلاد المغرب الإسلامي) ثم تنظيم (حماة الدعوة السلفية)، كما أدت مختلف الهجمات والكمائن التي نصبها متمردون إلى مصرع 69 من أعوان القوى الأمنية (شرطة، درك، حرس بلدي، جمارك، وكذا الجيش) وقضى هؤلاء خصوصا في التفجيرات الانتحارية التي استهدفت مراكز أمنية وثكنات للجيش في الفترة ما بين الثاني يناير/كانون الأول و28 سبتمبر/أيلول المنقضي، بينما أدت الاعتداءات الإرهابية إلى مقتل نحو مائة مدني، بينهم 70 لقوا حتفهم خلال سلسلة التفجيرات التي مست مثلث الموت خلال شهر أغسطس/آب الماضي، حيث كان الشهر الأكثر دموية خلال السنة المذكورة.

وفي غياب أي بيانات رسمية، يُجهل عدد المسلحين الذين لا زالوا ينشطون في الجزائر، علما أنّ السلطات قدرتهم قبل سنوات بما بين أربعمائة وستمائة مقاتل، لكن الضربات الموجعة التي تلقتها المجموعات المسلحة قد تكون أدت إلى تناقص أعداد هؤلاء بشكل ملحوظ، رغم ما يتردد عن تمكن القاعدة من التغرير بعشرات المجندين الجدد واستنجادها بعدد غير معروف من المقاتلين الأجانب ومن يُطلق عليهم quot;عناصر جهاديةquot; من دول الساحل كمالي والنيجر والتشاد، بينما كلّل الحراك الميداني بإيقاف 60 شخصا ظلوا ينشطون في مجموعات داعمة لفرق الموت، مثلما توصلت القوى الأمنية إلى إحباط 13 هجوما انتحاريا، ومثلت هذه الاحرازات إحباطا لخطة القاعدة التوسع خارج معاقلها التقليدية.