لندن: يبدأ اليوم البث التليفزيوني للقناة الفضائية الجديدة التي تطلقها بي بي سي باللغة الفارسية. وحسب ما صرح نايجل تشابمان، مدير الخدمة العالمية من بي بي سي، فإن اطلاق الخدمة الفارسية التليفزيونية من بي بي سي quot;يعني نقل الخدمة الصحيحة في المجال الإعلامي الصحيح إلى كل مكان في العالمquot;.
تبلغ الميزانية السنوية للقناة الفضائية الفارسية في تليفزيون بي بي سي العالمي 15 مليون جنيه استرليني (حوالي 22 مليون دولار)، تقدمها الحكومة البريطانية. وستبث الخدمة الجديدة لمدة 8 ساعات يوميا، ويعمل فيها 150 موظفا. ويقع مقر القناة الجديدة في وسط لندن، في المباني التي تضم الاستديوهات والمكاتب والتي لم ينته بناء قسم كبير منها حتى الآن لكي تصبح المقر الدائم لخدمات بي بي سي الاعلامية العالمية بديلا عن المقر التاريخي الذي ظل لعقود يعمل من quot;بوش هاوسquot;.
وتعتزم الخدمة الجديدة تقديم برامج منوعات وبرامج اجتماعية إضافة إلى الأخبار. وتتوجه الخدمة التليفزيونية الجديدة إلى نحو 100 مليون شخص يتحدثون الفارسية في العالم إلا أنها ستركز اساسا على إيران. وقال شابمان إن الهدف الأساسي لتليفزيون بي بي سي الفارسي سيتركز في جذب نحو سبعة ملايين مشاهد في ايران وأفغانستان وطاجكستان.
شكوك طهران
وستعتمد الخدمة الفارسية التليفزيونية على مصادر بي بي سي حول العالم. وسيكون لها مراسلون يعملون من مكاتب رئيسية في بيروت وكابل والقدس وواشنطن. إلا أنها لن تخصص مراسلا في طهران بعد أن رفضت السلطات الإيرانية طلبا بهذا الخصوص. وقد أدان المسؤولون الإيرانيون بالفعل القناة الجديدة، ووصفوها بأنها ستكون quot;أداة للتجسس والحرب النفسيةquot;، وحذروا الإيرانيين من التورط مع quot;قناة لنشر الأكاذيبquot;.
ويقول مسؤولون في بي بي سي إن القناة الجديدة لا تعتزم الهجوم على الحكومة الايرانية من أجل الهجوم. غير أن مجرد حصول القناة الجديدة على تمويل من الخارجية البريطانية قد يثير الشكوك، ليس فقط لدى المسؤولين الايرانيين بل لدى المواطنين الايرانيين العاديين أيضا.
وقالت بي بي سي إنها ستحافظ على تقاليدها المهنية التي تتعلق بالالتزام بالموضوعية والدقة والحيادية في تغطياتها الاخبارية والبرامجية، إلا أن عددا من المحللين الإعلاميين ينظرون إلى القناة الجديدة على أنها محاولة من جانب الحكومة البريطانية لتحسين صورتها في ايران.
لكن بي بي سي تقول إنها لن تتمكن من التواجد على الساحة الاعلامية الايرانية إلا من خلال قناة تليفزيونية مع تنامي المحطات التي تستقبل عبر الاقمار الاصطناعية في ايران رغم الحظر المفروض رسميا.
انتقادات
وكانت بي بي سي قد قدمت تبريرا مشابها عند اطلاق قناتها التليفزيونية العربية العام الماضي. وتعرضت القناة العربية لبعض الانتقادات التي رأت أن بي بي سي تأخرت كثيرا في اقتحام ساحة الاعلام التليفزيوني العربي الفضائي بعد أن كان قنوات عديدة قد رسخت نفسها في تلك الساحة وتكاثرت خلال الخمسة عشر عاما الأخيرة.
وقد حققت كل من قناة الجزيرة الفضائية وقناة العربية سمعة جيدة في الشرق الأوسط. ولكن سوق الاعلام التليفزيوني في ايران ليس متطورا على هذا النحو رغم أن طهران أطلقت عددا من القنوات التليفزيونية الفضائية التي تقدم الأخبار والبرامج، حققت تقدما كبيرا من الناحية المهنية.
إلا أن المحللين يرون أن القناة التليفزيونية الجديدة بالفارسية يمكنها أن تحقق نجاحا يفوق ما حققته زميلتها باللغة العربية، ذلك أن خدمة تقديم الأخبار من بي بي سي لاتزال تتمتع بسمعة جيدة في ايران، كما أن القناة الجديدة ستواجه منافسة أقل من جانب المحطات الناطقة بالفارسية على العكس من بي بي سي العربية.
خشية ايرانية
وتأمل القناة الجديدة أن تتمكن من التخاطب مع مشاهديها في ايران عبر رسائل البريد الالكتروني والاتصالات الهاتفية أو من خلال ارسال أشرطة يقومون بتصويرها بأنفسهم في إيران. لكنها تتخذ منحى حذرا وتنصح مشاهديها في ايران بالابتعاد عما يمكن أن يسبب لهم مشاكل مع السلطات. وتتمثل خشية السلطات الايرانية من تقديم أخبار محايدة للايرانيين من بي بي سي في حظر استقبال موقع بي بي سي باللغة الفارسية على شبكة الانترنت.
إلا أن حجب استقبال ارسال القناة التليفزيونية الجديدة كما حاولت ايران مع محطات إذاعية وقنوات تليفزيونية فضائية أخرى قد لا يؤتي ثماره هذه المرة.
وفي الوقت الحالي تترقب بي بي سي والسلطات الايرانية على السواء، كيف سيكون استقبال القناة الجديدة التي ستبث من لندن.
وتأمل بي بي سي في أن تكون طهران أكثر انفتاحا وترحيبا بالقناة الجديدة. وتأمل السلطات الايرانية من جانبها ألا تجذب القناة الجديدة من بي بي سي جمهورا ايرانيا كبيرا يفضل في الوقت الحالي الاتجاه إلى قنوات فضائية تعرض الأفلام الأميركية والأغاني والموسيقى الغربية والأزياء.
التعليقات