طلال سلامة من روما: يتساءل المراقبون والمحللون في روما حول خطوات وزير الداخلية روبرتو ماروني القادمة. فوزير الداخلية الحالي، المنتمي الى رابطة الشمال، لم يستسلم بعد الى دوامة اليأس والإحباط في ضوء الشكوك حول فعالية تسيير دوريات مشتركة، يشترك فيها خفر السواحل الإيطالي وشرطة مراقبة الحدود الليبية.

صحيح أن ليبيا أبدت استعدادها للمساهمة في عملية ضبط الحدود البحرية، التي لا حدود لها، إنما هو من المبكر رصد مدى تفاعل حكومة طرابلس الغرب والمهاجرين غير الشرعيين ومن يقودهم مع حكومة روما. فمعسكر الاحتجاز بجزيرة لامبيدوزا، التابعة لجزيرة صقلية، عاد لينفجر من جراء تدفق مئات المهاجرين غير الشرعيين إليه وكأن أحداً مجهول الهوية يراقب الوضع، عن كثب وعن بعد، في هذا المعسكر. فكلما تم إفراغه تعود قوارب المهاجرين الى الظهور في أفق هذه الجزيرة التي يُقال إنها ما تزال تحتفظ بهويتها السياحية.

وفي أي حال، بلغ عدد المهاجرين الشرعيين في روما 4.328 مليون في مطلع العام الماضي ما يعني زيادة بنسبة 9 في المئة(364 ألف أجنبي تقريباً) مقارنة بالعام الأسبق. أما العدد الكلي للمهاجرين غير الشرعيين فانه تضاعف في العام الماضي مقارنة بالعام الأسبق. في عام 2008، وصل الى ايطاليا سراً 650 ألف مهاجر مقارنة ب350 ألفاً في عام 2007. اما في العام الماضي، كان الأجانب مسؤولين مباشرة عن 35 في المئة من الجرائم المرتكبة بشتى أنواعها. ولغاية نهاية شهر يونيو(حزيران) الماضي، احتضنت السجون الإيطالية أكثر من 20 ألف أجنبي(من أصل 55 ألف نزيل تقريباً) أي أن أكثر من 37 في المئة من نزلاء هذه السجون غير إيطاليين وهذه نسبة تلفت الأنظار.

اضافة على ذلك، يرتفع عدد القاصرين الأجانب المقيمين في روما والذين يسعون الى الاقتراب اجتماعياً وثقافياً من أخوتهم الإيطاليين. في السنوات الأربع الأخيرة، تضاعف عددهم ليقترب في العام الماضي من 767 ألف قاصر أجنبي منهم 457 ألفاً ولدوا هنا مما يرشحهم تلقائياً الى عملية التجنيس عندما سيصلون الى عتبة 18 عاماً.