مقديشو: عاد بعض النازحين الصوماليين الى منازلهم التي تحفل بآثار الأعيرة النارية في مقديشو يوم الاربعاء برغم هجمات شنها المتمردون الإسلاميون على مراكز للشرطة في العاصمة اسفرت عن مقتل زهاء 20 شخصا.
وتسعى الفصائل المتمردة المعارضة للحكومة وقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي الى استغلال فراغ في السلطة بعد ان غادر آلاف من الجنود الاثيوبيين الذين كانوا يساندون الحكومة المؤقتة المدعومة من الامم المتحدة المدينة الاسبوع الماضي.
لكن انسحاب القوات الاثيوبية التي يعتبرها كثير من الصوماليين قوات احتلال ومعظم أفرادها مسيحيون دفع بعض العائلات التي شردها صراع دام عامين الى المجازفة بالعودة لمنازلهم.
وقالت حسنة ابوكار انها تأمل الآن في ان يُشفى أبناؤها الستة من الإسهال الذي عانوا منه في مخيم قذر للاجئين يأوي عشرات الالاف من المدنيين الذين فروا الى ضواخي المدينة.
وقالت ابوكار التي قتل زوجها جراء قذيفة مدفعية قبل عام quot;انني سعيدة للغاية بالعودةquot;.
لكن آخرين لم يحظوا بمثل هذه السعادة. ففي شارع قريب كان عبدي حسين يفحص حطام منزله الذي لحقت به أضرار في القصف.
وقال لرويترز quot;كان هذا المنزل قرب قاعدة اثيوبية كثيرا ما هاجمها الاسلاميون. والان ما هو الا أنقاضquot;.
ويأمل بعض المحللين في ان يدفع الانسحاب الاثيوبي الاسلاميين المعارضين الى الانضمام الى حكومة أكثر شمولا في الصومال الذي تخشى الولايات المتحدة ان يتحول الى ملاذ امن للمتشددين المرتبطين بتنظيم القاعدة.
ومن المقرر انتخاب رئيس جديد للبلاد خلال المحادثات التي تقودها الامم المتحدة في جيبوتي يوم 26 يناير كانون الثاني بعد استقالة الرئيس السابق عبد الله يوسف. وأعلن اليمن يوم الاربعاء انه وافق على استضافة يوسف واسرته بعد ان طلب العيش هناك.
ويصل مبعوث الامم المتحدة الى الصومال احمدو ولد عبد الله الى جيبوتي يوم الاربعاء للدفع قدما بالمحادثات بشأن تشكيل حكومة جديدة تضم الحكومة الحالية وفصيلي التحالف من أجل اعادة تحرير الصومال المعارض.
لكن كثيرا من الصوماليين يخشون وقوع مزيد من إراقة الدماء وخصوصا على أيدي جماعة شباب المجاهدين الاسلامية المتشددة التي تعهدت بمهاجمة القوات الاثيوبية المنسحبة وبعثة حفظ السلام الافريقية والاهداف الحكومية في مسعى لفرض تفسيرها للشريعة الاسلامية.
وقال عبد الفتاح ابراهيم نائب حاكم مقديشو ان 19 شخصا قتلوا من بينهم اربعة متمردين عندما هاجم المتمردون ثلاثة مراكز للشرطة في العاصمة في وقت متأخر يوم الثلاثاء.
واضاف لرويترز quot;قتلنا اربعة واعتقلنا اثنين من زملائهم حيين... انسحب الاثيوبيون وسنتصدى لهؤلاء الاسلاميين الفوضويين المناهضين للسلامquot;.
وأودى القتال بحياة ما يزيد على 16 الف مدني صومالي منذ بداية عام 2007 وهجر مليونا آخرين من ديارهم. وادى هذا التهجير مع القحط الذي اصاب البلاد الى ازمة انسانية يقول عمال الاغاثة انها اكثر الازمات الانسانية حدة في افريقيا.
وقالت اورالا عبدولي وهي من السكان المحليين في اتصال هاتفي من مخيم الاشا جنوبي المدينة quot;لا يمكنني التفكير بعد في العودة باحفادي الى مقديشو لاننا ما زلنا نسمع تهديدات من الاسلاميين بانهم سيهاجمون قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقيquot;.
التعليقات