إحتمالات التغيير لا تعول على البشرة السمراء للرئيس الجديد
اليمن: تراجع شعبية أوباما بعد أحداث غزة

أحمد السلامي من صنعاء: إستقبل اليمنيون حفل تنصيب باراك أوباما بمواصلة تنظيم المظاهرات المبرمجة سلفًا للتضامن مع أبناء غزة في عدد من المحافظات اليمنية وفي العاصمة صنعاء، ويطالب المحتجون بمقاطعة المنتجات الأميركية، بينما حمل عدد من البرلمانيين بينهم ممثلون عن الحزب الحاكم على الولايات المتحدة، وطالب عدد من النواب في جلسة سبقت تنصيب اوباما بيوم واحد بتخفيض التمثيل الدبلوماسي اليمني في الولايات المتحدة وتشريع قانون يجرم التطبيع مع الكيان الإسرائيلي.

آراء في الحدث

الانطباعات حول تنصيب أوباما لدى النخبة اليمنية ظلت هي الأخرى منفعلة بأحداث غزة، وكانت quot;إيلافquot; استطلعت آراء شريحة من المثقفين اليمنيين عقب انتهاء باراك أوباما من إلقاء كلمته في حفل التنصيب، واختزل الشاعر والصحافي فتحي أبو النصر انطباعه بالقول: quot;مهما آمنت بأوباما كحالة إنسانية، إلا أن للحلم الأميركي دواسة قذرة لا ترحمquot;

لا تغيير

أما المدون والشاعر محمد عبيد فيرى أن السياسة الأميركية لن تتغير، ولا بأس أن أوباما أعاد الاعتبار بفوزه لأصحاب البشرة السمراء في الولايات المتحدة والعالم ، ولكن علينا ألا نلقي على فوزه آمالاً كثيرة، فهو لا يملك سوى أن ينفذ ما تمليه عليه الإدارة الأميركية.
وبحسب عبيد قد تختلف سياسات الرؤساء الأميركيين تجاه قضية معينة، ولكن تظل للسياسات الأميركية العليا التي يتحكم في إدارتها اليهود اعتباراتها.
ويختتم محمد تعليقه بقوله: سيكون على أوباما أن يستقل بقراره بعيدا عن السياسات التي تملى عليه مباشرة، وان حاول أن يستقل ويخرج عن هذه السياسة، فلن يخرج سوى بفضيحة, قد لا تشبه فضيحة كلينتون مع مونيكا!

صورة الولايات المتحدة وقسوة بوش

ويقدم الناشط المدني موسى النمراني رأياً مختلفاً، إذ قال لـ quot;إيلافquot;: أنا أعتقد أن الولايات المتحدة لاتزال قادرة على الإمساك بحبال هويتها مهما كان لون رئيسها هذا هو العنوان والمعنى. أنني أؤمن ان اوباما لن يكون أقل إخلاصا للولايات المتحدة من أي رئيس أميركي سابق، كما أنه لن يكون المخلص للقيم الأميركية التي عمل بوش على تحطيمها بقسوة المحاربين لكنه بالتأكيد سيكون أكثر اهتمامًا بتحسين صورة الولايات المتحدة الإنسانية وقبل ذلك سيكون لديه تركة اقتصادية ثقيلة عليه أن يهتم بها لينقذ الولايات المتحدة مما يمكن ان يكون أسوأ.

ويستطرد النمراني قائلاً: لا أتمنى ان يقود أوباما الولايات المتحدة نحو العزلة تحت تأثير الظروف الإقتصادية لأن ذلك سيجعل العالم في وضع أكثر رعبًا وأكثر سوداوية. لا يعني هذا ان الولايات المتحدة هي المسيح لكنه يعني أنها الأكثر تسببًا في تحسين أوضاع الإنسان في العالم مهما أخذنا عليها من مآخذ ولا أتمنى أن يأتي اليوم الذي أقول فيه رحمة الله على الولايات المتحدة.

الأخ الوسيم

وللروائي اليمني وعالم الرياضيات حبيب سروري المقيم في فرنسا تحليل آخر، إذ يرى أن الأمل في تغيير أوباما لواقع الولايات المتحدة ومستقبل العالم طفيفٌ جدا، وقال البريفسور حبيب عن أوباما: quot;لا أظنه أكثر من شابٍ وسيمٍ، بهيج الطلعة، استقطبَ لفريقهِ بعضَ القامات العلمية والاقتصادية الممتازة، دون شك.
غير أن laquo;الأخ الوسيمraquo; محاطٌ قبل هذا وذاك بدناصير laquo;الليبرالية الاقتصاديّةraquo; التي تهمُّها مصالح البورصة وبقاء هيمنتها الاقتصادية والعسكرية على العالم، أكثر من أحوال فقراء الكون، أو واقع النشاط الشعريّ في الكرة الأرضية، أو عدد الأميين في اليمن!...

لعلّ عمق الأزمة الاقتصادية الكونية الحالية، وتفجّر المشاكل السياسية والبيئية التي تهدد مستقبل الكرة الأرضية، ستؤديان بعد شهر عسلٍ سريع إلى خيبةٍ أكيدة!... لاسيما وأن برنامجه السياسيّ ليس يساريًّا إطلاقاً، كما يعتقد البعض. غامضٌ إلى حدٍّ ما، أيضاً!... ناهيك أن ضراوة التطلعات والآمال، التي فتح انتصارُهُ الساحقُ أبوابَها، ستضيق الخناق عليه كثيراً بالتأكيد... أتمنى لِlaquo;أخينا الوسيمraquo; حظّاً سعيداً مع ذلك!...

محاولة اغتيال اوباما

أحمد شوقي أحمد أديب وقاص يمني، يتوقع انسحاباً أميركياً من العراق تحت طائلة الضغط الاقتصادي، ويتوقع مزيداً من الأوقات الصعبة لعالمنا، ومزيداً من الاستغلال الأميركي والضغط علي العالم العربي للتخفيف عن الولايات المتحدة، ومزيداً من الجوع والاضطهاد..! دورٌ أكبر للدول المعادية لا للولايات المتحدة.. كما توقع شوقي محاولة اغتيال أوباما..!

ويرى أن انتخاب أوباما الأسمر لا يمثل التغيير المهول توصيفه إعلامياً بقدر ما يمثل التعمد ndash; المتكرر - على اختيار الاستغلال والسيطرة الأميركية من جديد على العالم ولكن بوجه أكثر ليونة، فأوباما سيمارس السياسات الأميركية نفسها والدائمة منذُ زمَن ولكن بنَفس أكثر مساوَمة نظراً لأنّ أوباما قد ورثَ خراباً مهولاً، ولذلك فلا يتوقع منه أن يحدث تغييراً في المستقبل بشأن الأراضي العربية المحتلة سوى تحميل كامل المسؤولية للطرف المقاوم وسنعود إلى قاموس كولين باول: quot;ضبط النفس، إدانة الإرهاب، تحميل إسرائيل مسؤولية الحفاظ على المدنيينquot; ndash; أولئك الذين تقتلهم أصلاً..!

أول طلب يمني من أوباما

وفي سياق آخر طالب قيادي كبير في حركة الأخوان المسلمين باليمن (حزب الإصلاح) الرئيس الجديد للولايات المتحدة بارك أوباما بالإفراج عن الشيخ محمد المؤيد ورفيقه محمد زايد المعتقلان في سجون الولايات المتحدة الأميركية منذ 2003م.

وعبر القيادي الإصلاحي حمود الذارحي عن أمله في أن تتم عملية الإفراج عنهما في أقرب وقت ممكن خصوصًا بعد إسقاط التهم عنهما وإلغاء الحكم الإبتدائي في الإستئناف الأميركي.

وقال الذارحي في تصريح نقله الموقع التابع لحزبه: نتوسم خيرا في الرئيس باراك أوباما الذي أصدر في أول يوم له قرارًا بإيقاف محاكمة سجناء غوانتانامو كما أعلن عن أنه سيعمل على إرساء قيم التسامح وفتح صفحة جديدة مع العالم الإسلامي.