طالب بعدم إصدار النتائج النهائية للعدوان
نائب فلسطيني: عامان حتى نصدر إحصائية رسمية للهجوم الإسرائيلي

نجلاء عبد ربه من غزة: في الوقت الذي تتسابق فيه مراكز حقوق الإنسان والمؤسسات المعنية في حصر الأضرار التي لحقت بالفلسطينيين نتيجة الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة مدة إثنين وعشرين يومًا متتالية، قال نائب في المجلس التشريعي الفلسطيني إنه من المفترض التريث خوفًا من نتائج أخرى أشد وطأةً على سكان قطاع غزة. وبينما أصدر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان تقريره النهائي حول الخسائر الفلسطينية في قطاع غزة من حيث القتلى والجرحى والمنازل والمنشآت المدمرة، قال النائب الدكتور أشرف جمعة عن حركة فتح في محافظة رفح، أقصى جنوب قطاع غزة، إن هناك نتائج أخرى قد تظهر مستقبلاً على الفلسطينيين، نتيجة إطلاق الطيران الحربي الإسرائيلي للعديد من الصواريخ المحرمة دوليًا.

وأكد جمعة لـ quot;إيلافquot; أن تلكؤ إسرائيل بفتح المعابر التجارية قد يؤدي إلى تشرد أكثر من 35 ألف فلسطيني، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على نفسية هؤلاء الناس. وأشار إلى أن quot;هناك من فقد عقله نتيجة هول ما رأى من مجازر وأشلاء داخل بيته، وهو ما غفلت عنه المؤسسات الحقوقية والمعنية بحصر الضحاياquot;.

وكانت فتاة من مدينة رفح، قد إنهارت قواها العقلية والجسمانية خلال الحرب الإسرائيلية على غزة. وكانت تلك الفتاة تجهّز نفسها للزواج خلال نهاية الأسبوع الذي بدأت فيهإسرائيل عدوانها على قطاع غزة، لكن الصواريخ التي إنهالت على الفلسطينيين أفقدت الفتاة عقلها تمامًا. وبدت الصواريخ التي تحمل الفسفور الأبيض أكثر تخوفًا بعد إنتهاء العدوان الإسرائيلي على سكان غزة. وقال النائب عن حركة فتح إنه قد يترتب عليها quot;إنتشار أمراض خطرة مستقبلاً كالسرطان وغيره، وهو ما يؤكد على وجوب ألا ينتهي حصر نتائج العدوان الإسرائيلي على قطاع غزةquot;.

وتقف المواطنة منى غبن من سكان بيت لاهيا وزوجها محمد فوق أنقاض منزلهما الذي سوّي أرضًا. وقالت لإيلاف quot;لقد ضاع شقاء عمري أنا وزوجي في لمح البصرquot;. وأضافت السيدة غبن بينما كانت تهيم بنظراتها نحو السماء، وكأنها تناجي ربها بالفرج quot;قد تطول بنا الحال ونجلس في خيام لأكثر من 5 سنوات، قبل أن يتفق الفلسطينيون على آلية إعادة بناء بيوتنا التي دمرتquot;. وقالت quot;من هون لخمسة سنوات كان إسرائيل رجعت تشن علينا حرب ثانية.... وهكذاquot;. وقال أيمن المصري من شمال غزة، quot;لا اعرف أين أتوجه وإلى من الجأ أنا وأسرتي البالغ عددها 11 شخصًا (...) أصبحنا مشردين ونعيش في غرفة واحدة في مدرسة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الاونروا)quot;.

وكانت مراكز حقوقية دولية قد إتهمت إسرائيل بخرق القوانين الدولية، وأطلقت عدة صواريخ فسفورية على مناطق سكنية في قطاع غزة، الأمر الذي حذا بخبراء أجانب من التوجه لقطاع غزة فور إعلان وقف إطلاق النار للتأكد من صح تلك التهم. وأجرى الأطباء في المملكة العربية السعودية عملية جراحية لطفل غزاوي فقد عينية نتيجة تعرضة بشكل مباشر لشظايا صواريخ الفسفور الأبيض التي أطلقتها الطائرات الحربية الإسرائيلية على مدينة غزة خلال إجتياحها البري لها قبل أسبوعين، أفقدته عينيه الإثنتين، وإضطر الأطباء السعوديين لوضع عيون زجاجية لتحسين وجه الطفل الذي أذاب الفسفور الأبيض جلد وجهه.

وبررت إسرائيل فعلتها بالقول quot;إن الهدف من تلك الصواريخ كان فقط لإنشاء ستار من الضباب الكثيف لتمكن الدبابات الإسرائيلية من التعمق في مدينة غزة دون أن تصطدم بمقاومة فلسطينيةquot;. وبدت بلدات وقرى في شمال غزة مثل السلاطين والعطاطرة وبيت لاهيا وجباليا وعزبة عبد ربه إلى الشمال والشرق من مدينة غزة، إضافة إلى حى الزيتون جنوب غزة، خرابًا ودمارًا واسعًا جراء قصفها بمئات الصواريخ المختلفة التي استخدمتها إسرائيل، بما فيها صواريخ الفسفور الأبيض. وقتلت إسرائيل خلال حربها على قطاع غزة والذي دام لـ 22 يومًا، بحسب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، أكثر من 1328 فلسطينيًا وأصابت أكثر من 5000 آخرين.

وأشارت إحصائية المركز إلى تدمير حوالى 16 ألف منزل منها خمسة آلاف منزل غالبيتها دمر بشكل كلي، وحوالى 20 وزارة وأكثر من أربعين مسجدًا. وكان الناطق بإسم الحكومة المقالة طاهر النونو قال quot;إن حكومته قررت البدء في تقديم مساعدة عاجلة لإيواء الأسر التي هدمت وتضررت منازلها حيث ستقدم الحكومة بدءًا من اليوم الأحد مبلغ أربعة آلاف يورو لكل رب أسرة هدم منزله أو شقته بشكل كامل، ومبلغ ألفي يورو لمن تضرر منزله بشكل جزئي ولم يعد صالحًا للسكن.

وأضاف أن إجمالي هذه المساعدات يبلغ ما بين 35 إلى 40 مليون دولار، وهذا المبلغ لجهود الإيواء وليس تعويضا عن المنازل المهدمة، وستصرف الحكومة المقالة مبلغ ألف يورو لكل أسرة شهيد ومبلغ 500 يورو لكل جريح من جرحى هذه الحرب المدمرةquot;. وأكدت حركة حماس أنها ستشكل لجنة وطنية عليا لإغاثة المتضررين بمشاركة ممثلين عن فصائل فلسطينية ومؤسسات من المجتمع المدني، لتكون الجهة الوحيدة المخولة بالإشراف على توزيع المساعدات للمتضررين.