بيروت: صرح فيليب ماريني موفد الرئيس الفرنسي في بيروت الاربعاء ان الرئيس السوري بشار الاسد استخدم quot;نفوذهquot; للتأثير على حزب الله كي لا يتدخل خلال الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة بين 28 كانون الاول/ديسمبر و18 كانون الثاني/يناير. وقال السناتور ماريني الذي قام بمهمة موفدا من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في دمشق وبيروت quot;قال لي الرئيس الاسد انه استخدم نفوذه لكي يتبنى حزب الله موقفا مسؤولا ولكي يمارس ضبط النفس خلال احداث غزةquot;.

واضاف quot;كان دور سوريا ايجابياquot;، مشيرا الى ان quot;النزاع لم يتسعquot;. واوضح الموفد الفرنسي خلال لقاء مع مندوبي وسائل الاعلام الفرنسية انه لمس لدى لقائه الاطراف المشاركة في الحوار الوطني في لبنان، quot;تقديرهم لاداء حزب الله خلال حرب غزةquot;.

وانطلقت خلال النزاع في غزة دفعتان من الصواريخ من جنوب لبنان في اتجاه شمال اسرائيل، ما اثار مخاوف من اتساع النزاع ليشمل الاراضي اللبنانية، الا ان حزب الله المتحالف مع سوريا، اعلن مرارا التزامه موقف الحكومة المتمسك باحترام القرار الدولي 1701 الذي وضع حدا في صيف 2006 للعمليات الحربية بين اسرائيل وحزب الله. وحصل نزاع بين حزب الله واسرائيل في تموز/يوليو وآب/اغسطس 2006 استمر 34 يوما وتسبب بمقتل اكثر من 1200 لبناني و160 اسرائيلي.

ومنذ ايلول/سبتمبر، تشارك 14 شخصية لبنانية تمثل ابرز الكتل النيابية في حوار وطني برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان حول الاستراتيجية الدفاعية المطلوبة للبنان. والتقى ماريني في بيروت رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة وعددا من الشخصيات السياسية والبطريرك الماروني نصرالله صفير. وسيلتقي سليمان غدا الخميس.

من جهة ثانية، قال ماريني ان quot;اعادة اندماج سوريا في اللعبة السياسية اثبتت ايجابيتهاquot;، في اشارة الى قرار الانفتاح على سوريا الذي اتخذه ساركوزي منذ انتخابه ما ساهم في عودة سوريا الى الساحة الدولية بعد فترة من مقاطعة الدول الغربية لها. واضاف quot;لو لم يكن هناك اتفاق الدوحة ولو استمرت الازمة السياسية في لبنان، لكنا في وضع اكثر خطورةquot;.

وتوصل الاطراف اللبنانيون في ايار/مايو 2008 الى اتفاق في الدوحة بعد اعمال عنف بين انصار المعارضة والاكثرية تسببت بسقوط حوالى مئة قتيل، وبعد ازمة سياسية استمرت 18 شهرا. وذكر وسطاء عرب وموفدون فرنسيون ان دمشق لعبت دورا ايجابيا في التوصل الى اتفاق الدوحة بين اللبنانيين.

وعن عدم تعيين سفير سوري في لبنان حتى الآن، قال ماريني quot;طالما ان العملية السياسية بدأت (بين لبنان وسوريا) فلا حاجة للقلقquot;. واعلنت السلطات اللبنانية الثلاثاء ان سوريا وافقت على تعيين ميشال الخوري اول سفير للبنان في دمشق، وذلك بعد اكثر من ثلاثة اشهر على اعلان اقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين. وفي اواخر العام الفائت، ارتفع العلم السوري للمرة الاولى فوق مقر سفارة سورية في بيروت، لكن لبنان لم يتلق حتى الان من سوريا اي ترشيح يتصل بهوية سفيرها في لبنان.