حضور دولي وعربي مكثف في دافوس 2009

انطلاق منتدى دافوس العالمي .. وإطلاق ميزان 2009 العسكري

دافوس: قال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في منتجع دافوس السويسري إنه من الخطورة بمكان بالنسبة للعالم اجمع ان يعتمد اعتمادا زائدا على الدولار الأميركي كعملة احتياطية. ودعا بوتين الى اعتماد مجموعة من العملات بدل الدولار، وقال إنه يتوقع ظهور عدد من العملات المحلية القوية في المستقبل.

وشدد رئيس الوزراء الروسي على ان الانعزال وفرض سيطرة الدولة على الاقتصاد ليسا من الطرق المثلى لتجنب ما وصفها بالـquot;عاصفةquot; التي تضرب الاقتصاد العالمي في الوقت الراهن. وحذر من مغبة اعتماد الانفاق العسكري كسبيل لتحفيز النمو الاقتصادي. وكان بوتين، الذي عين رئيسا للوزراء في العام الماضي بعد ان قضى فترتين رئاسيتين متعاقبتين شهدتا نموا اقتصاديا مضطردا، يخاطب منتدى دافوس في اليوم الاول لانعقاده.

وقال: quot;إن الاعتماد الزائد على عملة هي في واقع الحال عملة الاحتياط الوحيدة امر ينطوي على مخاطر بالنسبة للاقتصاد العالمي، ولذا فإنه من المفيد تشجيع ولادة عملية موضوعية تفضي الى ظهور عدة عملات محلية قوية في المستقبل.quot; واضاف رئيس الوزراء الروسي إن على الدول التي تصدر هذه العملات ابداء قدر اكبر من الانفتاح في سياساتها.

يذكر ان الدولار الأميركي يهيمن على ما تحتفظ به الدول المختلفة من العملات الاحتياطية، حيث سجل نسبة 63,9 من الاحتياطيات العالمية عام 2007 مقارنة بـ 25,5 في المئة لليورو و4,7 في المئة للجنيه الاسترليني. وقال بوتين إن فرض قدر معين من الحماية قد يبدو امرا حتميا في ظروف الازمة الراهنة، الا انه حث على نبذ quot;الانعزالية والانانية الاقتصادية الجامحة.quot;

واضاف ان روسيا تعارض تخصيص المزيد من الاموال للانفاق العسكري كوسيلة لتحفيز النمو الاقتصادي، باعتبار ان ذلك سيزيد المشكلة تفاقما. كما دعا رئيس الوزراء الروسي الى عودة quot;التوازنquot; الى اسعار الطاقة والى تأسيس هيكل قانوني دولي جديد لامن الطاقة. وتمنى بوتين للرئيس الأميركي باراك أوباما وادارته الجديدة النجاح، معبرا عن امله في ان تتعاون واشنطن مع موسكو تعاونا بناء.

وقد حذر بوتين في كلمة افتتاح دورة منتدى دافوس الاقتصادي التاسعة والثلاثين حكومات البلدان الأخرى من مغبة الإقدام على خطوات خاطئة من شأنها مفاقمة الأزمة المالية والاقتصادية العالمية الحالية، وأوضح قائلا إنه لا يجوز للدولة، مثلا، أن تتدخل تدخلا مفرطا في الشؤون الاقتصادية وتفرض الحماية الزائدة للزوم على الاقتصاد الوطني في ظل الأزمة. ومن الأخطاء المحتملة الأخرى، اللجوء إلى المزيد من الاقتراض.

وقال بوتين إن الأزمة المالية والاقتصادية العالمية الحالية تشبه إعصارا شديدا وإن هذه الأزمة وقعت عندما وصلت السفينة العالمية إلى ملتقى الأعاصير الرهيبة، مشيرا إلى أن quot;الشركاء الأميركيينquot; هم الذين أوصلوا العالم إلى ملتقى الأعاصير هذا. وحتى يتجاوز العالم هذه الأزمة يرى بوتين ضرورة أن يتحول العالم من النظام الاقتصادي الأحادي القطبية إلى نظام يستند إلى عدة مراكز كبيرة. كما يجب أن يتحرر العالم من quot;أموال وهمية وتقارير مالية مختلقةquot;.

وأكد بوتين أن الأزمة المالية العالمية ضربت روسيا أيضا وألقت المزيد من الضوء على اعتماد اقتصادها على الصناعات الاستخراجية وخاصة القطاع النفطي، إلى حد بعيد غير مقبول وأيضا على ضعف السوق المالي الروسي. إلا أن روسيا بنت احتياطات مالية كبيرة حسب قول بوتين، وتعمل على زيادة ما يمكّنها من اجتياز الأزمة. ولفت بوتين أنظار المستمعين إلى مشاكل قد يواجهها العالم في مرحلة ما بعد الأزمة، موضحا أن الاقتصاد العالمي قد يواجه نقصا في موارد الطاقة عندما يخرج من الأزمة الحالية.