يمثل توفيق بوعشرين ناشر ورئيس تحرير جريدة quot;أخبار اليومquot; وخالد كدرا رسام فن الكاريكاتور أمام الغرفة الجنحية بالمحكمة الابتدائية بالدار البيضاء، يوم 12 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري بعد قرار مصادرة الصحيفة على اثر نشر رسما كاريكاتوريا للأمير مولاي إسماعيل، الذي احتفل بزفافه يوم الجمعة ما قبل الماضي، وهو محمول، تبعا للطريقة التقليدية المغربية في حفلات الزفاف، على منصة خشبية، عليها بعض النقوش على شكل نجمة، وفي خلفية الصورة علم المغرب، وجزء من نجمته الخضراء، وكتب على الكاريكاتور تعبير quot;مولاي إسماعيل في العماريةquot;.

توفيق بوعشرين ناشر ورئيس تحرير جريدة quot;أخبار اليومquot;

الدار البيضاء: تزايدت حدة التوتر في علاقة الصحافة المستقلة بالدولة المغربية، التي يرى مراقبون أنها جندت مختلف أسلحتها لـ quot;خنق هذا النوع من الصحافةquot;، ولما لا إعدامها.

وكان من آخر ضحايا هذه الحملة يومية quot;أخبار اليومquot;، التي لجأ ناشرها ورئيس تحريرها توفيق بوعشرين، إلى تقديم دعوى أمام المحكمة الإدارية في الدار البيضاء لاستئناف صدورها، بعد أن قررت وزارة الداخلية متابعتها وحجزها، بسبب نشرها في عددها المؤرخ بـ26 و27 أيلول (سبتمبر) الماضي، رسما كاريكاتوريا له علاقة باحتفال الأسرة الملكية بحدث له طابع خاص جدا، حسب ما جاء في بلاغ الوزارة المذكورة.

وفيما لا تزال الجريدة محتجبة عن الصدور، خص توفيق بوعشرين صحيفة quot;الجريدة الأولىquot; بمقال، في عدد السبت الأحد، تحت عنوان quot;من هنا يبدأ التسلطquot;، قال فيه quot;إننا نحاكم اليوم أيها القراء على النوايا. وليس على الأفعال، الرسم الكاريكاتوري موضوع كل هذه المحنة لم نقصد من ورائه أي إساءة لعلم البلاد، فليس مشكلنا مع العلم بل مع أناس يختبؤون وراء العلم للدفاع عن مواقعهم وامتيازاتهم وسلطتهم. لم نفكر للحظة أن نسيء إلى مولاي إسماعيل كمواطن وكإنسان قبل أن يكون أميراquot;.

وأضاف ناشر ورئيس تحرير quot;أخبار اليومquot;، quot;لم نعمد أبدا إلى تحقير أي دين أو معتقد وليس في ثقافتنا ليكون في سلوكنا شيء من هذا... إن الرسم الذي نشر في عدد الجريدة محل المتابعة... رسم بريء من كل الإسقاطات التي حاولت الداخلية أن تلبسنا إياه ... هذا هو عمق المشكل، وإلا لماذا تلجأ وزارة الداخلية إلى أسلوب الحملة وإلى خرق القوانين التي ساهمت في وضعها، وإلى تحريك عناصر من الطائفة اليهودية لتأكل الثوم بفمها ولتنتزع تعاطف الخارج معنا...quot;.

وأوضح أن quot;وزارة الداخلية ومن يقف خلفها لم تعتد فقط على جريدتنا عندما حجزت عددين ليسا محل متابعة. ولم تعتد فقط على مكاتبنا عندما أغلقتها دون حتى ورقة مكتوبة. ولم تعتد فقط على هذا العبد الضعيف وزميله الكاريكاتوريست خالد كدار عندما زجت بنا في أطوار تحقيقات سريالية وماراطونية. إن وزارة الداخلية تهين الوزير الأول، وتعتدي على صلاحية وزارة العدل، وتسيء إلى سمعة مملكة محمد السادس، الذي قام بمجهودات كبيرة لغسل وجهها الذي لطخته الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان على العهد السابق..quot;.

وتوجه إلى كل متضرر من مقال أو صورة أو كاريكاتور، ممن وصفهم بـ quot;أحزاب التعليماتquot; ولقادة الطائفة اليهودية والذين تطوعوا لإعطائهم دروسا في الصحافة، رغم أن جلهم لا يفقه شيئا في الصحافة، بالقول quot;القضية الآن بيد القضاء، اصبروا حتى يقول كلمته وبعدها قولوا ما شئتم، لكن الآن عليكم أن تدافعوا عن حرمة القانون، وعن شرف دولة الحق والمؤسسات، وليس دولة المزاج والتعليمات...quot;.

ومن المنتظر أن يمثل توفيق بوعشرين وخالد كدرا رسام الكاريكاتور بـ quot;أخبار اليومquot; أمام الغرفة الجنحية بالمحكمة الابتدائية بالدار البيضاء، يوم 12 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري بعد قرار النائب العام المتابعة القضائية للصحافي والرسام.

وتوبع بوعشرين بتهمة quot;المشاركة في إهانة العلم الوطنيquot;، فيما يتابع كدار بتهمة quot;إهانة العلم الوطنيquot;، طبقا لمقتضيات الفصل 267 من القانون الجنائي.

اقرأ أيضا: بخشيش لفضح ما يعشش في الظل من احداث

وكانت الصحيفة نشرت كاريكاتيرا، في عددها المزدوج ليومي السبت والأحد الماضيين، للأمير مولاي إسماعيل، الذي احتفل بزفافه الجمعة ما قبل الماضي، وهو محمول، تبعا للطريقة التقليدية المغربية في حفلات الزفاف، على منصة خشبية، عليها بعض النقوش على شكل نجمة، وفي خلفية الصورة علم المغرب، وجزء من نجمته الخضراء، وكتب على الكاريكاتير تعبير quot;مولاي إسماعيل في العماريةquot;، وهي المنصة الخشبية الدائرية، التي يجلس عادة عليها العرسان في المغرب.

واعتبرت وزارة الداخلية أن quot;استعمال نجمة داوود في صورة الكاريكاتور أثار تساؤلات حول نفوذ المعنيين، ويدل على نزعة معادية للسامية بشكل فاضحquot;.

يشار إلى أن حزب الاستقلال، الذي يقود الائتلاف الحكومي وعلى غرار ثلاثة أحزاب أخرى، استنكر الرسم الكاريكاتوري، وقال بيان أعلنته قيادة الحزب إنه quot;تضمن المس بالعلم الوطني والقيم والمقدسات التي تعتز بها البلاد طيلة تاريخها الطويل في التسامح والتعايش واحترام العقائد والأديان والدفاع عن الحرياتquot;.