أبرزت الصحف الإسرائيلية صباح اليوم تساؤلات كبيرة حول أحقية الرئيس الأميركي، باراك أوباما بالحصول على جائزة نوبل للسلام، وتسألت عن الإنجازات التي حدت باللجنة النروجية الحسم لصالح أوباما مع الإشارة إلى وجود اعتبارات سياسية واضحة في قرار اللجنة.

لم تخف الصحف الإسرائيلية التي وقفت، باستثناء هآرتس ضد القرار، الأسباب السياسية الإسرائيلية التي جعلتها تتحفظ على القرار وفي مقدمتها الخوف من أن يؤدي منح أوباما جائزة نوبل للسلام، إلى تغيير الرجل لموقفه من الملف الإيراني، وترجيح كفة العمل الدبلوماسي والحوار مع إيران على كفة العقوبات والخيار العسكري من جهة، والقلق من أن رئيسا يحمل جائزة نوبل سيتصرف تجاه إسرائيل بحزم أكبر، إذ سيكون من الصعب على إسرائيل أن ترفض مطلب أوباما الحائز على جائزة نوبل، من ان ترفض مطلب أوباما الرئيس الحديث العهد بمشاكل العالم والشرق الأوسط. وكانت هآرتس وحدها التي قالت في افتتاحيتها إن منح أوباما جائزة نوبل للسلام، هو منح جائزة وفرصة للأمل.

يسرائيل هيوم ماذا فعل أوباما حتى يستحق الجائزة؟

اختارت صحيفة يسرائيل هيوم، اليمينية الميول أن تبدأ الخبر عند فوز أوباما بجائزة نوبل للسلام بالإشارة إلى انه quot;من سخرية القدر أن ينال أوباما جائزة نوبل للسلام، وهي الجائزة التي منحت للمرة الثالثة لرئيس أميركي في منصبه- بعد ساعات معدودة من جلسة مغلقة عقدها أوباما مع كباروزارة الدفاع الأميركية.

وتناولت مسألة زيادة عدد القوات الأميركية في أفغانستان. وقالت الصحيفة إن فوز أوباما بالجائزة زاد من حدة الخلاف بين الجمهوريين والديمقراطيينفي الولايات المتحدة، مشيرة إلى غضب الجمهوريين من فوز أوباما بالجائزة قبل أن ينجز شيئا ما، في حين رد الديمقراطيون بأن الجمهوريين يردون تماما مثل رد طالبان وحماس.

لكن على الصعيد الإسرائيلي أشارت الصحيفة إلى أن رئيس الكنيست، روبي ريفلين، وخلافا لكبار المسؤولين من رئيس الوزراء ورئيس الدولة، اللذان هنئا أوباما بالفوز، اعتبر أن قرار منح أوباما جائزة نوبل للسلام هو قرار مستغرب، معربا عند دهشته من هذا القرار. وكشف ريفلين في سياق تعليقه على هذا الأمر عن مخاوفه من أن يفرض هذا الفوز على أوباما الآن العمل لدفع السلام في الشرق الأوسط قدما، لكن هذا السلام لن يكون سلاما دائماquot;.

في المقابل أشارت الصحيفة إلى الصمت الذب لف موقف رئيس الدبلوماسية في إسرائيل، وزير الخارجيةأفيغدور ليبرمان. ونقلت الصحيفة عن أن ديوان ليبرمان قال للصحف بأن الوزارة تكتفي بالتهاني التي أرسلها كل من رئيس الوزراء نتنياهو ورئيس الدولة بيرس، وأنه ما عدا ذلك لا حاجة لأن ينشر كل وزير في الحكومة تهنئة بهذا الخصوص.

جيروزاليم بوسط: سبب آخر للقلق

تحت هذا العنوان كتبت الجيروزاليم بوسط تقول في افتتاحيتها إن رد فعل رئيس حكومة بولندا السابق، ليخ فالينسا، على قرار منح جائزة نوبل للرئيس أوباما، الذهول العالمي من القرار عندما تساءل فالينسا quot;أبهذه السرعة حصل على الجائزةquot;، فلا يزال الوقت مبكراعلى ذلك، فهو لم يقدم شيئا بعدquot;. لكن الجيروزاليم بوسط وبعد الاستعانة برد فاليسنا،رأت أن قرار اللجنة النروجية يشير إلى أنها معزولة عن العالم، وأن الجائزة كان يجب أن تذهب لمن حقق السلام التاريخي بين تركيا وأرمينيا، وهو ما كان من شأنه أن يزيد من هيبة وقيمة الجائزة.

ومضت الجيروزاليم بوسط تقول : مع ذلك هناك مدرسة تقول بأن الجائزة يجب ألا تعطى فقط بعد تحقيق الإنجازات، وإنما أيضا كعامل مساند ومشجع لتحقيق الأهداف المنشودة. وقد اعترف أوباما بنفسه بذلك عندما قال إن الجائزة أعطيت له من أجل تشجيع وخلق مناخ مساند للعملية السلمية.

واعتبرت الصحيفة في هذا السياق إن التهاني الإسرائيلية التي أرسلت لأوباما غير حقيقية ، فمن الصعب الاقتناع بأن وزراء الحكومة قفزوا من مقاعدهم فرحا عندما عرفوا هوية الفائز. فمن وجهة نظر إسرائيل فإن اختيار أوباما من شأنه أن يسبب مشاكل جمة على جبهتين: على جبهة المسار السياسي مع الفلسطينيين، وعلى جبهة العمل لوقف المشروع النووي الإيراني. إذ سيكون أصعب على إسرائيل أن ترد موقف أوباما الحائز على جائزة نوبل للسلام، من رفض أوباما السياسي الجديد الحديث العهد بمشاكل الشرق الأوسط.

إلى ذلك فإن الجائزة تعزز من صلاحيات أوباما الأخلاقية في الحلبة الدولية، مما يعني أنه لن يكون بمقدر إسرائيل أن تقول له بعد الآن quot;لاquot;، لأن ذلك سيعرض كمن يبصق في رجل فاضل من كافة النواحي. من المحتمل أن يكون أعضاء اللجنة، وعبر قرارهم هذا يحاولون إبعاد أوباما عن المواجهة العسكرية مع إيران،حيث من غير المعقول أن يقوم الفائز الجديد بجائزة نوبل للسلام بالمصادقة على عملية عسكرية، وعليه فإن الجائزة هي عبارة عن سبب آخر يدعو إسرائيل للقلقquot;.