قال الرئيس الأرمني سيرج سركسيان أمام الصحفيين في المطار قبل المغادرة إلى موسكو اليوم، إن يريفان تنتظر بفارغ الصبر التطور في مجال العلاقات الأرمنية التركية.

بريفان: اعلن سيرج سركسيان إن quot;الكرة الآن في كافة الأحول، في الساحة التركية، ولدينا صبر كاف في انتظار تطور الأحداثquot;. وأشار الرئيس الأرمني أن أرمينيا أعلنت خطواتها بصراحة، وستواصل المسيرة دون تردد. وأضاف: quot;إذا صادقت تركيا على البروتوكولات، فإننا سنواصل العملية، وفي حالة العكس، فإننا سنواصل ما أعلناه دون ترددquot;.

لا توجد علاقات دبلوماسية بين تركيا وأرمينيا، وأغلقت الحدود بين البلدين عام 1993. وتطالب تركيا أرمينيا بالتخلي عن الدعوة للاعتراف دوليا بإبادة الأرمن، وتسوية نزاع قره باخ مقابل تحسين العلاقات الثنائية. ويصف العديد من المؤرخين الدوليين يصفون المذابح التي تعرض لها الأرمن خلال إبعادهم قسرا عن منطقة شرقي تركيا في العهد العثماني عام 1915 quot;بالإبادة الجماعيةquot;. وتنفي تركيا ذلك بشدة مؤكدة أن أولئك الذين توفوا، كانوا مجرد ضحايا أحداث الحرب العالمية الأولى، التي مات فيها أيضا الآلاف من الأتراك المسلمين.

وبدأ نزاع قره باخ وأرمينيا في عام 1988، عندما أعلن إقليم قره باخ الذي أغلبية سكانه من الأرمن، عن الخروج من قوام جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفيتية. ثم أعلن في عام 1991 عن قيام جمهورية قره باخ، مما أدى إلى نشوب حرب بين أذربيجان التي تحظى بتأييد تركيا، وأرمينيا. وأدت الصدامات التي جرت بين الطرفين إلى مصرع نحو 15 ألف شخص وتشرد حوالي مليون آخرين. وفقدت أذربيجان وقتئذ سيطرتها على قره باخ و7 مناطق متاخمة له. ولم يتسن التوصل إلى اتفاق هدنة إلا في 12 مايو عام 1994 في بشكيك.

وتجري على مدى 17 سنة، ابتداء من عام 1992 وحتى يومنا الراهن، مفاوضات في إطار فريق مينسك لتسوية النزاع سلميا. هذا وقد وقعت تركيا وأرمينيا في زيورخ في 10 أكتوبر بروتوكولين حول تطبيع العلاقات بين الدولتين. ووقع الوثيقتين بشأن إقامة علاقات دبلوماسية وتنمية العلاقات الثنائية بين البلدين كل من وزير الخارجية الأرمني ادوارد نالبانديان ونظيره التركي أحمد داود أوغلو.

وحضر مراسم التوقيع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيرته الأميركية هيلاري كلينتون ووزيرا خارجية فرنسا برنار كوشنير وسلوفينيا صموئيل جبوغار والممثل الأعلى لشؤون السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا. يذكر أن تركيا وأرمينيا كانتا تجريان المحادثات الرامية إلى تطبيع العلاقات بينهما منذ عام 2007 بوساطة سويسرية. ومن الضروري الآن أن يصادق برلمانا الدولتين على الوثيقتين الموقعتين في زيوريخ، اللتين تتيحان الفرصة التاريخية لطي صفحة قرن تقريبا من العداء بين البلدين.

ويقوم الرئيس الارمني سيرج سركسيان بزيارة إلى تركيا في الرابع عشر من أكتوبر الجاري. حسب ماذكرت وسائل إعلام محلية أن سركسيان سيحضر مباراة كرة القدم المرتقبة بين المنتخبين الأرمني والتركي ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم عام 2010.