بدأت اليوم اوسع عملية برية لشن هجوم باكستاني عسكري على معاقل حركة طالبان وذلك بعد ان كثفت الأخيرة هجماتها حيث اكتفت القوات الباكستانية مؤخرا بالقصف الجوي.

بيشاور، وكالات: بدأت قوات تابعة للجيش الباكستاني اليوم تحركا باتجاه ابرز معاقل طالبان في وزيرستان الجنوبية شمال غرب باكستان وذلك بعد تكثف هجمات المتطرفين في الايام الاخيرة، على ما ذكر ضباط لوكالة فرانس برس.

وقال مسؤول إن سلاح الجو يشارك في الهجوم، وكانت القوات الباكستانية قد اكتفت خلال الأشهر الماضية بالقصف الجوي والمدفعي لمعاقل المسلحين بهدف إضعاف دفاعاتهم قبل شن الهجوم البري.

لكن القوات الباكستانية تلاقي مقاومة من جانب المتمردين المجهزين باسلحة ثقيلة، على ما افاد مسؤولون. وتحركت القوات البرية الباكستانية في ثلاثة اتجاهات نحو المناطق التي يسيطر عليها عناصر طالبان باكستان.

وتلقى القوات المتقدمة من شاكاي مقاومة في منطقة شاورنجي، احد المعاقل الاولى لعناصر بيت الله محسود، قائد ومؤسس طالبان باكستان الذي قتل بصاروخ اميركي، وخلفه حكيم الله محسود، على ما قال مسؤول في الادارة المحلية الباكستانية.

وقال المسؤول لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه quot;انهم يستخدمون اسلحة ثقيلةquot; ضد القوات. وقال مسؤول عسكري من مدينة بيشاور (شمال غرب) لوكالة فرانس برس quot;تواجه القوات مقاومةquot;.

وكثف الجيش الخميس قصف معاقل طالبان في شمال غرب باكستان مخلفا 27 قتيلا وفق مسؤولين امنيين وذلك بعد خمس اعتداءات اسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 38 قتيلا في البلاد.

وأعلنت الحكومة منذ منتصف يونيو/ حزيران الماضي عن عزمها شن هجوم بري كبير على اقليم وزيرستان الجنوبي الذي يعتبر معقل حركة طالبان الموالية لتنظيم القاعدة . وتعتبر حركة طالبان الباكستانية مسؤولة عن معظم الاعتداءات التي نفذ اغلبها انتحاريون واسفرت عن سقوط 2250 قتيلا خلال اكثر من سنتين في مختلف انحاء البلاد. وقد كثفت طالبان هجماتها خلال الايام العشرة الاخيرة لردع العسكر عن شن هجوم بري حسب المحللين.

وكانت الحكومة اعلنت منذ حزيران/يونيو عن حملة برية واسعة في هذا الاقليم القبلي الذي يشكل معقل قبائل محسود التي يتحدر منها القسم الاكبر من مقاتلي حركة طالبان باكستان. وهذه المجموعة هي المسؤولة بشكل رئيسي عن موجة اعتداءات خلفت نحو 2300 قتيل منذ اكثر من عامين في باكستان. وكان الجيش يكتفي حتى الان بشن غارات على هذه المنطقة بالطائرات والمروحيات.

لكن بعد تكثف الاعتداءات والهجمات الانتحارية التي اوقعت 178 قتيلا في خلال اثني عشر يوما حتى على المقر العام للجيش قرب اسلام اباد اتفق الجيش والحكومة على تسريع الهجوم البري الكبير كما اكدت وسائل الاعلام الباكستانية.

واكد ضابط اخر في قوات الامن تحركات القوات في هذه المنطقة الجبلية الوعرة معقل الاف الطالبان الباكستانيين والافغان اضافة الى مقاتلين اجانب في تنظيم القاعدة. لكن الهجوم البري لم يشن رسميا ويتوقع ان يعلنه رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني بحسب مسؤولين عسكريين كبار. وقال مسؤول كبير في اجهزة الاستخبارات لوكالة فرانس برس quot;ان قوات من اقليمي تنك وديرا اسماعيل خان المجاورين قد تحركت فعلا نحو جنوب وزيرستان قبل السبتquot;.

الى ذلك فرضت السلطات الباكستانية السبت حظرا للتجول في بعض قطاعات المنطقة القبلية بجنوب وزيرستان. ودخل حظر التجول حيز التنفيذ لمدة غير محددة في الساعة 7,00 بالتوقيت المحلي في اقليم وانا وكذلك في قطاعي شاكاي وتيارزا على ما ذكر عسكريون ومسؤولون محليون. وقال شهود عيان انها المرة الاولى التي يفرض فيها مثل هذا التدبير في وانا كبرى جنوب وزيرستان.