ابدت تركيا استعداداها للمشاركة في مراقبة جولة الاعادة لانتخابات الرئاسة الافغانية التي تقرر عقدها بعدما شاب الجولة الماضية انحرافات واعمال تزوير واسعة.

انقرة: اكدت وزارة الخارجية التركية في بيان صحافي ان انقرة على استعداد لارسال وفد خبراء الى افغانستان للمشاركة في مراقبة سير عملية الاقتراح في الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها في السابع من نوفمبر المقبل.

واضاف البيان انه في حال تلقي طلب من السلطات الافغانية للمشاركة في مراقبة هذه الانتخابات quot;فلن نتردد في تلبية هذا الطلبquot; لافتا الى ان تركيا سبق وشاركت في مراقبة الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية الافغانية التي عقدت في ال20 من اغسطس الماضي.

وكانت لجنة الانتخابات العليا في افغانستان قد وافقت على عقد جولة ثانية من انتخابات الرئاسة بين الرئيس الافغاني حامد كرزاي ومنافسه وزير الخارجية الاسبق عبدالله عبدالله اثر اعلان لجنة طعون الانتخابات بطلان نتائج اكثر من 200 مركز اقتراع تمثل حوالي مليون صوت.

وذكر البيان انه quot;برغم الظروف الصعبة جدا فان الدورة الاولى من هذه الانتخابات كانت تمثل موقفا شجاعا ومصمما للشعب الافغانيquot; واعتبر هذه الجولة تجربة تضاف الى التطور الديمقراطي في افغانستان.

واعرب عن الامل ان تعقد جولة الاعادة لانتخابات الرئاسة في اجواء سلمية وقانونية وشفافة كما اعرب عن الامل ان تساهم هذه العملية في تكريس الوحدة الوطنية في افغانستان ودعم جهود اعادة اعمار البلد الذي دمرته الحروب الاهلية والصراع الخارجي.

عزل مسؤولي انتخابات في أفغانستان قبل جولة الاعادة

من جهته، قال مسؤولون بالامم المتحدة يوم الاربعاء ان نصف المسؤولين في الدوائر الانتخابية سيتم عزلهم في الوقت الذي تسعى فيه الامم المتحدة الى منع المزيد من التلاعب خلال جولة الاعادة في الانتخابات الرئاسية التي تمثل عنصرا حيويا للمصداقية والدعم الاجنبي للبلاد.

وأزال الاعلان عن اجراء جولة اعادة يوم السابع من نوفمبر تشرين الثاني عقبة من أمام الرئيس الامريكي باراك أوباما في الوقت الذي يفكر فيه في امكانية ارسال المزيد من القوات العسكرية الى أفغانستان لمحاربة طالبان المتمردة.

وفي واشنطن قال البيت الابيض ان من المحتمل أن يتخذ البيت الابيض قرارا بشأن ارسال المزيد من القوات قبل اجراء جولة الاعادة لكن ليست هناك ضمانات لذلك. وفي ظل تناقص التأييد الشعبي الامريكي للحرب أكدت ادارة أوباما على ضرورة وجود حكومة ذات مصداقية في أفغانستان كشرط لنجاح أي استراتيجية أمريكية هناك.

وقال روبرت جيبز متحدثا باسم البيت الابيض quot;الرئيس والفريق كله يرون وجود شريك ذي مصداقية في الحكومة الافغانية مهما للغاية.quot; وبعد أيام من السجال الدبلوماسي وافق الرئيس الافغاني حامد كرزاي يوم الثلاثاء على خوض جولة ثانية من انتخابات الرئاسة الافغانية بعدما أبطل تحقيق قادته الامم المتحدة ما يكفي من الاصوات التي حصل عليها لاجراء جولة اعادة.

وتخيم المخاوف بشأن تكرار التلاعب الواسع الذي غلب على الجولة الاولى من الانتخابات التي أجريت في أغسطس اب في الوقت الذي بدات فيه الاستعدادات لجولة الاعادة. ووافق كرزاي على اجراء جولة ثانية بعد ان ألغى تحقيق للامم المتحدة ما يكفي من الاصوات التي حصل عليها في الجولة الاولى لتصبح أقل من 50 بالمئة من الاصوات مما يضطره الى خوض جولة اعادة.

وقالت بعثة الامم المتحدة في أفغانستان والتي تقدم الدعم للعمليات المتعلقة بالانتخابات ان الاستعدادات تجري لمنع أي خطر لوقوع تزوير واسع. وقال عليم صديق المتحدث باسم الامم المتحدة في كابول يوم الاربعاء ان 200 من أصل 380 هم مسؤولي دوائر الانتخابات من اللجنة الانتخابية التي تشكلها الحكومة قد تم استبدالهم بعد أن وجدت الهيئة الدولية التي تدعمها الامم المتحدة أدلة على وقوع تلاعب.

وقال صديق quot;يجري استبدال أكثر من نصف المنسقين الميدانيين للدوائر لمنع أي محاولة تلاعب أو لوجود بلاغات مقدمة ضدهم من مرشحين ومراقبين.quot;
ويواجه مسؤولو الانتخابات الان مشكلة كبيرة تتعلق بالامدادات مع تبقي اسبوعين فقط للاعداد لجولة ثانية من الانتخابات في سباق مع الشتاء القارس في أفغانستان الذي يجعل من الصعب الوصول لاغلب أجزاء البلاد.

كما يمثل الامن مصدر قلق كبير في الوقت الذي وصلت فيه طالبان الى أقصى قوتها خلال الحرب المتصلة منذ ثمانية اعوام. وعلى الرغم من أنها لم تستطع اعاقة الانتخابات التي أجريت في 20 أغسطس اب الا أن هجمات طالبان نجحت في ابعاد العديد من الناخبين عن التصويت.

والانتخابات عنصر رئيسي في الخطط الغربية لتحقيق الاستقرار في أفغانستان وحرمان القاعدة من المأوى الذي استخدمته لشن هجمات 11 سبتمبر ايلول على الولايات المتحدة.

وعارض الكثيرون داخل الحزب الديمقراطي الذي ينتمي اليه أوباما علنا ارسال مزيد من القوات في حين يقول المعارضون الجمهوريون ان طول المشاورات بشأن استراتيجية جديدة يضر بالقوات الامريكية ويقوي عزيمة طالبان.

ونفى وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس أنباء عن وجود انقسامات بين المستشارين العسكريين والمستشارين المدنيين في ادارة أوباما حول استراتيجية الحرب في أفغانستان. وخيبت فكرة اجراء جولة جديدة للانتخابات امال الناخبين بعد أن مكث الكثيرون منهم في بيوتهم خلال الجولة الاولى بسبب الخوف من عنف التمرد وتهديده.

وقال جاماي وهو أفغاني يعيش في اقليم قندهار الجنوبي وهو معقل من معاقل طالبان quot;أدليت بصوتي المرة السابقة بكثير من المخاطرة والخوف لكنني لن أفعل ذلك ثانية.quot; وتعهدت المفوضية المستقلة للانتخابات وهي السلطة الانتخابية الاعلى في أفغانستان بمحاكمة أي شخص يشتبه في ارتكابه تزويرا خلال الجولة الاولى.

وقال عزيز الله لودين رئيس المفوضية المستقلة للانتخابات quot;تورط موظفون في المفوضية المستقلة للانتخابات في التزوير...سنستبدلهم أو نسلمهم للعدالة من أجل اجراء انتخابات أكثر شفافية ومن بينهم مسؤولون حكوميون.quot;
والتقى عبد الله عبد الله وزير خارجية كرزاي السابق بمديري الحملات الانتخابية يوم الاربعاء. وقال ان فريقه يضع خارطة لشروط واقتراحات محددة لتفادي التلاعب.

وقال صديق ان حلف شمال الاطلسي ولجنة الانتخابات المستقلة سيجتمعان يوم الاربعاء لبحث الاستعدادات للجولة الثانية. وأضاف quot;كل المواد الانتخابية موجودة في البلاد الان ويجري الاستعداد لتوزيعها على الاقاليم.quot;

وقال ان اللجان الانتخابية التي شهدت حضورا ضعيفا خلال الجولة الاولى نتيجة لضعف السيطرة الامنية وشهدت تلاعبا واسعا لن تفتح مرة أخرى. وقال انه سيجري تشجيع الناخبين على الادلاء بأصواتهم في اللجان القريبة. وقال انه يأمل أن تفتح 16 ألف لجنة أبوابها في هذا الوقت. وفتحت 25 ألف لجنة أبوابها في الانتخابات التي أجريت في 20 أغسطس اب.

الناتو يبحث غدا الوضع في افغانستان

اعلن حلف شمال الأطلسي في بيان اليوم ان وزراء دفاع الحلف سيركزون بحثهم على تطورات الوضع في افغانستان خلال اجتماعهم غير الرسمي الذي يبدأ الخميس ويدوم يومين في براتيسلافا في سلوفاكيا.

كما انه من المرجح ان يتباحث وزراء دفاع من 28 دولة اعضاء في الناتو في أفضل السبل لضمان توافر القوات القابلة للاستخدام المستدام في مهمات الحلف فضلا عن مسألة الدفاع الصاروخي.

وسترتكز المناقشات بشأن أفغانستان على دراسة الوضع هناك في ضوء التقييم الذي اعده قائد الأمن والمساعدة الدولية (ايساف) الجنرال الاميركي ستانلي ماكريستال.