مفتشو الوكالة الدولية للطاقة يزورون منشأة في منطقة قم |
يتفاعل الملف النووي الإيراني، ويأخذ أبعادًا جديدة مع وصول وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم إلى طهران لتفتيش منشأة quot;فوردوquot; النووية، فيما انتقد مشرعونصيغة اتفاق أعدته الوكالة الدولية يقضي بأن ترسل طهران للخارج مخزونها من اليورانيوم المنخفض لتخصيب معالجته، كما اتهم رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني الغرب بمحاولة quot;خداعquot; إيران باقتراحه تزويدها بالوقود النووي من أجل مفاعل الأبحاث في طهران مقابل نقل اليورانيوم الإيراني المخصب إلى روسيا، وهذه التطورات دفعت رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى التصريح بأن إيران يجب أن توافق على وقف كل أعمال تخصيب اليورانيوم في أي اتفاق مع القوى العالمية.
طهران: انتقد مشرعون إيرانيون بارزون يوم السبت مشروع اتفاق أعدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة يقضي بأن ترسل طهران للخارج مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب لمعالجته.
وأعلن عن تعليقات المشرعين فيما غادر مفتشو الوكالة الدولية فيينا متوجهين الى ايران لمعاينة موقع نووي زاد من مخاوف الغرب من احتمال وجود برنامج ايراني سري لانتاج قنابل ذرية.
ويقضي الاتفاق المقترح الذي أعدته الوكالة الدولية بأن ترسل طهران للخارج مخزونها النووي لكن الحكومة الايرانية فوتت يوم الجمعة مهلة للرد على الاتفاق المقترح. وقالت ايران انها ستقدم ردها في الاسبوع القادم.
ويقول دبلوماسيون غربيون ان الاتفاق المقترح يقضي بأن ترسل ايران 1.2 طن من مخزونها المعروف من اليورانيوم المنخفض التخصيب والذي تبلغ كميته 1.5 طن الى روسيا وفرنسا بنهاية العام.
وسيجري تخصيب اليورانيوم في روسيا وفرنسا الى مستوى أعلى ولكن على نحو سيجعل من الصعب استخدامه في انتاج رؤوس حربية وسيعاد لايران لتستخدمه في مفاعل طهران الذي ينتج نظائر مشعة للاغراض الطبية ومن المفترض أن ينفد في خلال عام ما لديه من وقود نووي مستورد.
لاريجاني يتهم الغرب بالخداع
ومن جهة ثانية، اتهم علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني الغرب يوم السبت بمحاولة quot;خداعquot; إيران باقتراحه تزويدها بالوقود النووي من أجل مفاعل الأبحاث في طهران مقابل نقل اليورانيوم الإيراني المخصب إلى روسيا. وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أول من طرح فكرة هذا الاتفاق في 30 سبتمبر.
وقال لاريجاني: quot;يريد الغرب أن يأخذنا في الاتجاه الذي يريده ليخدعنا ويفرض علينا شروطهquot; ، مؤكدًا أنه بموجب قواعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية على الدول الغربية أن تزود إيران الوقود لمفاعلها للأبحاث في طهران من دون مقابل. وأضاف: quot;أكدوا لنا أنهم سيعطوننا الوقود المخصب بـ20% مقابل أن نعطيهم اليورانيوم الذي نخصبه بنسبة 5،3% ، ولا نرى أي صلة بين هذين الأمرينquot;.
وقال لاريجاني أيضا: quot;لا يجدر بالغرب أن يسعى لخداعنا في مسألة النووي ، لأننا نملك مفاعلاً نوويًا للأبحاث وبموجب قوانين الوكالة الدولية للطاقة الذرية عليهم أن يزودوننا بالوقودquot;. ونقلت وكالة quot;إيسناquot; الإيرانية عن لاريجاني أيضًا أن الدول الغربية تريد أن تضع يدها على اليورانيوم الإيراني المخصب.
وقال: quot;اشعر بأنه وراء الستارة ، وقع الأمريكيون اتفاقات مع بعض الدول ليتمكنوا من حرماننا اليورانيوم المخصب بذريعة تزويدنا الوقود لمفاعل طهرانquot;. وأضاف لاريجاني: quot;ربما يعتقدون أنهم يستطيعون بذلك حرماننا اليورانيوم المخصب الذي نملكهquot;.
وبعد يومين ونصف يوم من المفاوضات في فيينا بين إيران وروسيا والولايات المتحدة وفرنسا ومدير الوكالة الذرية، قدم محمد البرادعي يوم الأربعاء quot;مشروع اتفاقquot; لتخصيب اليورانيوم الإيراني.
ووافقت موسكو وباريس وواشنطن يوم الجمعة على مشروع الاتفاق ، لكن علي أصغر سلطانية مندوب إيران لدى الوكالة الذرية أعلن أن طهران تدرس تفاصيل المشروع وستدلي بردها الأسبوع المقبل.
وفي 30 سبتمبر/أيلول ، وعشية المفاوضات في جنيف بين طهران ومجموعة الدول الست الكبرى ، أكد أحمدي نجاد بنفسه أن إيران تؤيد اتفاقًا مماثلاً. ويعتبر هذا الاتفاق أساسيًا لتهدئة التوتر حيال البرنامج النووي الإيراني في ضوء اتهام الدول الغربية لطهران بأنها تسعى عبره إلى تصنيع قنبلة نووية تحت ستار أنشطة مدنية.
مفتشو الوكالة الدولية في إيران اليوم
مفتشو الوكالة الدولية في مطار فينيا متجهين إلى طهران |
إلى ذلك، وصل المفتشون الاربعة التابعون للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذين سيزورون اليوم موقع تخصيب اليورانيوم الايراني بالقرب من مدينة قم، الى طهران ليل السبت الاحد، حسب ما اعلن مصور وكالة فرانس برس.
وسيزور المفتشون الذين انطلقوا من فيينا بعد ظهر السبت، اليوم الاحد الموقع النووي المقام تحت الارض بالقرب من مدينة قم (وسط) والذي يبعد مئة كلم عن طهران.
وحسب وكالة مهر الايرانية فان المفتشين سيبقون ثلاثة ايام في ايران وسيقتصر عملهم على زيارة الموقع.
واثار بناء هذا الموقع النووي الجديد الذي كشفت عنه ايران في 25 ايلول/سبتمبر مخاوف وانتقادات في بعض العواصم الغربية.
وتشتبه الدول الغربية واسرائيل بسعي طهران لحيازة السلاح النووي تحت ستار برنامج نووي مدني، الامر الذي تنفيه طهران منذ سنوات.
إسرائيل تدعو إيران إلى وقف التخصيب
وفي سياق متصل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن ايران يجب أن توافق على وقف كل أعمال تخصيب اليورانيوم في أي اتفاق مع القوى العالمية. وتحاول الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة والقوى العالمية بزعامة الولايات المتحدة خفض مخزون طهران من اليورانيوم المخصب مقابل توريد اليورانيوم لمفاعل يستخدم في الأغراض الطبية.
وهم يأملون في ان يؤدي هذا الاتفاق الى بناء الثقة في الطريق نحو اقناع ايران بالتخلي عن اليورانيوم المخصب الذي يخشون من ان يكون جزءًا من برنامج صنع أسلحة ذرية على الرغم من ان ايران تقول ان اليورانيوم سيستخدم في تشغيل محطات كهرباء تعمل بالطاقة النووية.
وقال نتنياهو لصحيفة واشنطن بوست في مقابلة نشرت يوم السبت إن quot; الشيء المهم هو ان يضغط المجتمع الدولي على ايران لوقف تخصيب اليورانيوم.quot; وتابع: quot;الهدف من التخصيب هو تطوير قدرة على صنع اسلحة نووية، ولذلك فإن أي حل يجب ان يقترن بوقف التخصيبquot;.
أوباما وساركوزي وميدفيديف يبحثون الملف الإيراني
وفي إطار التطورات الحاصلة بعد اجتماع فيينا،قال البيت الابيض إن الرئيس الاميركي باراك اوباما اتصل هاتفيًا بالرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يوم السبت بشأن برنامج ايران النووي.
وقال البيت الابيض ان اوباما شكر ساركوزي على تعاون فرنسا الوثيق اثناء المفاوضات في فيينا باتجاه اتفاق يلبي طلب ايران للوقود لمفاعل بحثي في طهران كما اكد الزعيمان دعمهما الكامل للاقتراح الذي طرحته الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال البيت الابيض ان اوباما شكر ميدفيديف في مكالمته اليه على قيادة روسيا لتطوير الاقتراح كما اكد كل من ميدفيديف واوباما دعمهما الكامل للاقتراح وناقشا اهمية قبوله من كل الاطراف حتي يتسنى البدء في تنفيذه في اقرب وقت ممكن.
وأكد أوباما وميدفيديف في اطار ما يعرف بمحادثات الخمسة زائد واحد بشأن ايران على الحاجة الى الحفاظ على الوحدة الاميركية الروسية في مواجهة مخاوف الدولتين تجاه البرنامج النووي الايراني.
التعليقات