حرب جاسوسية طاحنة منطلقة بلا هوادة منذ سنوات بين الولايات المتحدة وعدد من الدول التي تهيمن على العلاقات بينهما أجواء محفوفة بالمخاطر. وبينما يسعى كل طرف للبحث عن ملاذ آمن، بدأت تزداد وتيرة تلك الحرب خلال الآونة الأخيرة بصورة ملحوظة.

انفردت صحيفة quot;وورلد نيت دايليquot; الأميركية بنشر تقرير اعده عملاء متخصصون في مكافحة التجسس ويعملون لصالح الحكومة الأميركية، يزيح النقاب عن أن إيران والصين هما أكثر الدول التي غالبا ً ما تسرق - أو تحاول سرقة - التكنولوجيا والمعدات العسكرية الأميركية. وتقول الصحيفة إن المنظمة التي ينتمي إليها هؤلاء العملاء وتدعى لجنة المراقبة القضائية تقدمت بموجب قانون حرية المعلومات بطلب للاطلاع على سجلات وزارة العدل الأميركية المتعلقة بحوادث سرقة التكنولوجيا والمعدات العسكرية الأميركية.

وتقول الصحيفة إن وثائق شعبة الأمن الوطني التابعة لوزارة العدل الأميركية اشتملت على تقرير بعنوان quot; قضايا مراقبة الصادرات الهامة منذ سبتمبر / أيلول عام 2001 quot;، كتبه قسم مكافحة التجسس ويسرد سلسلة من القضايا. كما تشير اللجنة، التي يوجد مقرها بواشنطن وتعني بالتحقيق في الفساد الحكومي ومحاكمته، إلى أن التقرير، المصنَّف بأنه للاستخدام الرسمي فقط، تحدث عن تورط إيران في 31 قضية خلال الفترة ما بين 29 سبتمبر / أيلول عام 2001، عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر، و 16 مايو / أيار عام 2008. بينما تحدث عن تورط الصين في 20 قضية.

وتلفت الصحيفة في هذا السياق إلى عدد من القضايا التي تم توثيقها، وكان من بينها ما يلي:

* quot;قضية الولايات المتحدة ضد يوغين هسو وآخرينquot; التي يعود تاريخها إلى (2001/9/21 ) ndash; وقد وُجِهَت فيها اتهامات لكل من يوغين هسو، ودافيد تشانغ، ووينغ تشانغ بالتآمر ومحاولة تصدير وحدات تشفير عسكرية إلى الصين عن طريق سنغافورة. وقد صدرت أحكام قضائية ضد جميع هؤلاء، في حين لا يزال وينغ تشانغ ضمن قائمة الهاربين.

* quot;قضية الولايات المتحدة ضد أفاسابيانquot; بتاريخ ( 2003/12 ) ndash; وهي القضية التي ثبت من خلالها تورط شيرزهيك أفاسابيان، السمسار المقيم في إيران والذي كان يعمل مع وزارة الدفاع الإيرانية، في محاولة التماس وفحص مكوِّنات مقاتلات إف-14 ، ومروحيات عسكرية، وطائرات سي ndash; 130 الذي كان يعتزم شحنها لإيران عبر إيطاليا. وقد أقر أفاسابيان في تلك الواقعة بذنبه نظرا ً لقيامه بإصدار بيانات كاذبة.

* quot;قضية الولايات المتحدة ضد وانهوان باركquot; بتاريخ ( 2004 / 11 ) ndash; حيث وُجهت فيها اتهامات لبارك بتصدير أجزاء من المحركات طراز ( بلاك هوك ) وغيرها من القطع العسكرية إلى الصين. وقد أقر بارك في تلك القضية بذنبه، وصدر ضده حكما ً بالسجن لمدة 32 شهرا ً.

* quot;قضية الولايات المتحدة ضد جامشيد غاسيمي وآخرينquot; ويعود تاريخها لـ (2006 / 11) ndash; حيث وُجِهت فيها اتهامات ضد كل من الإيراني غاسيمي وأوريل فراتيلا بالتآمر لتصدير قوائم بعناصر من الذخيرة تشتمل على مُسرِّعات وجيروسكوبات ( أدوات حفظ التوازن ) للصواريخ والمركبات الفضائية، إلى إيران من دون تراخيص. وبينما يعيش كل من غاسيمي وفراتيلا في تايلاند ورومانيا على التوالي، تسعى حاليا ً وزارة العدل الأميركية لترحيلهما.

وقالت لجنة المراقبة القضائية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إن وزارة العدل أعلنت عن صدور اتهامات جنائية ضد أكثر من 145 متهما ً في السنة المالية السابقة. وتشير اللجنة إلى أن أكثر من 40 % من القضايا التي اشتملت على أسلحة أو ذخائر أو غيرها من التكنولوجيا المحجوبة كانت مرتبطة بالصين وإيران. وتنقل الصحيفة في هذا الإطار عن رئيس اللجنة توم فيتون، قوله :quot; تُظهر تلك الوثائق أن إيران والصين كثّفا من جهودهما للحصول على التكنولوجيا العسكرية الأميركية، منتهكين بذلك قوانيننا. وتحتاج إدارة أوباما للبقاء يقظة في مواجهة الجهود غير القانونية التي تقوم بها الدول الأعداء مثل إيران للحصول على ما نمتلكه من تكنولوجيا حساسةquot;.

وتشير اللجنة في النهاية إلى أن إيران كانت تسعى للحصول على عناصر من بينها نظم توجيه القذائف، ومكونات الأجهزة المتفجرة، وأجزاء الطائرات العسكرية، ونظم الرؤية الليلية. في حين كانت ترغب الصين في الحصول على مكونات من بينها بيانات إطلاق الصواريخ، وتكنولوجيا مكوك الفضاء، والمعلومات الخاصة بالصواريخ، ومواصفات السفن الحربية، وكذلك تكنولوجيا الطائرات الآلية quot;التي تعمل بدون طيارquot;.